من يتتبع تسلسل سياسة دولة قطر منذ البدايات، يلاحظ أنها كانت سياسة ناجحة وفعالة بكل المقاييس. وأثبتت تلك السياسة صدق الأقوال المقرونة بالأفعال. فعلى الصعيد المحلي كانت تجربة دولة قطر في محيطها المحلي ناجحا في كل أنواع المعادلات التي يتطلبها بناء المجتمع الداخلي وتحقيق الرضا العام لدى الشعب، وقيادة سفينة البلد إلى بر الأمان وصولا إلى ما وصلت إليه فيما نشاهده حاليا من تطور هائل وتنمية حقيقية ونهضة شاملة في جميع مناحي الحياة المحلية. واستثمرت القيادة الطاقات والإمكانات المتاحة والثروات التي حباها الله بها فيما يشبه بمكافأة إلهية من السماء، فكانت فعلا إنجازا رائعا على الصعيد المحلي.
وعلى الصعيد الخليجي، كانت قطر سباقة في علاقاتها المميزة والراقية مع شقيقاتها من الدول الخليجية، وعززت من خلال مجلس التعاون الخليجي منذ بدايات إنشائه إسهاماتها فيه بشكل جلي وواضح، أعطى فيه الانطباع الدائم نحو العلاقة الطيبة والمباركة بينها وبين أشقائها الخليجيين. وأيضا يمكننا أن نرى نجاح السياسة القطرية في مجال آخر هو على الصعيد العربي ونحو أشقاؤها من الدول العربية، فعززت وكرست تتويج سياساتها المميزة عبر علاقاتها الأخوية مع الدول العربية، بل وتجاوزت دولة قطر العلاقات المعتادة في مثل ظروف التبادل التجاري والاقتصادي وخلافه، ووصلت إلى آفاق العلاقات المتميزة والتي تحقق التكامل الشامل في العلاقات وعملت من خلال تلك الآفاق على الانتقال بسياستها وعلاقتها إلى حل المشاكل بين الأفرقاء، وساهمت في التوفيق بين وجهات النظر وترسية الاتفاقات التي تحقق صلاح الشعوب والدول ونجحت في اختصار الكثير من معاناة تلك الشعوب، والتي نجدها في كثير من الأمثلة ابتداء بالسودان ولبنان وليبيا وغيرها من الدول العربية.
وأيضا واستكمالا لتلك السياسة وانتقالا إلى الصعيد الدولي، نجد أن دولة قطر حققت الكثير من الإنجازات والإسهامات التي كانت من شأنها رفع اسم دولة قطر أحد أهم مصادر الطاقة التي تزود بها العالم، وكانت بذلك التوجه مثالا يشار لها في جميع المحافل الدولية وتجري الإشادة بالجهود التي بذلتها للتوفيق بين المتخاصمين والمتحاربين في العديد من بؤر الخلاف في العالم، وساهمت بذلك ومن دون إيعاز أو قصد في مساندة جهود الأمم المتحدة للتوفيق بين أعضائها، ويمكننا أن نخلص إلى أن بعد النظر في السياسة القطرية كان له الأثر البالغ في رفع اسم هذه الدولة صغيرة الحجم كبيرة الأثر في الكثير من القضايا على مستوى المنطقة والعالم، فقد أنجزت الكثير في هذا السبيل وأصبحت تحقق النجاح تلو النجاح في السياسة والديبلوماسية وغيرها من المجالات الأخرى، وصارت مثلا لكل الدول الصاعدة والساعية إلى تحقيق موقع متقدم في جميع مناحي الحياة.. والله ولي التوفيق.
[email protected]