الأسبوع الماضي قام رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية الشيخ طلال الخالد بزيارة رسمية الى الرياض على رأس وفد أمني، والتقى أخاه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزير داخلية المملكة العربية السعودية الشقيقة، وبحثا سبل تعزيز التعاون في المجال الأمني والأوضاع الأمنية التي تشهدها المنطقة.
تداعيات ما يحدث في غزة على دولنا تستلزم تدارس الانعكاسات الأمنية والاتفاق على آليات للتعامل معها، وفي هذا السياق، لا بد من التنويه بالموقف الكويتي الواضح والمساند للحق الفلسطيني وحصوله على كامل حقوقه وأهمها دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ونثمن ايضا الفزعة الكويتية للتبرع وتقديم المساعدات. لا شك أن هناك ملفات أخرى تتطلب تنسيقا رفيعا بين وزراء داخلية دول مجلس التعاون، مثل المخدرات ومكافحة الإرهاب والاحتيال الإلكتروني وأمن تكنولوجيا المعلومات ومواجهة الجريمة بشتى صورها.
النائب الأول، ومنذ تولي مهام عمله باتت قضية المخدرات من الأولويات، وتشن مختلف قطاعات الوزارة حربا حقيقية على مروجيها، وتم احباط تهريب كميات ضخمة وضبط العديد من المروجين، وهذا الاهتمام الكبير يدعوني الى الجزم بأن هذه القضية كانت حاضرة وبقوة في مباحثات الوزيرين، وأن تنسيقا وتعاونا أكثر سنرى ثماره.
المخدرات حرب تستهدف دولنا، والشواهد مجتمعة تؤكد ان بلادنا الخليجية مستهدفة، وإلا فبماذا نفسر المحاولات المستمرة لتهريب أطنان من المواد المخدرة والملايين من المؤثرات العقلية سنويا، هذا الى جانب ارتباطها بالجريمة بشكل ملحوظ، لأنها تجعل من المتعاطي شخصا شرسا وعنيفا ولديه رغبة جامحة في الاعتداء على الآخرين.
المخدرات الحديثة باتت تشكل خطرا كبيرا على المجتمع ليس فقط في انتشارها الواسع بين أوساط الشباب فحسب، بل في سهولة الحصول عليها.
لذا فهي قضية تستحق تنسيقا أمنيا متواصلا وتكاتفا لمواجهتها بكل الوسائل ورصد ميزانيات للوقاية والمكافحة والعلاج، وقوانين وتشريعات مشددة وسريعة وتزويد المنافذ والأجهزة والموانئ بأحدث الأجهزة للكشف، كما تحتاج إلى تكاتف مجتمعي وأن يكون للأسرة دور مهم والدور ذاته لوزارتي التربية والتعليم والصحة، بإعداد برامج إصلاحية ورعاية لاحقة للمدمنين بعد التعافي واعتماد استراتيجية يتم من خلالها تخفيف العرض والطلب وتبني استراتيجية توعوية تشارك فيها جميع وسائل الإعلام الخليجية مجتمعة.
آخر الكلام: اجتماع وكيل وزارة الداخلية الفريق انور البرجس مع عدد من قائدي أجرة مطار الكويت الدولي والوقوف على مطالبهم ومشاكلهم واقتراحاتهم خطوة موفقة. اعتياد بعض الوافدين أو المقيمين في البلاد بصورة غير قانونية على تحميل الركاب قطع للأرزاق وما يجب ان يستمر، لأنه يجعل سائقي المطار ينتظرون بالساعات وربما يمضون اليوم دون القيام برحلة، أتمنى إقامة حملات خارج المطار والتأكد من وجود صلات قرابة بين قائدي المركبات والقادمين واتخاذ اجراءات رادعة بحق المخالفين تجعلهم عبرة لغيرهم.