كنت أظن أن لدي آلاما، وأحزانا، وكربات، وإنني أعاني من بعض الشدائد، وأن لدي الكثير من النواقص التي أحتاج لأن أكملها مع الوقت، وأن لدي الكثير من الاحتياجات، وأشياء كثيرة تؤرقني!
كنت أظن ذلك!
ولكن بعدما رأيت، وتوقفت، وتمعنت، في المشهد المؤلم في غزة، وما يحصل لأهل غزة من قتل، وتشريد، وهدم، وتنكيل، وضياع ما بعده ضياع، وبشاعة بكل ما للكلمة من معنى، هان كل شيء بناظري، وهانت كل آلامي وأحزاني، وصغر ما كنت أظنه كبيرا وعظيما، وشعرت بعظيم النعمة التي تحيطني.
نعم هانت كل آلامي وأحزاني، وشعرت بعظيم النعمة التي تحيط بي، ولكن، ولكن «تجدد جرح آخر»!، وتملكني ألم أعظم وأكبر وأنا أشاهد أهلي وإخوتي وأخواتي وأطفالي يموتون بدم بارد في غزة، على يد الغازي الصهيوني الجائر، فالألم عظيم والحدث كبير.
ومن هنا نناشد العالم التحرك بسرعة لوقف هذا الانتهاك الصارخ والمخالف لكل معاني الأخلاق والمبادئ والانسانية، فالاحتلال وجيشه الوحشي قد ارتكب ومازال ابشع المجازر في حق شعب لا يريد إلا كرامته وحريته وأرضه المقدسة، فعلى العالم التحرك، فإن صمت العالم يعد أحد صور المشاركة في هذا الانتهاك الصارخ!.
من يقرأ التاريخ في شتى العصور، فسوف يرى أن الحق هو المنتصر، وأن الباطل هو الزاهق، وكل نفس تقتل سوف تُقتل، وكل يد تبطش سوف تُبتر، وكل سيف جائر سوف يكسر، هذه سنة الله في أرضه.
فنقول لأهل غزة، لا شك بأنكم في اختبار عظيم، ولا شك بأن العدو لديه إمكانات كبرى، ولكن الله أكبر وأعظم من كل قوة وكيان، فكونوا مع الله، وأبشروا بنصر الله، فهذه سنة الله كتبها على نفسه، بأن ينصر الحق على الباطل، وينصر النور على الظلام، ومهما كانت الظروف قاسية وموجعة، فإن أمر نافذ، وهنا نشكر ونفخر بموقف الكويت قيادة وشعبا في الوقوف مع إخواننا في غزة.
بالختام: نتوجه إلى الله بقلوب يغمرها الألم والحسرة على ما يحصل في غزة، ونسأله سبحانه أن يعجل نصره لأهل غزة وأن يمدهم بمدد من عنده، وأن يدحر اليهود المعتدين ويجعل كيدهم في نحرهم، فقوة الله فوق كل قوة، وجبروته سبحانه فوق كل جبروت، وبيده النصر والتمكين، وهو القائل في كتابه العزيز:
بسم الله الرحمن الرحيم (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم).
وقال سبحانه: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض).
وقال سبحانه: (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون).
HaniAlnbhan@