بيروت ـ عمر حبنجر
وصل عاموس هوكشتاين، عراب ترسيم الحدود الجنوبية النفطية بين لبنان واسرائيل، إلى بيروت أمس، وبمهمة جديدة متصلة بحرب غزة، والمفاوضات حول تبادل الافراج عن الاسرى والرهائن، وقد التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر امس، وسبقه الى عين التينة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
وأكد هوكشتاين بعد لقائه بري، أن أميركا «لا تريد امتداد التصعيد من غزة إلى لبنان»، داعيا الى التطبيق الكلي للقرار 1701.
وحث على عودة الهدوء إلى جنوب لبنان، وقال في تصريح مقتضب للصحافيين «عودة الهدوء إلى الحدود الجنوبية أمر بالغ الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة، ويفترض أن يكون أهم أولويات لبنان وإسرائيل على حد سواء».
ميقاتي وقبل زيارة بري استقبل السفير الفرنسي في بيروت هيرفيه ماغرو، وأكد، ردا على سؤال حول موضوع التمديد لقائد الجيش، حرصه على المؤسسة العسكرية.
وواضح ان نجاح هوكشتاين، وهو اسرائيلي، يحمل الجنسية الاميركية، في مهمته الاساسية، كموفد رئاسي لشؤون الطاقة التي انتجت ترسيم الحدود البحرية على الصورة المعروفة، هو الذي استدعى تكليفه من الادارة الاميركية، بمهمة بشأن تبادل الرهائن، بحكم الصداقات التي نسجها في لبنان.
وعلى سيرة الزيارات الخارجية للبنان، فقد ذكرت مصادر متابعة لـ«الأنباء» ان نحو 200 مراسل اجنبي، تلفزيوني واذاعي وصحافي، وفدوا الى لبنان، خلال اكتوبر ومطلع نوفمبر، وتوجهوا بكامل تجهيزاتهم الى الجنوب.
واللافت ان معظم هؤلاء، إن لم يكن كلهم، من متوسطي العمر، وقد حجزوا سيارات تاكسي لتقلهم، يوميا من بيروت الى الجنوب وبالعكس، وقد رأت في هذه الهجمة الاعلامية، فيما الرعايا يغادرون، ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام، وقد ربط المتابعون هذه الظاهرة بحشد الأساطيل الأميركية في شرق المتوسط.
وعلى صعيد الوضع الجنوبي، وصف رئيس حزب «القوات اللبنانية» د. سمير جعجع استهداف السيارة المدنية في جنوب لبنان بـ«الجريمة البشعة الى أبعد الحدود»، الا انه لم ير ان معادلة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «مدني مقابل مدني» تصح، قائلا: قل لي في البدء ما هو توازن القوى؟.
وفي معلومات مصادر «القوات اللبنانية» ان تكتل «الجمهورية القوية» سيبدأ، في وقت قريب، تحركات لتنفيذ اقتراح القانون الذي تقدم به الى مجلس النواب، في نهاية اكتوبر، ويتضمن التمديد سنة في خدمة الضابط برتبة عماد، لإتاحة استمرار العماد جوزاف عون في قيادة الجيش على ان تكون هناك خطوات عملية في هذا الصدد «تعلن في حينه للحفاظ على العمود الفقري للدولة».
النائب سليم عون، عضو تكتل «لبنان القوي»، الذي يرأسه النائب جبران باسيل، برر رفض تكتله التمديد لقائد الجيش، بإمكانية تعيين قائد جديد، من خلال مجلس الوزراء مجتمعا، أي بموافقة الوزراء الـ24، نظرا لغياب رئيس الجمهورية، ودون توضيح كيفية جمع جميع وزراء حكومة تصريف الاعمال على اسم واحد!.
بدورها «الرابطة المارونية» اعتبرت، في بيان، أن «الانظار شاخصة اليوم إلى موقع قيادة الجيش التي يمكن أن تشغر مع إحالة العماد جوزاف عون إلى التقاعد قريبا، وهذا الأمر يضع البلاد أمام واقع يهدد وحدتها وأمنها واستقرارها».
وأشارت الى انه «اذا كان التلكؤ في انتخاب رئيس للجمهورية دونه عقبات لأسباب لا نتبناها لكنها باتت معروفة، فإن وضع الجيش يختلف تماما اذا حصل الشغور ما يحتم تحركا سريعا تداركا للأسوأ».
عمليا، الاوضاع اللبنانية الراهنة يلفها الغموض الكثيف في ضوء المعطيات الخارجية والداخلية، وجديدها ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية من ان ادارة بايدن وجهت رسائل الى ايران و«حزب الله»، بواسطة شركاء اقليميين، بأن القوات الاميركية سوف تتدخل عسكريا، في حالة شن أي هجوم على اسرائيل، من جانبهما او بالواسطة، وهذا ما يفسر إدراج عمليات «حزب الله» تحت سقف «قواعد الاشتباك» ومن خلال «كتائب القسام» او «الجهاد الاسلامي فرع لبنان».
ميدانيا، كان البارز اربع غارات إسرائيلية على محيط عيتا الشعب وغارة واحدة على بلدة محيبيب، وأفيد عن مقتل عنصريين لحزب الله.
وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، الى أن «دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي هاجمت خلية في الأراضي اللبنانية حاولت إطلاق صاروخ مضاد للدبابات باتجاه الأراضي الإسرائيلية بالقرب من منطقة شاتولا».
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن «إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان على شومرا بالجليل الغربي»، مؤكدة ان «الجيش الاسرائيلي رد على مصدر النيران».