- «مؤسسة البترول» تطمح إلى زيادة طاقتها الإنتاجية من النفط إلى 4 ملايين برميل يومياً بحلول 2035
- 410 مليارات دولار الإنفاق الاستثماري لتنفيذ الإستراتيجية النفطية في جميع عملياتها
محمود عيسى
ذكر موقع أويل برايس أن الكويت تبذل قصارى جهدها لتحقيق طموحاتها في مجال النفط والغاز ضمن استراتيجية 2040، إذ أعلنت الحكومة أنها تهدف إلى أن تصبح منتجا رئيسيا ضمن منظمة أوپيك من خلال رفع طاقتها الانتاجية بشكل كبير في السنوات المقبلة، ويتعزز هذا القول من خلال الاستثمارات الكبيرة في قطاع الهيدروكربون على صعيد التوسع في مضمار التنقيب والإنتاج من جهة والتكرير والتوزيع من جهة اخرى، وبينما تتبنى العديد من الدول الأخرى التحول نحو الطاقة الخضراء، فإن الكويت تعلق الآمال على أن تصبح لاعبا دوليا رئيسيا في سوق النفط والغاز مادام الطلب على الوقود الأحفوري لايزال مستمرا بقوة.
وأشار إلى ان الكويت تعتبر أحد كبار المنتجين في أوپيك، وتخطط لزيادة إنتاجها النفطي من 2.7 مليون برميل يوميا في الوقت الحاضر خلال السنوات الأربع المقبلة، كما تأمل في زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي بنسبة 70% خلال الفترة ذاتها، وتحل الكويت حاليا في المركز الخامس بعد المملكة العربية السعودية والعراق والإمارات العربية المتحدة وإيران بين كبار منتجي النفط في أوپيك.
وفي الأشهر الأخيرة، التزمت الكويت بتخفيضات الإنتاج التي اقرها تحالف أوپيك+، لينخفض إنتاجها بمقدار 128 ألف برميل يوميا. وفي الوقت ذاته، رفعت إيران، المعفاة من التخفيضات، إنتاجها من النفط الخام، لتتجاوز الكويت التي تبلغ حصتها الإنتاجية للعام المقبل 2.676 مليون برميل يوميا، ويهدف تحالف «أوپيك+» من تقييد حصص انتاج النفط إلى تحقيق الاستقرار في السوق، التي أصبحت متقلبة للغاية في السنوات الأخيرة.
وبرغم التخفيضات القصيرة المدى، فإن الكويت ليست الدولة المنتجة الوحيدة ضمن «الكارتل النفطي» التي تخطط لتعزيز إنتاجها النفطي بشكل كبير خلال العقد المقبل لتلبية الطلب المستمر على الوقود الأحفوري، بل ان هذه الميول موجودة لدى كل من السعودية والإمارات بهدف زيادة انتاج كل منهما بمقدار مليون برميل يوميا خلال السنوات القليلة المقبلة، وحيث انها تتربع على نحو 100 مليار برميل من احتياطيات النفط وفقا للتقديرات، فإن الكويت تتمتع بوضع جيد يؤهلها لاستغلال مواردها قبل أن يبدأ الطلب في التراجع انسجاما مع التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.
وقال الموقع ان خطة الكويت لتعزيز إنتاج النفط والغاز بدأت تكتسب زخما بالفعل مع إعلان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار د.سعد البراك عن استراتيجية جديدة لزيادة الإنتاج من خلال تطوير حقل غاز الدرة بالشراكة مع المملكة العربية السعودية. ويتماشى ذلك مع استراتيجية مؤسسة البترول الكويتية حتى عام 2040، وتأمل مؤسسة البترول الكويتية زيادة طاقتها الإنتاجية من النفط إلى ما يصل إلى 4 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2035، من خلال استثمارات تبلغ 410 مليارات دولار في جميع عملياتها.
وتخطط شركة نفط الكويت لزيادة إنتاج النفط إلى 3.65 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2035، وهو ما قد يعني إيرادات تبلغ نحو 11 مليار دولار على مدى السنوات الخمس التالية، وتساهم الشركة بنحو 90% من إنتاج الكويت من النفط. كما أن لديها خططا كبيرة تتعلق بقطاع الغاز، وتتوقع تحقيق طاقة إنتاجية يومية تصل إلى 1.5 تريليون قدم مكعبة بحلول عام 2040.
تجدر الإشارة إلى ان شركة نفط الكويت أرست عدة عقود لمشروعات النفط والغاز هذا العام بقيمة 3.25 مليارات دولار. وطبقا لمصادر إعلامية محلية فقد أرست الشركة في الفترة بين يناير وأغسطس الماضيين عقود 91 مشروعا، ويمثل هذا زيادة كبيرة في عدد العقود الموقعة في السنوات الأخيرة، في أعقاب الانخفاض المرتبط بجائحة كورونا على مدى السنوات الثلاث الماضية. ويأتي ذلك في أعقاب النجاحات الأخيرة التي حققتها مؤسسة البترول الكويتية، والتي سجلت اعلى صافي أرباح خلال عقد من الزمن بقيمة 8.48 مليارات دولار للسنة المالية الماضية.
20 تريليون قدم مكعبة من الغاز في حقل الدرة
قدر موقع أويل برايس حجم الاحتياطيات المؤكدة في حقل الـــدرة البحري بنحــو 20 تريليون قدم مكعبة ومن المتوقع أن يتم تشغيله بحلول عام 2029، ووقعت الكويت اتفاقية مع السعودية في عام 2022 لتطوير الحقل.
من جهة ثانية، قال الموقع إن الكويت لديها خطط كبيرة لقطاع الصناعات التحويلية، وتأمل زيادة طاقتها التكريرية إلى 1.6 مليون برميل يوميا محليا و425 ألف برميل يوميا في الخارج بحلول عام 2025. ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل مجمع مصفاة الزور خلال هذا الشهر، وقال الرئيس التنفيذي لشركة «كيبك» وليد البدر ان تشغيل المصفاة الثالثة سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة لتصل طاقتها التكريرية القصوى إلى 615 ألف برميل يوميا.
وختم الموقع بالقول إن شركة البترول الكويتية العالمية، الذراع العالمية لمؤسسة البترول الكويتية، تتوقع أن يبدأ التشغيل التجاري الكامل لمصفاة الدقم في سلطنة عمان بحلول نهاية العام الحالي. وفي غضون ذلك، قالت الشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية (كوفبيك)، إنها تجري مناقشات جادة للاستحواذ على أكبر حقل للغاز في آسيا، دون ان تقدم المزيد من التفاصيل.