إن انفجار غضب الأقصى وغضب الأمة ما هو إلا رد على عدو دنس الأقصى وتجاوزت جرأته مسرى رسولنا، وارتكب مجازر بحق المدنيين من الأطفال والشباب والنساء المرابطات. إن انفجار الأقصى العظيم ما هو الا احقاق للحق وبدء انتهاء العدو وعربدته دون حسيب ورقيب.
انفجر الأقصى وانتفض معلنا بداية الهجوم في السابع من أكتوبر من عام 2023، ليرد الصاع بمثله والظلم بشبيهه، ليعلن بداية الضربة القاضية ويقضي على حصون العدو العالية، ويذيق العدو الإسرائيلي المحتل مرارة الاختطاف والتهديد بمثله، انفجر الأقصى بإمطاره آلاف الصواريخ على عدوه الظالم ليشرب من نفس الكأس التي شرب منها أحرار فلسطين وتجرع من سمها أطفالها، ليسجل التاريخ لأطفال فلسطين وشبابها وشيبانها ونسائها الأحرار أن الله سيحق الحق ويبطل الباطل «بسيوفهم الحديدية»، وأن الحق عائد شاء من شاء وأبى من أبى.
إن إعلان العدو الاسرائيلي المهزوم والمنكسر بأنه في «حالة حرب»، وليس في حالة مواجهة ما هو إلا نصر من الله وارباك للعدو وانتهاكاته وتجاوزاته التي لم تعد الإنسانية أو القوانين تردعها. ان إعلان «حالة الحرب» لدى العدو الصهيوني ما هو إلا إظهار لهشاشة هذا العدو وضعفه وما هو إلا بيان تاريخي من العدو نفسه «بحرب العار».
هزل وباء بالخسران، من ادعى أن العدو الصهيوني يملك أقوى جهاز استخبارات في العالم، وأنه الأقوى عسكريا في الشرق الأوسط، وجاء الوقت لإظهار ضعف العدو وجبنه بادعائه أن الفلسطينيين مكروا لهم بمفاجأة ـ وأي مفاجأة ـ مدعين أنها غير متوقعة وأنهم أضمروا السيطرة بشكل مباغت، كيف لأقوى جهاز مخابراتي «كما يدعي البعض»، أن يتم اختراق مستوطناته من خلال هجوم لم يتجاوز خمس ساعات وتتم السيطرة عليها من خلال خط دفاع كامل.
عملية «طوفان الأقصى» ما هي إلا بداية شرارة الانتفاض على الظلم الذي عاناه شعب بأكمله وما هي إلا صدمة شديدة الضرامة للاحتلال الإسرائيلي وأن المواجهة مازالت في أوج شرارتها وسيتفاجأ العدو كثيرا، ولا سبيل له سوى الانسحاب حفاظا على ماء وجهه أمام العالم أجمع، ليعيد العدو لملمة أوراقه وإعادة وضعه إلى ما كان قبل احتلال دولة فلسطين، وليلملم جروحه ويستجيب لمطالب الفلسطينيين ويخرج بلا عودة.
وما عملية «طوفان الأقصى» إلا تغيير جذري في الرد على العدو المحتل ودحره عن جرائمه المتتالية وتغيير في طريقة إدارة الحرب على أرض الواقع ليتم رد السحر على الساحر.
مهما كان رد العدو الإسرائيلي قاسيا، فلن يكون أقسى مما عاناه شعب احتل بالقوة وقتل أطفاله ونساؤه في وضح النهار دون رقيب أو حسيب، وآن الأوان لانهيار هذا العدو، وكفاه استهتارا بشعب لا يعرف إلا وطنه ويزغرد عند رؤية شهدائه ممدين دفاعا عن أوطانهم.
كفاكم وعيدا وتهديدا بأن فلسطين «ستجبي دماء لا مثيل لها»، وأعيدوا ترتيب صفوفكم للخروج من فلسطين، ثبت ضعفكم وثبت نقصكم، وثبت جهلكم في إدارة الحرب وستتم مفاجأتكم ومباغتتكم كما ادعيتم لأنكم تجهلون قوانين الحرب ولا تعرفون إلا قوانين القتل والتدمير وسلب الحقوق.
وليعلم العدو أنه يجهل أبسط قوانين الاستخبارات العسكرية التي تقول «إذا كان الطريق آمنا فاعلم أن هناك كمينا».
[email protected]