علم النبي صلى الله عليه وسلم أمته أسلوب التعامل مع الأطفال، فكان عليه الصلاة والسلام يضمهم ويقبلهم ويعطيهم الشعور بالدفء الأسري والحنان الأبوي، كما هو مشهود من السنّة النبوية الكريمة، بل إنه كان يصلي بالناس وفي نيته الإطالة بالصلاة ولكن يقصر منها عند سماع بكاء طفل، كما ذرفت عينا المصطفى عليه الصلاة والسلام عندما توفي ابنه ابراهيم عليه السلام، وايضا عندما رأى بعض العرب النبي يقبّل سبطيه (الحسن والحسين) رضي الله عنهما، قال هذا الأعرابي: أوتقبّلون أبناءكم؟ فوالله ان لي عشرة من الولد ما قبلت احدا منهم، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم: وما أملِكُ لك أنْ نزَع اللهُ الرَّحمةَ مِن قلبِك، فالذي لا يقبل أبناءه الصغار ولا يعطف عليهم ولا يرحم ضعفهم فإنه نزوع الرحمة، ولا تنزع الرحمة الا من شقي والعياذ بالله، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلطف مع الأطفال ويكنيهم، كما قال للصبي الذي اصطاد طائرا صغيرا «يا أبا عُمير، ماذا فعل النّغُير؟»، بل كان عليه الصلاة والسلام اذا مر على صبية مجتمعين سلم عليهم ونهى الوالدين عن الكذب على الصغار عندما رأى امرأة تنادي طفلها قائلة: تعال أعطك، فأجابها النبي صلى الله عليه وسلم: أما لو لم تعطه لكتبت عليك كذبة، فتربية الأطفال اساسها الرحمة والرأفة والحلم والصبر وسعة الصدر، حتى يتشرب الطفل القيم والتوجيهات المرغوبة وتكون بالتدريب والتأني حتى يتعود الطفل الطاعة والتكيف مع المعطيات المحيطة به، وهذا يساعدنا على غرس مفهوم التسامح والعفو من خلال تغاضينا عن زلاته وهفواته ونصحهم بالحنان والحب، ولنا في نبينا القدوة الذي اهتم بالطفل، وكان أبا رحيما ومربيا حكيما يداعب ويلاعب وينصح ويربي.