يقاس تقدم الأمم بمستويات التعليم والتطور القائم على سواعد أبنائها من الخريجين وأصحاب الكفاءات من المهنيين في جميع المجالات التنموية، وبما تحققه من معدلات نمو حقيقية.
ولأن بناء الإنسان يبدأ منذ الطفولة، فإن الاهتمام بالنشء بالشكل المطلوب يكون من خلال توفير عوامل النجاح والتأهيل السليم وفقا للقدرات والطاقات التي يتمتع بها الشخص من جهة وبما يتناسب مع احتياجات البلاد من طاقات متنوعة.
وهذه الأيام تعيش معظم الأسر مع أبنائها حالة من التأهب والحرص على المتابعة بسبب الامتحانات التي يؤديها أبناؤنا في مراحلهم التعليمية المختلفة، والتي تعتبر من أهم أسس التقويم وتقدير مستويات التلاميذ والطلبة واكتشاف حالات التفوق وأوجه القصور إن وجدت سواء عند الطالب أو المدرسة أو البيئة المحيطة بالأبناء ومدى توافر الأجواء الدراسية المناسبة لهم.
نعم.. إن الوصول إلى نتائج مميزة يتطلب تضافر الجهود من الجميع بدءا بالمدرسة أو الجامعة أو المعهد بكوادرها المختلفة إلى الأسرة وما يمكن أن تقدمه لأبنائها وبناتها من أجواء دراسية حقيقية تشكل عامل استقرار نفسي وصحي للأبناء، ليكونوا قادرين على الدراسة والمتابعة بكل أريحية، ثم هناك الحلقة الأهم وهي الطالب أو الطالبة اللذين تقع على عاتقهما مسؤولية الجد والاجتهاد، ومطالبتهما بحصد أفضل النتائج والحصول على أعلى الدرجات بعد أن يتم توفير كل ما يمكن من عوامل النجاح والتميز، وهذا ما نشاهده لدى معظم المتفوقين دراسيا.
لكن، هل مطالباتنا لأبنائنا بحصد العلامات الكاملة والضغط عليهم ليكونوا دوما من المتفوقين شيء صحيح؟ وهل نسأل أنفسنا قبل ذلك عن مسؤوليتنا تجاههم؟ وهل وفرنا لهم أجواء الدراسة المناسبة، وهل ما يقدم لهم ضمن المناهج يتناسب مع قدراتهم العقلية والنفسية والفروقات فيما بينهم، حتى ضمن الأسرة الواحدة؟!
ألا نسأل أنفسنا عن اختلاف القدرات بين الأفراد، وماذا عن رغباتهم وميولهم الدراسية وطموحاتهم العلمية والعملية التي يبنون عليها أحلاما وآمالا كبيرة قد تبدأ عند بعضهم منذ رياض الأطفال وتنمو مع كل صف أو مرحلة دراسية ينتقلون إليها، والتي قد تتغير مع نمو مدركات وأفكار الأبناء، وهذا شيء طبيعي وبديهي وربما معظمنا قد مر بمثل هذه التجارب إن كان لنا أن نسميها تجارب!
أعزائي أولياء الأمور، الإخوة المعلمين والمعلمات والأساتذة، لنكن سندا لأبنائنا في جهودهم، موجهين إياهم نحو الأفضل بطريقة إرشادية أبوية، وإلى أبنائنا نقول: من جد وجد، وكل منكم يمتلك قدرات وطاقات كبيرة وإيجابية لكن عليكم استثمارها بالشكل السليم واستغلال الوقت بأفضل صورة، واعلموا أنه لا مستحيل مع العمل والجد والمثابرة.
ابذلوا جهودكم وستحصدون ثمار تعبكم، وستسير خططكم المستقبلية وفق تطلعاتكم وطموحاتكم التي تستحقون الوصول إليها.