محمد الدشيش
ظاهرة غلاء الأسعار التي طالت معظم السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية لم تغب عن سوق الخضار في «الشبرة» الرئيسية في منطقة الصليبية، فقد لاحظ كثير من المواطنين والمقيمين ان أسعار الخضار في الفترة الأخيرة ارتفعت بشكل جنوني، وللوقوف على هذه الزيادات وأسبابها، قامت «الأنباء» بجولة في سوق الخضار بداية من «الشبرة الكويتية» إلى «المستورد» والتقت مع عدد من المواطنين الذين طالبوا بدعم المزارعين الكويتيين وتشجيعهم على الإنتاج أكثر حفاظا على الأمن الغذائي، كما التقت مجموعة من البائعين لمعرفة أسباب هذا الارتفاع. وفيما يلي التفاصيل:
البداية، كانت مع أم سعد الشمري التي قالت لـ«الأنباء»: إن أسعار الخضار في جميع العالم غير ثابتة ولكنها عندنا بالكويت مرتفعة جدا، وأنا معكم أن 90% من الخضار في الكويت مستوردة ولكن من غير المعقول أن تصل الى هذا الحد من الارتفاع، وأعطيك مثالاعلى ذلك: «صندوق الشمام الأردني» يصل سعره الى أربعة دنانير بالكويت.
أسعار مضاعفة
وأضافت الشمري: الفواكه غالية بشكل عام ولكن الخضار سعره يرتفع بشكل جنوني في فصل الشتاء، وعندنا التجار من جميع الجنسيات وكل تاجر يضع السعر وفق مزاجه، وأنا سأذكر لك 5 أنواع من الفواكه وأسعارها، فمثلا الموز والعنب والمشمش والخوخ والكوجا والمانجو، والتي كانت اسعارها قبل اسبوعين بحدود 3.5 دنانير، الآن أسعارها تضاعفت تقريبا ووصلت الى 5 دنانير، وألخص لك الفكرة بطريقة ثانية، اذا كنت تشتري الخضار في فصل الصيف بـ 30 دينارا فأنت الآن تشتريها بـ 70 دينارا، والمشكلة الرئيسية ان أغلب الخضار والفواكه هناك من يحتكرها ويتحكم بأسعارها، والكل يعرف أن الانتاج الكويتي يقتصر على الخضار فقط، اما الفواكه فأكثرها مستورد.
دعم المزارعين
كما التقينا مع مبارك العلي الذي قال لـ «الأنباء»: أرض الكويت فيها بركة وفيها خيرات كثيرة ولكن نتمنى الاهتمام بالمزارع ودعم المزارعين بشكل أكبر، وأنا أحدهم، وإذا وجد الاهتمام بالانتاج المحلي ولو بنسبة 50% لاستغنت الكويت عن الاستيراد بنسبة 50% لأن الشباب الكويتي لديهم طاقات ويستطيعون انتاج جميع أنواع الخضار والفواكه، ولكنهم بحاجة إلى الدعم والتشجيع، وهذا الأمر ضروري للحفاظ على الأمن الغذائي في البلاد.
وزاد العلي: أريد الحديث عن موضوع واحد وهو أن العالم خلال السنوات العشر الأخيرة مر بعدد من الكوارث الطبيعية ووباء «كورونا»، ويجب ان نستخلص العبر منها، وان نعتمد على الأرض والإنتاج لمواجهة هذه التحديات، ويجب دعم المزارعين ومتابعة المزارع التي تم توزيعها على المواطنين ومعرفة انتاجها، موضحا أن اسعار الشبرة اليوم مرتفعة جدا وكل يوم ترتفع اكثر من اليوم الذي قبله.
