سجل سعر زيت الزيتون خلال الموسم الحالي أسعارا خيالية وغير منطقية، إذ تراوح سعر «تنكة» الزيت سعة 16 كيلو إلى ما بين المليون ومائتي ألف ليرة، ومليون ونصف في وقت كانت تباع العام الماضي بسعر يتراوح بين 400 و600 ألف ليرة، لذلك أعلن اتحاد الفلاحين عزمه تقسيط عبوات زيت الزيتون للموظفين بهدف تأمينها للجميع، علما ان متوسط راتب الموظف يبلغ نحو 200 الف ليرة، حيث أصدر الرئيس بشار الأسد مرسومين ضاعف بموجبهما رواتب العاملين في القطاع العام في أغسطس الماضي، وحددت المراسيم الحد الأدنى للراتب الشهري الإجمالي لجميع العاملين بـ 185.940 ليرة سورية، أي ما يقارب 13 دولارا بحسب سعر السوق السوداء أمس، أي ان سعر «التنكة» قد يساوي ستة أو سبعة أضعاف راتب الموظف.
ونقل موقع «أثر» عن رئيس اتحاد الفلاحين أحمد صالح في تصريح لـ «أثر»: إنها السنة السادسة على التوالي التي يقوم بها الاتحاد بهذه الخطوة وحتى الآن نسعى لتأمين الكمية الكافية، وفي حال تم تأمينها فسيتم هذا الموضوع بأسرع وقت، فكما هو معروف للجميع أن إنتاج زيت الزيتون في الموسم الحالي قليل جدا قياسا بإنتاج الموسم الماضي ولا يغطي حاجة السوق، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع سعر مبيعه في السوق لأضعاف مضاعفة.
وأضاف صالح: من المفترض ألا يتجاوز سعر العبوة سعة 16 كيلو مليونا و150 ألف ليرة كحد أقصى وفقا للتكاليف الحالية المدروسة من قبل وزارة الزراعة مع إضافة 10% كهامش ربح وتباع تقسيطا للموظفين.
وعن استجرار الزيت من الفلاحين مباشرة وبيعه بالتقسيط كما يحصل في كل موسم، قال رئيس اتحاد الفلاحين: الاتحاد سيقوم باستجرار كميات من الزيت من محافظات طرطوس واللاذقية وحمص، متابعا: نحن في كل عام نقوم بتقسيط الزيت للموظفين بهدف تخفيف الأعباء عنهم في ظل الارتفاع الكبير بأسعار الزيت في السوق، وتاليا فإن وزارة الزراعة استجرت في العام الماضي 500 تنكة وتمت تقسيطها للموظفين في القطاعات الحكومية.
وفي شهر أكتوبر الماضي، قال مدير زراعة حمص المهندس يونس حمدان لـ «أثر»: يقدر إنتاج الزيتون لهذا الموسم بنحو 78 ألف طنا، يستخرج منه زيت زيتون بكمية تقدر بنحو 13600 طن زيت، مبينا أن العدد الكلي لأشجار الزيتون في المحافظة 15.6 مليون شجرة، المثمرة منها 14 مليون، بمساحة زراعية تقدر بـ 97.5 ألف هكتار.
وأضاف: إن تقديرات إنتاج الزيتون للموسم الحالي أقل من الموسم الماضي، عازيا ذلك إلى ما يسمى ظاهرة المعاومة في ريف حمص الغربي (أي الشجرة تثمر سنة ولا تثمر في السنة التي تليها) إضافة إلى الظروف المناخية وانتشار ذبابة ثمار الزيتون، وكذلك تسجيل إصابات بحشرة حفار ساق التفاح التي تم التعامل معهما بالتعاون مع دائرة الوقاية، منوها إلى أن الإصابات كانت دون العتبة الاقتصادية أي لم يتم التدخل برش المبيدات.
وبحسب بيانات وزارة الزراعة، وصل إنتاج سورية العام الماضي من مادة زيت الزيتون إلى نحو 125 ألف طنا، في حين تصل حاجة الاستهلاك المحلي إلى نحو 80 ألف طنا.