استمرت الغارات الجوية والقصف المدفعي والصاروخي على مدار الساعة، إلى جانب حصار مطبق فرضته إسرائيل على قطاع غزة، وسط تحذيرات من انخراط أطراف أخرى في التصعيد بعد تحريك الولايات المتحدة كبرى حاملات طائراتها «يو اس اس فورد» صوب إسرائيل في وقت حذرت إيران من «رد مدمر» في حال تم استهدافها. وفي تطور عملياتي، أعلن الناطق باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لـ «حماس»، أن «كل استهداف لشعبنا دون سابق إنذار سنقابله بإعدام رهينة من المدنيين»، محملا إسرائيل «أمام العالم مسؤولية هذا القرار والكرة في ملعبه»، وقال «قررنا أن نضع حدا للإجرام الصهيوني الفاشي ضد أبناء شعبنا».
وأضاف في تصريح بثته قناة «الجزيرة»: «تجرعنا الألم تجاه ما حصل لعائلات كثيرة بغزة من إجرام صهيوني فاشي»، معتبرا أن «العدو لا يفهم لغة الإنسانية والأخلاق وسنخاطبه باللغة التي يعرفها».ولليوم الثالث على التوالي واصلت إسرائيل غاراتها المكثفة على القطاع، مستهدفة منازل المدنيين والمشافي والمساجد، رافعة عدد الضحايا الى ما فوق الـ 600 قتيل وأضعافهم من الجرحى، ردا على الضربة الموجعة التي وجهتها لها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس ضمن عملية «طوفان الأقصى». وقالت وكالة الأناضول إن الضربات الجوية الإسرائيلية للمساجد أدت إلى تدمير 6 منها على الأقل. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الاحتلال يتعمد قصف المشافي والإسعاف وقتل وإصابة الطواقم في خرق للقوانين الدولية، مناشدة المجتمع الدولي الضغط للجم عدوان الاحتلال على مراكز العلاج والإسعاف في غزة. وأكدت الوزارة أن عشرات القتلى والمصابين سقطوا في ضربة جوية إسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين أمس. وقالت قناة الجزيرة ان 50 شخصا على الأقل قضوا في قصف المخيم. وقال مدير الإسعاف في قطاع غزة إن هناك «إعدادا هائلة من الشهداء» نتيجة القصف. وأعلنت كتائب القسام في بيان مقتضب، أن غارات إسرائيل على قطاع غزة أدت إلى مقتل 4 من الأسرى الإسرائيليين وآسريهم. وعلاوة على القصف غير المسبوق، أمر وزير الدفاع الإسرائيلي يؤآف غالانت بفرض حصار مطبق على القطاع. وقال في بيان صادر: «لن تكون هناك كهرباء ولا طعام ولا وقود كل شيء مغلق».
بدوره، قال وزير البنية التحتية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه أمر بقطع فوري لكل إمدادات المياه عن قطاع غزة. وأضاف في منشور على موقع للتواصل الاجتماعي «ما كان في الماضي لن يستمر بعد الآن في المستقبل».
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتغيير منطقة الشرق الأوسط. وقال في بيان لرؤساء السلطات المحلية: «نحن في خضم حرب، وأعلم أنكم مررتم بالكثير من الأمور الصعبة، لكن ما ستمر به حماس سيكون أصعب وأقسى».
وأضاف: «نحن في خضم المعركة وسنقوم بتغيير الشرق الأوسط وقد بدأنا للتو فقط، والأمر يتطلب وقتا والمطلوب الآن هو الصمود في الأيام القريبة القاسية». وأعلن جيش الاحتلال أمس، عن استدعاء 300 ألف جندي احتياط. وقال المتحدث باسمه دانيال هغاري في إحاطة للصحافيين: «نحن في عملية تجنيد واسعة النطاق لجنود الاحتياط، وصلنا إلى 300 ألف جندي احتياطي في غضون 48 ساعة».
في المقابل، وبعد أن أعلنت إسرائيل استعادة كافة المناطق التي سيطر عليها مقاتلو كتائب عز الدين القسام،، اكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: مقاتلو حماس مازالو يتسللون لإسرائيل لتنفيذ هجمات. وقد أعلنت هيئة البث الإسرائيلية وقوع معارك بين الجيش ومسلحين وصلوا عبر البحر لشاطئ زيكيم شمال غزة، وطلب الجيش من سكان المستوطنة التزام منازلهم. وردا على الغارات الإسرائيلية التي لم تتوقف على غزة، لم تتوقف صفارات الإنذار في العمق الإسرائيلي، حيث واصلت كتائب الأقصى قصف المستوطنات برشقات من الصواريخ وصلت إلى تل أبيب وريشون لتسيون وأشدود، وأدت الصواريخ الى توقف العمل في مطار بن غوريون لعدة مرات ونشرت صورا أظهرت حالة الفوضى التي سادت في أكبر وأهم مطارات إسرائيل، وعليه ارتفع عدد القتلى الإسرائيليين إلى أكثر من 1000 إضافة إلى 2600 جريح.
ومع زيادة حدة المواجهة، حذر الكرملين أمس من خطر انخراط أطراف أخرى في التصعيد. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن «خطر انخراط قوى ثالثة في هذا النزاع مرتفع»، داعيا إلى إطلاق «مسار مفاوضات في أقرب وقت ممكن»، وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام روسية.
من جهته، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني خلال مؤتمر صحافي أمس، إن «الإشارة إلى دور إيران تهدف إلى تحويل الرأي العام وتبرير الإجراءات المقبلة التي قد تتخذها» إسرائيل. وحذر كنعاني من أن «أي أحد يهدد إيران يجب أن يعلم أن كل تحرك غبي سيؤدي إلى رد مدمر».
وجاء ذلك بعد أن قالت مصادر أميركية بإرسال حاملة الطائرات «يو إس إس جيرالد آر فورد» إلى قبالة السواحل الإسرائيلية لمواجهة احتمال تدخل إيران.