عادات شرائية غريبة فرضت نفسها على المجتمع السوري، وكل ذلك بسبب الضائقة الاقتصادية وانهيار قيمة الليرة ومعها القدرة الشرائية.
وأكد عدد من الصيادلة انهم أصبحوا يبيعون الأدوية لبعض المرضى بالدين أو بالتقسيط بسبب ارتفاع أسعار الدواء بشكل فاق قدرتهم، حيث يقول أحد السوريين إن «أقل مرضة كريب تكلفك 50 ألفا سعر دواء». وينقل عنه موقع «أثر»: «لم استطع دفع سعر الدواء كاملا، فأخذته بالتقسيط على دفعتين، والصيدلية تبيع الدواء بالدين لزبائنها».
وتؤكد سيدة أخرى أنها تواظب على شراء دواء الغدة والسكر وكذلك دواء القلب لزوجها من الصيدلية بدفع ثمنها عبر مراحل، كل أسبوع جزء من ثمن الوصفة الطبية.
ويقول احد الصيادلة إن «غلاء الدواء بشكل جنوني حد من قدرة المرضى على شرائه، خاصة إن كان الطلب على أكثر من صنف، فيطلب بعض المرضى الدواء بالتقسيط، لذا أبيعهم مقابل دفع سعر الدواء على مراحل».
ولا يقتصر الأمر على الدواء، فحتى ألبسة البالة المستعملة يلجأ بعض السوريين لشرائها بالتقسيط وعلى دفعات.
الحال عينه ينطبق على زيت الزيتون، حيث اعلن الاتحاد العام للفلاحين بيع عبوات زيت الزيتون «التنكة» بالتقسيط كذلك كون سعرها يفوق متوسط راتب الموظف بخمس او ست مرات.
وبالحديث عن المونة، لم يعد بإمكان الغلبية العظمى من السوريين تخزين مادة الثوم صيفا لاستخدامها شتاء، فاكتف سيدة تدعى ام صالح «بشراء رأسين من الثوم وبلغ سعرهما 8500 ليرة سورية»، وهي تحمد ربها ان البائع وافق ان يبيعها هذه الكمية، ذلك أن سعر الكيلو في الحي الذي تقطنه وصل إلى 40 ألف ليرة وأحيانا أكثر، ودخل الثوم أو يكاد في دائرة الكماليات لدى العديد من الاسر التي لم تعد تشتريه الا للضرورة.
ومن العادات الشرائية التي راجت مؤخرا، شراء الشامبو بعبوات صغيرة على شكل ظرف، وتحدث سوريون عن شراء زيت الزيتون بالملعقة والملعقتين، بعد ان كانت العائلات تتسابق لشراء مونة الزيت بالتنكة والتنكتين.