المرأة هي صانعة الأجيال وهي التي تبني في بيتها الرجال وتُخرج لنا الأبطال، والرجل والمرأة هما القطبان اللذان بهما يتكون الإنسان، وقد ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة في القيمة الإنسانية وفى الحقوق المدنية والجنائية فكل منهما محفوظ النفس والعرض والمال.
والمرأة حباها الله بأمر عظيم، الأمومة وما تتطلبه من حمل ووضع وارضاع، وهي نبع الحنان والعاطفة، والأمهات عانين من التربية، فهن أرق قلوبا وألين نفوسا، لذا وجب التعطف عليهن جزاء لفعلهن ومكافأة لحقهن. ومما تتميز به المرأة رجاحة العقل وبداهته وشجاعتها وآرائها السديدة وعزة نفسها ونباهة عقلها والصبر، ومثال على ذلك الخنساء وهي الصحابية الجليلة عندما علمت باستشهاد أبنائها الأربعة في حرب القادسية قالت الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته، وهذا دليل على رجاحة عقلها. وثلاثة أشياء يطلبها الرجل من المرأة: الوداعة على وجهها والفضيلة في قلبها والابتسامة على ثغرها. ودوام الحياة الزوجية هي بدوام المحبة بين الزوجين بالمودة والرحمة والحياة الزوجية تفاهم وتسامح ورضا.
وقد عبر زوج عن الوسيلة التي تستديم بها زوجته مودته فخاطبها قائلا:
خذي العفو مني تستديمي مودتي
ولا تنطقي في سَوْرتي حين أغضب
ولا تكثري الشكوى فتذهب بالهوى
فيأباك قلبي والقلوب تقلب
وعندما يتحمل كل طرف مسؤوليته ستشيع الألفة والمودة بين الزوجين، والواجب على الزوج النفقة ورعاية البيت بما يحتاج من الأمور المالية. ومن الأمور التي تفسد الحياة الزوجية الإهمال من الطرفين الزوج والزوجة، فلابد من احتواء المرأة لزوجها واحتواء الرجل لزوجته بالشفقة والمودة وبحسن التعامل قد تملك المرأة قلب زوجها، وإهمال المرأة بشؤون منزلها ورعاية الأبناء، وخير النساء من أطاعت زوجها وقامت بحقوقه. كذلك يضر إهمال الرجل بواجباته تجاه اسرته، فيجب الانفاق عليها بحسب حاله يسرا أو عسرا وحماية المرأة في مالها ودينها مع أهتمامهما بالنظافة.
والاهمال هو سبب المشاكل كالمطرقة لهدم جدار المنزل، وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، ويجب تجنب الجفاف والغلظة بين الزوجين، فالزوجة تستحق المودة والثناء وجبر الخاطر بالتشجيع وغيره مما يولد أسره سعيده. وعندما يتحمل كل طرف مسؤوليته سوف تشيع الألفة والمودة بين الزوجين (وعاشروهن بالمعروف). كذلك ينبغي تجنب تسريب الأسرار وما يحدث من أمور داخل المنزل إلى خارج المنزل، فعلى الزوج أن يحل مشاكله بنفسه، والمشاكل الزوجية ممكن أن تحتوى، واذا أمكن تتم مشاورة حكيم عاقل يعرف كيف يحل المشاكل.
كما أنه لا يتدخل كل من الزوجين في شؤون الآخر الإ فيما يحتاج إليه وألا يتحكم الرجل التحكم المطلق في كل كبيرة وصغيرة إذا لم يوجد ضرر على البيت والأسرة، فالمرأة ليست جارية مملوكا. فيجب الابتعاد عن الإجراءات التعسفية أو التعنيف أو الضرب، بل يجب حل المشاكل بسرعة وبصورة مباشره. كذلك لابد من التغاضي عن الزلات والصبر والتسامح والتغافل حتى تستقر الحياة الزوجية، التي لابد أن تبنى على المودة الخالصة والمحبة الصادقة لأنها متى قامت على هذه المشاعر النبيلة كانت كلها خيرا وبركة. فالزواج رابطة مقدسة تقوم على أسمى المعاني الروحية والعاطفية والمرأة هي الريحانة والوردة تحتاج إلى كيان يحفظها ويحتويها.
[email protected]