سادت الفوضى والمشاحنات على عملية بحث الجمهوريين عن رئيس لمجلس النواب الذي يسيطرون عليه قبيل عقدهم اجتماعا مغلقة لاختيار رئيس المجلس خلفا لكيفن مكارثي الذي أطاحوا به الأسبوع الماضي، في وقت تواجه الولايات المتحدة تحديات كبيرة في أوكرانيا وإسرائيل وحتى في الداخل حيث أزمة الميزانية التي تلوح في الأفق.
وأدت إطاحــة اليميــن الجمهوري المتطرف الموالي للرئيس السابق دونالد ترامب بمكارثي من رئاسة المجلس، إلى تعليق السلطات الرئيسية لهذه المؤسسة التي تعد واحدا من أقوى البرلمانات في العالم. وهذا الوضع غير مسبوق على الإطلاق.
وقال النائب الجمهوري مايك كيلي على موقع إكس (تويتر سابقا) «بينما نناقش عددا كبيرا من القضايا الداخلية الرئيسية، يبدو أننا نتجاهل التهديدات الخطيرة التي تواجهنا وتواجه حلفاءنا في العالم»، داعيا زملاءه إلى وضع حد لهذه الفوضى المؤسسية.
وخلال خطاب حول الوضع في إسرائيل، دعا الرئيس جو بايدن الكونغرس إلى اتخاذ «إجراءات عاجلة» في أقرب وقت ممكن «لتمويل ضرورات شركائنا».
وشدد الزعيم الديموقراطي، الذي وقف حزبه، وهو أقلية في مجلس النواب، متفرجا بشكل أساسي على المفاوضات الفوضوية في الكونغرس، أن «هذه ليست مسألة أحزاب أو سياسة». وأكد أن «أمن العالم وأمن الولايات المتحدة على المحك».
وكان الجمهوريون اجتمعوا في الكونغرس للاستماع إلى عرضي المرشحين المعلنين لمنصب «رئيس المجلس».
من جهته، قال زعيم الكتلة اليميني المتشدد ستيف سكاليس (58 عاما) للصحافيين بعد الاجتماع: «بنيت تحالفات طوال حياتي وحققنا انتصارات عظيمة». وأضاف «نحن بحاجة إلى كونغرس يعمل غدا».
ومن جهة أخرى جيم جوردان المشاكس الذي يكبره بسنة ورئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب. وهذا النائب مقرب من دونالد ترامب ويحظى برعايته.
لكن لم يكن أي من الرجلين يتمتع بدعم كاف لانتخابه رئيسا لمجلس النواب.
أما مكارثي، الذي دعاه عدد من مؤيديه إلى شغل المنصب في أسرع وقت ممكن وحثوه على الترشح مرة أخرى للسماح للكونغرس بالتحرك في هذه السلسلة من القضايا الحساسة، فرد من ولاية كاليفورنيا قائلا: أعلم أن الكثير منهم يريدون أن أقدم ترشيحي، وقلت لهم «أرجوكم لا ترشحوني».