@HaniAlnbhan
(1) ـ بكل صدق وتجرد، نحن في زمن غابت فيه «المشاعر والأحاسيس» بشكل كبير ولافت وموجع، حتى بات «التبلد» يقود النفوس وهو متفرد وغير آبه! فهو زمن «اللا شعور»، فالشعور يبدو متواريا عن الانظار في أكثر من مكان وفي أكثر من اتجاه، فكل يوم نشاهد ما يحرق القلب ولكن نكتفي بالمشاهدة!
ودعـــونا نتساءل: هل عندما ننادي بالشعور في حق «البعيد المضطــهد» سـنـجد الاستجابة؟ ونحن نرى أن هناك «صدودا وجفاء وتناسيا» يتم ارتكابه بحق «القريب المضطهد»؟!
فمن ينسى القريب، لن يعطف على البعيد، إلا «نفاقا»، ونهج النفاق مرفوض!
(2) ـ يجب أن يهرع الناس إلى مساعدة كل من حلت به نازلة، فهذه هي الأخلاق والمبادئ، وخلاف ذلك يعد صورة من صور اللؤم والأنانية.
ولكن.. ولكن:
«الأخلاق الحسنة» لا تتجزأ، فصاحب الخلق «الحسن والرحيم» يجب أن يكون خلقه رحيما وحسنا في كل الأحوال والظروف، ومع كل الناس دون تمايز أو تفرقة، فالطيب طيب دائما.
(3) ـ وبما أنني أتحدث عن الشعور وعن «الإحساس» فإنني أجزم بأن الأجيال التي سبقتنا هي أكثر إحساسا وشعورا!
فقد كان الأوائل في غاية النبل، فالأخ يضحي من أجل أخيه، والصديق يحزن لحزن صديقه، بل يموت لأجله!
الجار لا ينام إن شعر بأن جاره يتألم، و..و..و، القصص كثيرة في هذا الصدد.
لذلك أرى أن الأوائل «أبرك» منا!
(4) ـ القلب يحتاج إلى إنعاش دائم، وتعهد مستمر، لكي لا يلحقه بعض التلوث والعفن! فإن تركناه ينبض كيفما شاء ودون مراعاة للأجواء المصاحبة لتلك النبضات! ودون تصحيح مسار ودون مراجعة أفكار، فإنه سيكون كالخرابة! وينعدم فيه الإحساس والشعور، فلا يتعاطف مع حق! ولا يتأفف من الباطل! ويصبح جلده ميتا لا يشعر بلدغات الزمن!
(5) ـ الشعور نعمة، وهذه النعمة موجودة مع كل واحد، ولكن هناك فرق، والفرق هو أن البعض له شعور يتجه نحو الاتجاه السلبي دائما..
لذا ليس كل صاحب شعور يعد نبيلا ومفضالا وكريما، بل صاحب الاتجاه الايجابي في الشعور هو النبيل وحده.
وكم هو محظوظ من كان له شعور إيجابي يتعاطى به مع الحياة، ومع الأشخاص الذين يمثلون هذه الحياة.
(6) ـ علينا أن نسقي بذور الشعور الإيجابي في حواسنا المختلفة، وإلا أصبحنا عبارة عن قطعة لحم متراكمة اسمها «جسد» ولا قيمة لها!
فذاك الذي لا يتلمس إلا حاجاته هو إنسان فاقد للإحساس وفاقد لمعاني النبل النفيسة، فلكن أهل «شعور» في عالم يريد للشعور أن يموت!
(7) ـ ختاما: ندعو لأهل غزة بقلب منفطر، ونستذكر قوله سبحانه: (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار)، فالله يرى إجرام اليهود وظلمهم، ولن يدعهم.
فاللهم كن لغزة وأهلها وكافة فلسطين، وحرر الأقصى من شر الغاصبين، وانتقم من اليهود المعتدين الظالمين، يا رب العالمين.