[email protected]
خطيئة الأنقياء عبر التاريخ هي ظنهم بأن الجميع مثلهم!
موقف الكويت الرسمي والشعبي يحتاج إلى (تحية) عربية وإسلامية وإنسانية، وهو موقف ثابت نحو الأقصى الشريف وأرض فلسطين والمقاومة ورفض التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل على مدى العقود التي مرت.
مواقف الخارجية الكويتية تاج على الرؤوس ووسام على الصدور وأيضا مواقف النواب الذين أصدروا بيانا بتأييد حق فلسطين في المقاومة ورفض الاحتلال ورفض التطبيع، وأيضا المواطن العادي.
تحية للقوى السياسية التي توحدت صفوفها في دعم معركة «طوفان الأقصى» والتأكيد على ضرورة المقاومة والتضامن مع الشعب الفلسطيني.
ليس بالغريب هذا التضامن العربي الإسلامي والإنساني فهذا طبع الأوفياء بكل مواقفهم الخالدة، ولنقل انها تحية الأنقياء ضد الفاسدين المثبطين للهمم!.. ما نفخر به حقيقة أدوار جمعياتنا الخيرية التي هبّت لنجدة أهل الأقصى والقدس الشريف!
سأصحبكم معي بعيدا عن السياسة في أدب القلب وجمال الحياء والأخوة في الله والرفعة الحقيقية في هذه الحياة.
في صفحات الإيمان التي قدتها طيلة عقود من الزمن، رأيت هالات النور من أبناء جيلي المخضرم والذي قاعدته خلق نبينا صلى الله عليه وسلم: (وإنك لعلى خلق عظيم).
ما أجمل أن يكون الخطاب الإسلامي اليوم مبشرا لا منفرا، مجمّعا لا مفرّقا، لا يثير النعرات والجاهليات، وما أحوجنا إلى تعليم وتربية وأخلاق وقدوات حقيقية!
أتذكر حديثا جميلا قاله لنا الأستاذ محمد الربيعي ونحن على مقاعد الدراسة، أستاذ اللغة العربية وأصول الدين في معهد المعلمين في السبعينيات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحياء لا يأتي إلا بالخير» متفق عليه.
هذا الجيل محتاج إلى «الحياء» لأنه خلق جميل، فمن رزقه الله هذا الخلق فليحمد الله، والذي يحتاج إلى هذا الخلق فليجاهد نفسه ليصل الى هذا الخلق الجميل.
لست هنا بمعدد مناقب الحياء لكنه له أفضلية الآن، لأن كثيرا من هذا الجيل يفتقد هذا الخلق الرفيع وأنا هنا لا أقصد الخجل.
فلنفرق ما بين الحياء والخجل.
هناك مواقف يذم بها الخجل لأن حقوقك تضيع مع بعض من نوعيات البشر الهمجيين.
تعلمت من خلواتي مع النفس أن أحرص كل الحرص على مراقبة الله لي في كل أعمالي، ووجدت فائدة عظيمة لأن هذه المراقبة تبعث في نفس العبد خلق الحياء من الله.
٭ قاعدة ذهبية
وسط هذه الأحداث والمواقف والانفعالات والصخب والتطاول والاتهامات تبرز أهمية أن (تملك نفسك) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب» متفق عليه.
اليوم لا عاد (علو الصوت) ولا فرد العضلات يفيدان أبدا فربما الجهاز الصغير الذكي الذي بيدك يحقق كل ما ترجوه بعيدا عن (الانفعالات والأفلام).
اليوم الحجة والتعقل والأناة والحكمة والفطنة هي القدرة الخارقة التي نجح بها الآخرون وتغلق باب العضلات والسواعد والأيادي، انها حجة العقل والتدبر وسمو الأخلاق والقدرة على الصبر وقوة الحجة لا المجادلة.
احترم نفسك يحترمك الناس وتذكر ان فضل القناعة مرهون بالشكر والصبر معا، فأكثر من الحمد لله وردد: الله المستعان!
٭ الأخوة في الله
أفضل ما تملكه في الحياة أخ تحبه في الله، وهذا خلق رائع وحب نادر قد لا تجده في دين غير الإسلام (إنما المؤمنون إخوة).
يقول رسولنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» متفق عليه.
قارئي الكريم في كل مكان: أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه وآسف عن انقطاعي القادم عن الكتابة على أمل أن نرجع إلى «الإيمان» استراحة المؤمنين في كل جمعة، وجعلنا الله دائما من المتحابين في الله، وتكمن عظمة الدين الإسلامي انه يحثك على ان تتمنى للآخرين دائما ما تتمناه لنفسك.
أسأل الله العلي القدير أن يصلح لي ولكم النية، فلنقرأ ولنتأمل هذا، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
سعدت بصحبتكم على مدار الأسابيع الماضية فإلي لقاء، وشكرا لكم.
الأنقياء نادرون ولا يتغيرون..
بومهند