طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بـ «إنزال المساعدات بالمظلات» على قطاع غزة، حيث يحتدم القتال بين إسرائيل وحركة حماس. وقال اشتية في اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي: «أطالب الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بإنزال المساعدات على قطاع غزة، وخاصة الشمال بالمظلات كما حصل في تجارب مختلفة في العالم، ونطلب فتح ممرات إغاثة لغزة وعدم حصرها بمعبر رفح فقط». كما دعا إلى تنفيذ فوري لقرارات الجامعة العربية وخاصة تلك المتعلقة بالإغاثة، وإيصال المساعدات وتحدي إسرائيل «فلا يعقل أن تتراكم آلاف الأطنان من المساعدات والناس جياع، والمرضى بلا دواء، والجرحى يموتون الواحد تلو الآخر».
وحول تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومعارضته عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة ويريد الاحتفاظ بالاحتلال لفترة طويلة، قال اشتية إن سياسات نتنياهو ستجلب البلاء عليهم.
وأضاف ان قطاع غزة هو جزء من أرض فلسطين التي احتلت في العام 1967، ونحن لا نحتاج إذنا من أحد لمساعدة أهلنا هناك. وأكد اشتية رفض أي خطط تستهدف تهجير سكان قطاع غزة تحت مسمى المساعدات. وقال إنه تم اقتراح إنشاء ممر مائي بين قبرص وغزة من قبل بعض الدول، ونحن نرغب في وصول المساعدات، ولكننا لا نقبل بتهجير أهلنا على بواخر للترحيل تحت مسمى المساعدات. وأكد رفض إنشاء مخيمات مؤقتة للنازحين كما يطلب الجيش الإسرائيلي من المنظمات الدولية، قائلا: «نريد عودة أهلنا إلى بيوتهم التي شردوا منها، في تاريخ فلسطين لا شيء اسمه مؤقت، فالتجربة علمتنا أن المؤقت دائم».
من جهته، أكد ملك الأردن الملك عبدالله الثاني امس أن أي سيناريو أو تفكير بإعادة احتلال أجزاء من غزة أو إقامة مناطق عازلة فيها سيفاقم الأزمة، مؤكدا أن هذا أمر مرفوض ويعد اعتداء على الحقوق الفلسطينية. وجدد ملك الأردن القول خلال لقائه في قصر الحسينية رئيسي مجلسي الأعيان والنواب ورؤساء وزراء سابقين وسياسيين إنه لا يمكن للحل العسكري أو الأمني أن ينجحا، مشددا على أنه لا بد من وقف الحرب وإطلاق عملية سياسية جدية تفضي إلى حل الدولتين. كما شدد على أهمية وحدة الأراضي الفلسطينية ودعم السلطة الشرعية، منبها إلى أن غزة يجب ألا تكون منفصلة عن باقي الأراضي الفلسطينية. وأكد الملك عبدالله الثاني أن الأولوية القصوى اليوم هي لوقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات الكافية، مطالبا المجتمع الدولي بوقف الكارثة الإنسانية في القطاع بشكل فوري احتراما للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
واعتبر أن ما تشهده غزة من عقاب جماعي وقتل للمدنيين وهدم كل المرافق الحيوية من مستشفيات ودور عبادة لا تقبله شرائع سماوية ولا قيم إنسانية، مشيرا إلى أنه حذر بوضوح من أن الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس بما فيها هجمات المستوطنين ستدفع إلى انفجار الأوضاع في المنطقة واتساع رقعة الصراع.
وفي السياق، دعا المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز ليناركيتش امس إلى هدنات «ذات مغزى» في غزة وإيصال الوقود بشكل عاجل إلى القطاع لضمان المحافظة على عمل المستشفيات.
وقال ليناركيتش خلال اجتماع لوزراء خارجية التكتل في بروكسل: «هناك حاجة ملحة لتحديد الهدنات الإنسانية واحترامها». وأضاف: «يتعين إدخال الوقود. كما ترون، فإن أكثر من نصف المستشفيات في قطاع غزة توقف عن العمل، لأسباب أهمها نقص الوقود وهناك حاجة ملحة للوقود».
وقال ليناركيتش: «يجب أن تكون هذه الهدنات ذات مغزى». وأضاف: «أولا، يجب أن يتم الإعلان عنها قبل وقت طويل من التطبيق ليكون بإمكان المنظمات التحضير لاستغلالها. ثانيا، يجب أن تكون محددة بوضوح من ناحية الوقت».
من جهته، شدد مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على أن «غزة تحتاج إلى مزيد من المساعدات أيا كانت وجهة النظر». وقال: «المياه والوقود والغذاء. هذه المساعدات متوافرة وهي عند الحدود بانتظار إدخالها».
بدوره، قال وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسلبورن إنه يجب عدم تحويل مستشفيات غزة إلى «ساحات معارك». وأضاف: «لا فرصة (للحياة) بالنسبة للمرضى في وحدات العناية المشددة». وتابع: «لم يعد هناك أكسجين ولا مياه ولا أدوية. لذا فسيموت هؤلاء الناس».