تحقق أنشطة نجوم الموسيقى إيرادات قياسية باتت تحتل مكانا بارزا في المعطيات الاقتصادية، إذ تشهد الحفلات التي عاودوا إحياءها في الملاعب ضمن جولاتهم العالمية بعد جائحة «كورونا» إقبالا جماهيريا حاشدا، فيما تدر أعمالهم والحركة السياحية التي يستقطبونها مداخيل كبيرة.
ومن هؤلاء، النجمة الأميركية تايلور سويفت التي تجاوزت المبيعات المسبقة لتذاكر الفيلم الذي صور خلال الجزء الأول من جولتها الموسيقية 100 مليون دولار في مختلف أنحاء العالم، قبل أسبوع من انطلاق عروضه، وفق ما أعلنت شركة «إيه إم سي»، وهي حصيلة تشكل منذ الآن رقما قياسيا لإيرادات فيلم طويل عن حفلة موسيقية.
وتعكس القيمة المرتفعة للحجوزات المسبقة النجاح الباهر الذي حققته جولة «تايلور سويفت: ذي إيراس تور» («Taylor Swift: The Eras Tour») نفسها، إذ إن إجمالي إيرادات جولتها قد يتجاوز عند انتهائها في آخر سنة 2024 المليار دولار للمرة الأولى في تاريخ الموسيقى، وفق تقديرات أميركية.
وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في نيويورك جون وليامس إن ما وصفه بـ «عامل تايلور سويفت» ساهم في تحفيز الاقتصاد الأميركي في الأشهر الأخيرة، «لأن الناس كانوا ينفقون على الحفلات والفنادق، وكل ذلك شكل ظاهرة كبيرة».
ولا تقل حفلات النجمة بيونسيه وقعا على الاقتصاد، إذ إن أحد الخبراء الاقتصاديين رأى أن حفلتيها في ستوكهولم اللتين كانتا الأوليين ضمن جولتها العالمية، ساهمتا في ارتفاع معدل التضخم عما كان متوقعا في شهر مايو الماضي في السويد.
ولا يعود ذلك إلى ارتفاع سعر تذاكر الحفلات الموسيقية، إذ إن الإقبال الجماهيري الكبير يمكن أن يفسر الارتفاع في أسعار الفنادق والمطاعم، بحسب مايكل غران من «دانسكه بنك».
وأفاد موقع «بيلبورد بوكسكور» المتخصص بأن من إجمالي إيرادات جولة «وورلد رينيسانس تور» التي اختتمتها النجمة العالمية في الأول من أكتوبر الجاري قد يصل إلى نحو 560 مليون دولار، ما يجعلها الجولة الأعلى تحقيقا للإيرادات لفنانة في التاريخ.
وكانت مداخيل الجولة بلغت 461 مليون دولار في نهاية أغسطس الفائت، متجاوزة ما حققته مادونا خلال جولتها «ستيكي أند سويت تور» في 2008-2009.
ويحمل الرقم القياسي حاليا إلتون جون الذي حققت جولته الوداعية «فيرويل يلو بريك رود 2018-2023» أكثر من 910 ملايين دولار.