اعتبر الجيش السوري ان الصعيد العسكري على شمال غرب سورية، يأتي في سياق الرد على الهجوم الكبير بالطائرات المسيرة الذي استهدف حفلا لتخريج الضباط في الكلية الحربية في حمص في 5 أكتوبر الماضي. وقال مدير الإدارة السياسية في الجيش السوري اللواء حسن سليمان، إن قواته أطلقت بالتنسيق مع القوات الروسية سلسلة من «عمليات نوعية وضربات مركزة» استهدفت ما وصفه بـ «التنظيمات الإرهابية» في إشارة إلى فصائل المعارضة شمالي سورية.
وذكر أن العمليات أدت إلى تدمير جميع المواقع والمقار المستهدفة من ضمنها مستودعات ذخيرة وعتاد، والقضاء على أكثر من 400 مسلح من «هيئة تحرير الشام» جبهة النصرة سابقا وحلفائها و«الحزب الإسلامي التركستاني» وغيرهم من الفصائل المسلحة.
من جهته، قال رئيس مركز التنسيق الروسي في دمشق والمنطقة الوسطى، اللواء فاديم كوليت، خلال مؤتمر جمعه مع سليمان أمس، إن العمليات المشتركة استهدفت 23 نقطة مراقبة ومعسكرات تدريب و35 نفقا وملجأ تحت الأرض. وذكر أن الطيران الروسي شن أكثر من 230 غارة جوية، وأكثر من 900 مهمة نارية من قبل المدفعية الروسية والسورية، وتم خلالها القضاء على 200 «إرهابي» بينهم 34 من المتزعمين و15 خبيرا من جنسيات أجنبية وإصابة 450 آخرين وتدمير 1125 هدفا.
وفي المقابل، قال مكتب تنسيق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن أكثر من 70 شخصا قتلوا نتيجة التصعيد، وأصيب 349 آخرون، وتضررت أكثر من 40 منشأة صحية و27 مدرسة و20 شبكة للمياه. وذكر المكتب عبر تقرير له قبل أيام، أن التصعيد أثر على أكثر من 2300 موقع، وأدى إلى نزوح أكثر من 120 ألف شخص، وهو أكبر تصعيد في شمال غربي سورية منذ عام 2019. وقال رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سورية، باولو بينيرو، خلال إحاطة قدمها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن سورية تشهد أكبر تصعيد للأعمال العدائية منذ أربع سنوات، لافتا إلى «التجاهل التام لحياة المدنيين».