رغم استمرار الاستهداف الوحشي لمدينة غزة ومحاولات إجبار سكان غزة على ترك أراضيهم، فمن المهم أن يبقى الشعب الفلسطيني صامدا وحاضرا على أرضه مكافحا ضد وحشية المجازر الصهيونية، وأن يعلم الشعب الفلسطيني بخطر تهويد الأراضي الفلسطينية، وأن الصهاينة مشبعون بثقافة إلغاء الآخر المختلف دينيا وعنصريا وإلغاء الحقوق القومية للفلسطينيين.
إذن لتتضافر الجهود الدولية لايقاف وحشية المجازر والقصف العشوائي وإنقاذ مدينة القدس وكل الأراضي الفلسطينية المحتلة وتخليصها من براثن التهويد التي استهدفت معالمها والأماكن المقدسة ووضع حد لعمليات القتل والتدمير الجماعي بلا رحمة وشفقة في إبادة جماعية يرتكبها جيش الاحتلال بسلوك إجرامي ضد الأبرياء من الأطفال والنساء والرجال لم يسلم منه أحد. فالواقع المأساوي أدمى قلوبنا وجرح مشاعرنا وأبكى عيوننا، حيث انعدمت الإنسانية والرحمة بما يحدث من حصار غزة وتجويع وقهر بلا كهرباء ولا ماء ولا دواء، وكذلك تدمير المستشفيات ومحاصرة القطاع وعزله عن العالم وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة.
فأرض فلسطين والقدس الشريف أرض مباركة بها المسجد الأقصى وهي مهبط ومسكن الأنبياء، ويرتبط الإسراء والمعراج بالقدس التي سميت قدسا لأن الله باركها وقدسها، حيث سرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الاقصى، ومن هناك عرج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء.
ولا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف والمسجد الاقصى، وجميع الأراضي الفلسطينية والقدس الشريف طاهرة ومقدسة، يعبث فيها الصهاينة الذين ليس لهم وطن وكانوا مشردين ومبعثرين ومقطعين في شتى بقاع العالم إلى أن جاء وعد بلفور في الثاني من نوفمبر 1917 بتأمين غطاء الشرعية الدولية بمنح اليهود وطنا قوميا في فلسطين، ليعطي من لا يملك إلى من لا يستحق، ويتم تجميع اليهود من شرق أوروبا ومن جميع أنحاء العالم في أرض فلسطين المغتصبة.
ندعو إلى تكثيف الدول العربية والإسلامية وجميع المؤسسات العالمية وحقوق الإنسان جهودها لاحتواء الحرب ومنعها من التمدد وضرورة البحث عن سبل وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية التي راح ضحيتها الأبرياء ويجب احترام القانون الدولي الإنساني ورفع الحصار الجائر عن غزة، فلا حل للقضية الفلسطينية إلا بحل الدولتين، ومن حق الشعب الفلسطيني أن يأخذ حقه بأرضه ووطنه والعيش على أرضه بسلام وحياة كريمة.
كلنا أمل أن تتحرر فلسطين والمسجد الأقصى من العدو الصهيوني، كما حررها صلاح الدين الأيوبي من الفرنجة الصليبيين في معركة حطين في عام 1187م. تهوى النفوس والجوارح وباشتياق وتطير بجناح الفرح لزيارة مدينة الايمان بيت المقدس، حتى يتحقق نصر من الله وفتح قريب.
[email protected]