كثفت الدول العربية مساعيها الرامية لاحتواء الأزمة المتفاقمة في غزة بسبب الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على الفلسطينيين، حيث استعرض صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. كما بحث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن التصعيد العسكري الجاري في غزة ومحيطها.
وقالت وكالة الأنباء القطرية «قنا» إن أمير قطر استعرض خلال استقباله وزير الخارجية الايراني والوفد المرافق له، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول أبرز القضايا الإقليمية والدولية لاسيما تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.
وبعد اللقاء حذر عبداللهيان من اتساع جبهات الحرب وقال، إن لم ينجح وقف العدوان على غزة فاتساع جبهات الحرب غير مستبعد ويزداد احتماله كل ساعة، وأضاف «أبلغنا الكيان الصهيوني عبر داعميه أنه إذا لم تتوقف جرائمه في غزة فإن غدا سيكون متأخرا».
وعبر وزير الخارجية الإيـرانـــي فـــي حــديث لـ«الجزيرة» عن أمله في أن تحول الجهود السياسية دون اتساع الحرب وإلا فلا أحد يعلم ماذا سيحدث الساعة المقبلة. وأضاف، لا يمكن لإيران أن تبقى متفرجة إزاء هذا الوضع.
من جهتها، قالت وكالة الأنباء السعودية «واس» إن الأمير محمد بن سلمان أكد خلال اجتماعه مع بلينكن في الرياض أمس، ضرورة العمل لبحث سبل وقف العمليات العسكرية التي راح ضحيتها الأبرياء، مؤكدا سعي المملكة لتكثيف التواصل والعمل على التهدئة ووقف التصعيد القائم واحترام القانون الدولي الإنساني بما في ذلك رفع الحصار عن غزة، والعمل على تهيئة الظروف لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل والدائم.
ووفقا لـ «واس» شدد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، على رفض المملكة استهداف المدنيين بأي شكل أو تعطيل البنى التحتية والمصالح الحيوية التي تمس حياتهم اليومية.
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي في رد على سؤال لـ «رويترز» إنه عقد اجتماعا «مثمرا للغاية» مع ولي العهد السعودي.
هذا، وانتقد وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني امس، حظر عدة تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في فرنسا خلال الأيام الأخيرة.
وقال لراديو «ار تي ال 102.5»، «فرنسا تتخذ خياراتها الخاصة، لكن حظر التظاهرات في بلد ديموقراطي عندما لا تكون تظاهرات عنيفة لا يبدو لي عادلا، إذا لم يكن هناك مؤشر الى أن التظاهرات يمكن أن تتدهور».
وأشار تاياني الذي يشغل منصب نائب رئيس الوزراء أيضا، إلى أن «احتجاجات سلمية تجري في الولايات المتحدة، وهي الدولة الأكثر التزاما بالدفاع عن الإسرائيليين، بما في ذلك عبر وجود قوة بحرية لها (في شرق المتوسط)، كما نظمت احتجاجات في المملكة المتحدة».
وأضاف «عندما تصبح الاحتجاجات عنيفة، فهذه قضية اخرى، وعندما تكون هناك تهديدات أمنية، فهذه قضية اخرى».
من ناحيته، اكد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان أن الولايات المتحدة تخشى أن يشهد النزاع بين اسرائيل وحركة حماس «تصعيدا» إضافيا، مبديا أيضا خشية من «تدخل ايراني» محتمل.
وقال سوليفان في مقابلة مع شبكة سي بي اس «هناك خطر قائم أن يشهد النزاع تصعيدا، بفتح جبهة ثانية في الشمال، وبالطبع بتدخل إيران».
وشدد سوليفان على أن الولايات المتحدة «لا يمكنها استبعاد فرضية أن تتخذ ايران قرارا بالتدخل مباشرة بشكل أو بآخر».
وتابع: إنه خطر نحن مدركون له منذ بداية النزاع، وأضاف «لذا تحرك الرئيس الأميركي جو بايدن سريعا وبشكل حازم بنشر حاملة طائرات في شرق المتوسط، لكي تكون لدينا مقاتلات في الخليج، لأنه وجه رسالة بغاية الوضوح إلى كل دولة أو كيان قد يسعى لاستغلال هذا الوضع».
وأوضح سوليفان ان أميركا تركز على إخراج الناس من غزة إلى مناطق آمنة وليس في شمال غزة أو جنوبها وكذلك توفير ممر آمن للمواطنين الأميركيين للخروج من غزة إلى مصر.