تكثفت الجهود والاتصالات العربية والدولية من أجل وقف التصعيد بين حركة «حماس» الفلسطينية وإسرائيل. وأكد مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة بين حماس وإسرائيل لـ «رويترز» أن قطر ومصر تجريان اتصالات مع «حماس»، لكن شدة القتال تلقي بظلالها على أي انفراجة محتملة. وقد تلقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اتصالا هاتفيا من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الامارات، حيث ناقشا «الجهود الجارية لوقف التصعيد العسكري»، واتفقا على «أهمية تكثيف التنسيق والتشاور ودفع الجهود الديبلوماسية الرامية لخفض التصعيد والعنف»، وفق بيان للرئاسة المصرية.
كما تلقى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، حيث تم التباحث حول مستجدات التصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وما يشكله من خطورة كبيرة على حياة المدنيين، وتهديد لاستقرار المنطقة.
وقد تم التشديد خلال الاتصال على أهمية ضبط النفس في هذه المرحلة الدقيقة وتغليب صوت العقل ومسار التهدئة، منعا لتدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية وخروجها عن السيطرة.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية انه تم التوافق كذلك على مواصلة التشاور والتنسيق بين مصر والسعودية خلال الفترة المقبلة لتأكيد الرؤية العربية بشأن القضية الفلسطينية، والتي تتمحور حول تحقيق التسوية الشاملة والعادلة على أساس حل الدولتين، وفق مرجعيات الشرعية الدولية، وهو الأمر الذي يتطلب التهدئة الفورية ووقف المواجهات العسكرية في جميع الاتجاهات.
وقال مصدران أمنيان مصريان إن القاهرة تجري اتصالات مكثفة ووثيقة مع إسرائيل و«حماس» لمحاولة منع المزيد من التصعيد في القتال بينهما وضمان حماية الأسرى الإسرائيليين. وذكر المصدران ـ اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما لوكالة «رويترز» ـ إن مصر حثت إسرائيل على ممارسة ضبط النفس وحضت «حماس» على إبقاء الأسرى في حالة جيدة للحفاظ على احتمال التهدئة قريبا مفتوحا، على الرغم من أن الضربات الإسرائيلية المتعاقبة على قطاع غزة جعلت الوساطة مسألة صعبة.
وفي سياق متصل، قال مصدر لـ «رويترز»، مشترطا عدم الكشف عن هويته، إن وسطاء قطريين أجروا اتصالات عاجلة مع قيادات «حماس» لمحاولة التفاوض على إطلاق سراح نساء وأطفال إسرائيليين تحتجزهم الحركة في غزة مقابل إطلاق سراح 36 امرأة وطفلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.
وقال المصدر المطلع على سير المحادثات إن المفاوضات التي تجريها الدوحة بالتنسيق مع واشنطن منذ مساء السبت الماضي «تمضي بشكل إيجابي»، ولكن لا توجد علامات على حدوث انفراجة في ظل تعنت من الجانبين.
لكن عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» حسام بدران أكد أنه «لا مكان حاليا» للتفاوض حول تبادل للأسرى في ظل استمرار العملية العسكرية.
وقال بدران، في تصريح من الدوحة، «العملية العسكرية مازالت مستمرة والمقاومة بقيادة كتائب القسام تواصل الدفاع عن شعبنا، وبالتالي لا مكان حاليا للتفاوض على قضية الأسرى أو غيرها».
كما نفى مصدر أمني إسرائيلي وجود أي مفاوضات مع «حماس» لإبرام صفقة تبادل أسرى.
وقال المصدر الأمني، الذي فضل الكشف عن اسمه للقناة الثانية عشرة الإسرائيلية، «لا توجد مفاوضات حول تبادل أسرى نساء وأطفال بين إسرائيل وحماس».
في هذه الأثناء، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال استقباله الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط في موسكو، أن روسيا والجامعة ستعملان على «وقف إراقة الدماء» في إسرائيل وغزة، وذلك بالتعاون مع الدول التي تريد «سلاما دائما في الشرق الأوسط». وأيد الأمين العام لجامعة الدول العربية تصريحات لافروف، ودعا إلى إيجاد «حل عادل للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني» وإيجاد «آفاق سياسية». وقال أبوالغيط إن الجامعة العربية ترفض العنف من الجانبين.
وتعقد جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا غدا على مستوى وزراء الخارجية لبحث العدوان الاسرائيلي على غزة، بحسب ما أفاد الأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي. وقال زكي في تصريح امس إنه تقرر عقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية بناء علي طلب دولة فلسطين «لبحث سبل التحرك السياسي على المستويين العربي والدولي لوقف العدوان الإسرائيلي» على غزة.
بالتوازي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن طهران دعت إلى عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي مع احتدام القتال بين حركة «حماس» والقوات الإسرائيلية.
من جانب آخر، يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم اجتماعا طارئا لمناقشة الوضع في غزة وفق ما أفاد مسؤول الشؤون الخارجية للتكتل جوزيب بوريل.