قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان امس إن الولايات المتحدة لا تريد نشوب اشتباكات مسلحة داخل مستشفيات قطاع غزة، مما يعرض حياة المدنيين للخطر، مشيرا إلى أن واشنطن نقلت وجهة نظرها إلى القوات الإسرائيلية.
وأضاف سوليفان في مقابلة مع شبكة «سي.بي.إس نيوز»: «الولايات المتحدة لا تريد أن ترى معارك بالأسلحة النارية في المستشفيات حيث يقع الأبرياء والمرضى الذين يتلقون الرعاية الطبية في مرمى النيران، وقد أجرينا مشاورات جادة مع الجيش الإسرائيلي في هذا الشأن».
وقال سوليفان إن هناك معلومات تشير إلى أن «حماس تستخدم المستشفيات لأغراض القيادة والسيطرة وتخزين الأسلحة وإيواء مقاتليها شأنها شأن العديد من المرافق المدنية الأخرى. هذا انتهاك لقوانين الحرب». وأضاف أن الولايات المتحدة تواصل نقل رعاياها إلى خارج غـزة.
وقال «المعبر يغلق ويفتح. القوائم ضمت أميركيين في بعض الأيام دون أخرى. لكن خلاصة القول هي إن المعبر فتح امس. نحن نخرج المواطنين الأميركيين وأفراد أسرهم».
واضاف سوليفان، خلال المقابلة، انه يجب أن يترك الأمر للشعب الفلسطيني ليقرر كيف سيكون شكل حكمه المستقبلي، مضيفا: لا يمكن العودة إلى 6 أكتوبر عندما يتعلق الأمر بالحكم في غزة.
في الأثناء، أكد مسؤول فلسطيني مطلع لـ «رويترز» أن حركة «حماس» علقت مفاوضات المحتجزين بسبب ما تقوم به القوات الإسرائيلية تجاه مستشفى الشفاء.
من جهته، دعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان امس للضغط على الولايات المتحدة لحملها على وقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، مشددا في الوقت نفسه على أنه لن يكون هناك أي اتفاق ما لم تقبل واشنطن أن القطاع أرض فلسطينية.
وقال أردوغان لصحافيين أتراك، على متن رحلته العائدة من الرياض بعد حضوره القمة العربية والاسلامية المشتركة، «علينا عقد محادثات مع مصر ودول الخليج والضغط على الولايات المتحدة».
وأضاف «على الولايات المتحدة تكثيف ضغطها على إسرائيل. على الغرب أن يكثف الضغط على إسرائيل.. من الضروري لنا أن نضمن وقفا لإطلاق النار».
ولم يستبعد الرئيس التركي الذي لم يلتق وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارته أنقرة في 5 نوفمبر، عقد لقاء مع الرئيس الأميركي جو بايدن.
وقال «الولايات المتحدة هي الدولة الأهم التي ينبغي أن تتدخل، نظرا إلى تأثيرها على إسرائيل»، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لن يتصل ببايدن.
وشدد أردوغان على وجوب أن تقبل الولايات المتحدة أن غزة أرض فلسطينية.
وقال «لا يمكننا الاتفاق مع بايدن إذا تعامل (مع النزاع) باعتبار غزة أرضا للمستوطنين المحتلين أو لإسرائيل، بدلا من كونها أرض الشعب الفلسطيني».
وقال أردوغان إن «الاتحاد الأوروبي يفكر تماما مثل إسرائيل فيما يتعلق بحماس، لكننا لا نفكر مثلهم». وأضاف «أرى حماس كحزب سياسي فاز في الانتخابات في فلسطين. لا أرى الأمر بالطريقة التي يرونه فيها».
وكرر الرئيس التركي دعوته لمؤتمر دولي لحل النزاع، وقال «لا وجود لما يخدم السلام أكثر من اجتماع لكل اللاعبين الإقليميين بما في ذلك الطرفان المتحاربان».
إلى ذلك، قالت مصادر أمنية مصرية إن مجموعة من الأجانب والمصابين الفلسطينيين الذين جرى إجلاؤهم من غزة وصلوا إلى مصر امس بعد إعادة فتح معبر رفح.
وكانت عمليات الإجلاء عبر المعبر، نقطة الدخول الوحيدة إلى غزة التي لا تسيطر عليها إسرائيل، قد توقفت للمرة الثالثة الجمعة بعد عقبات في نقل المصابين الفلسطينيين من شمال قطاع غزة.
ومر مئات من حملة جوازات السفر الأجنبية وعائلاتهم وعشرات المصابين الفلسطينيين من معبر رفح منذ بدء عمليات إجلاء محدودة من خلاله في الأول من نوفمبر.
وقالت المصادر إن عدة مصابين فلسطينيين وصلوا إلى الأراضي المصرية لتلقي العلاج إضافة إلى 80 من حملة الجنسيات الأجنبية وعائلاتهم بينما يخضع آخرون لإجراءات العبور. وأضافت أن أكثر من 32 مصريا عبروا الحدود كذلك.
وقال اثنان من هذه المصادر إن 80 شاحنة إغاثة على الأقل دخلت إلى غزة من مصر بعد ظهر امس.