علينا أن نقف احتراما لتلك التي صبرت وصمدت بعدما حوصرت وجاعت وعطشت، وأبت على نفسها المذلة، فانتفضت وانطلقت وقاتلت، فأغرقت بأمواج طوفانها خرافة «الجيش الذي لا يقهر»، فأغارت وأثكلت.
رغم أنها قُصِفت وتضررت وتدمرت، لكنها على طريق التضحيات والأمنيات سارت واستمرت، فقاومت وصبرت وثبتت.
مبان هُدِّمت، وأشلاء قُطِّعت، وأرواح أزهقت، إلا أنها ثمن للنصر، وفي سبيل الوطن دفعت، ورابطت فتخلّدت ورسّخت.
فكم من الحجج أقامت لتثبت للعالم أجمع عجز مجلس الأمن، والأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية، وما ترددت أو اهتزت.
فهي الحقيقة النادرة الواقفة في هذا الزمان بوجه الزيف والكذب والنفاق والخداع، وما جَبُنت.
وهي الطاهرة والظاهرة والقاهرة لبراثن الخيانة وأوكار العمالة، فانتصرت.
وهي النقية الجلية الأبية العتية، بالعبر والعبرات، والصولات والجولات، والشجاعة والكرامة ما بخلت.
فلا تخفى أفعالها وبطولاتها وثباتها، وصولاتها وجولاتها، عن أذن سمعت وعين أبصرت.
إنها غزة العزّة، فهل الرسالة وصلت؟!
[email protected]