مما لا شك فيه أن إدارة الأزمات هي علم وفن في آن واحد، ولكنها من الناحية التطبيقية هي فن أكثر منها كعلم، لأنها تتعلق بموهبة القيادة من مهارات وقدرات فضلا عن الابتكار والإبداع الذي لا يمكن أن يكتسب بالمعرفة.
إن الإنذار المبكر يتمثل بضرورة الحيطة والحذر والرصد، وتحليل الإشارات المتطايرة من المحيط المباشر أو غير المباشر والتي تؤكد وجود أزمة، فمن هنا تكون الوقاية والاستعداد لما قد لا يحدث والتعامل مع الحدث.
«تعليق».. ما نشاهده اليوم من رصد للمتغيرات في الساحة الإقليمية، والتي لها انعكاس على أمننا الوطني، فإن التعامل معها وتسويتها قبل انفجارها تجنب الدولة آثارها السلبية من تقليل الخسائر ووقف التدهور وتأمين المجتمع والمؤسسات، وحتى لا ننجرف في هذه المعمعة لابد من بناء «فريق عمل» للأزمة الذي يقدر الموقف تقديرا صحيحا وبدراسة محكمة «للموقف الإقليمي والعالمي والمحلي» ومدى انعكاسه على الأمن الوطني.
إن استشراف تطور الأحداث المقبلة يساعد على وضع الحلول وتوفير البدائل لمؤسسات الدولة، فمن هنا تبنى الخطط وتحدد الأولويات لمواجهة جميع الاحتمالات، (وكلما كان أصحاب القرار ذوي خبرات ومهارة كانت الخطط محكمة ودقيقة) وعلى هذا يتجلى التخطيط الإستراتيجي في مواجهة المخاطر والتحديات بفعالية واتخاذ القرارات الصائبة لتحقيق النجاح على المدى البعيد.
وعلينا أن ندرك ما قاله الدكتور طلال أبوغزالة «نحن في مرحلة صعبة ولكن القادم أصعب» وما صرح به الرئيس الصيني شي جينبينغ «ما بعد كورونا لن يكون كما قبلها»، فمن هنا تبرز أهمية التنمية المستدامة والعمل في إدارتها وخاصة «الاكتفاء الذاتي»، حيث السبيل الأمثل والضمان الأجدى في التعامل مع التحديات.. ودمتم ودام الوطن.
[email protected]