(قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا فما اسطاعوا أن يظهروه وما اسطاعوا له نقبا قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا - الكهف: 95 - 98).
يرد ذو القرنين على الذين طلبوا منه أن يكفيهم شر يأجوج ومأجوج وهم مستعدون ان يجمعوا له المال من أجل ذلك، ولكن قال لهم ذو القرنين ان الله آتاه الحكم والملك وهو خير مما تجمعون لي من مال، ولكن أعينوني برجالكم وعمالكم حتى أجعل سدا صلبا وقويا بينكم وبينهم، طلب منهم ان يجمعوا له الحديد ويجعلوه مساويا لارتفاع الجبلين، ثم قال أشعلوا النار في الحديد حتى اذا أصبح أحمر كالجمر، قال صبوا فوقه الرصاص، فاختلط الحديد والرصاص وأصبح سدا قويا منيعا لا يستطيعون هدمه ولا النفاذ منه، وبعد ان انتهى ذو القرنين من بناء السد، قال هذا من رحمة الله علي وعليكم ان أعانني على منع المفسدين أن يدخلوا عليكم، ويبقى هذا السد قائما حتى يأذن الله بخروج يأجوج ومأجوج وذلك قبل يوم القيامة، حينها يجعل ربي هذا السد محطما ومدمرا بإذنه، وان الله عز وجل لا يخلف الميعاد.
قبس هذه الآية: وسائل الإصلاح والنهضة والتنمية متاحة ومتعددة ولكنها تحتاج إلى نية صادقة وهمة عالية وإيمان قوي بالله عز وجل.