والتقينا أيضا مع حسين الناصر فقال: جئت من منطقة القرين الى شبرة الصليبية باحثا عن الأفضل من حيث الجودة والسعر، مع العلم ان القرين فيها أسواق كبيرة وعروض اسبوعية، ولكن اسعارها غالية، فصندوق الخس الصغير الذي يحتوي على حبتين سعره 990 فلسا، وهذا خلال العرض، ولكن الفرق بين «الشبرة» والجمعية ان الجمعية بضاعتها نظيفة، وفي الشبرة يجب عليك ان تفتشها حبة حبة، والأسعار اليوم مرتفعة جدا جدا، وحتى الخضار المحليي سعره مرتفع وسأقارن لك بصنف واحد مع السعودية، فسعر رقي المدينة وهو اشهر رقي تجد أن «الكود» أربع حبات بـ 30 ريالا الى 40 ريالا وعندنا بالكويت «الرقية» الواحدة الكبيرة ووزنها 12 كيلو يصل سعرها الى 4 دنانير، وهل تصدق ان الشبرة لا يوجد بها شيء رخيص الا الورقيات والبصل، ونتمنى زيادة دعم المزارعين من أبناء الكويت لأن ما ينتجونه سيكون البديل الأفضل وسيسهم بتوفير المواد الغذائية من خضار وفواكه بشكل مضمون.
الأمن الغذائي.
أما أم وليد فقالت: الأسعار صارت جنونية والشخص لا يستطيع أن يشتري كل ما في خاطره من فواكه وخضار، والاسعار التي كانت قبل شهر بربع ونصف دينار و750 فلسا وصلت الآن الى دينارين واكثر، اما «الطماطم» فكان بالسابق 3 صناديق بدينار والآن سعر الصندوق من 2.5 الى 3.5 دنانير، وتساءلت عن سبب هذا الارتفاع.
وأوضحت أم وليد أن الشبرة هي اكبر مكان للخضار بالكويت وتعتبر من موارد الأمن الغذائي للكويت، وقالت البصل كانت الخيشة الكبيرة بـ 4 دنانير واليوم وصل سعرها الى 7 دنانير، حتى اسعار الورقيات من مزارع الوفرة والعبدلي كانت بالسابق كل 10 بربع، واليوم الـ 5 بربع، وتمنت أن تكون الأرباح بالمعقول ليستطيع الجميع شراء احتياجاتهم.
كميات كبيرة
كذلك التقت «الأنباء» ابو محمد الذي قال: انا صاحب أسرة كبيرة وآخذ كميات كبيرة، والكويت دائما وأبدا «ديرة خير»، والأسعار بشكل عام مرتفعة وسأذكر أربعة أصناف كالباذنجان والطماطم والعنب والكوسا لأن اسعارها حاليا مرتفعة جدا عن اسعار الشهر الماضي، واختلاف السعر على كل نوع منها اكثر من دينار، اما بقية الاصناف فهي ملحوظة، ولكن الارتفاعات فيها بسيطة وتبقى الشبرة الرئيسية المكان المفضل للمواطن والمقيم، وافضل من اسعار الكثير من الاسواق المركزية حتى خلال عروضهم الاسبوعية.
المنتج المستورد
والتقينا مع البائع موسى علي الذي يعمل في هذا المجال منذ 28 سنة من ايام «شبرة الشويخ» والآن في «شبرة الصليبية»، فقال: الكويت تعتمد على المنتج المستورد، وهو منتج اسعاره متقلبة، ولا احد يستطيع ان يتحكم به، وهناك بعض الفواكه تصل من دول قريبة عبر البرادات بواسطة النقل البري وتكون اسعار توصيلها منخفضة وتختلف عن الفواكه التي تصل عن طريق الشحن الجوي الذي تكون تكلفته اكثر بكثير من الشحن البري، وهناك الكثير من الدول التي كانت تصدر الفواكه للكويت بكميات كبيرة سابقا، والآن اصبحت تعاني من اضطرابات داخلية وقل الانتاج فيها، وهذا من اسباب ارتفاع الاسعار.
وبسؤال «الأنباء» عن سبب ارتفاع الطماطم خلال اسبوعين من دينار الى 3 دنانير، قال ان الطماطم لها مواسم وبعض الاحيان نبيع 10 صناديق بدينار حسب الكميات المعروضة والمتوافرة في الأسواق.