(قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ إنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) الكهف: 109 - 110.
كما بدأنا سورة الكهف بتساؤلات من اليهود إلى وفد من قريش نختمها بنفس التساؤلات عن الروح وعن فتية فروا بدينهم إلى الكهف، فقالت يهود إن لديهم كل العلم موجود في التوراة، فأنزل الله (قل لو كان البحر).
يبين الله عز وجل لو كان البحر مدادا أي حبرا واستخدمنا أغصان الأشجار أقلاما نكتب بها كلمات الله أي علم الله سبحانه وتعالى والعلوم والمعارف الإلهية لم تكن لتكفي لاحتواء علم الله عز وجل، الذي انتهى إليه علم كل شيء.
يأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين الذين طلبوا منه أن يأتيهم بالمعجزات كالتي أتى بها موسى وعيسى عليهما السلام، إنما هو بشر مثلهم، إن كانوا لا يستطيعون أن يأتوا بالمعجزات فهو كذلك لا يستطيع إلا بوحي من الله عز وجل.
أخبرهم يا محمد بأن الله أوحى إلي أن إلهكم إله وحده الحق لا شريك له، فمن كان يخاف لقاء الله في الآخرة فعليه أن يوحد الله ويعمل صالحا ويخلص العبادة له، فسر سعيد بن جبير (ولا يشرك) أي لا يرائي.
قبس هذه الآية: قل لمن لم يخلص لا تتعب نفسك في العبادة، فإن أصل قبول الأعمال هو الإخلاص لله تعالى.