- إسهام القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي للسلطنة بلغ ملياراً و70 مليون ريال عُماني في عام 2022
- الاستثمارات الأجنبية المباشرة سجلت ارتفاعاً بنهاية الربع الأول لـ 2023 وصل إلى أكثر من 21 مليار ريال
- تقدمت في عدة مؤشرات عالمية من بينها حصولها على المرتبة الـ 56 عالمياً والخامسة عربياً في الأداء الصناعي
- تقليص الدين العام إلى 16 ملياراً و300 مليون ريال عُماني بفضل ترشيد ورفع كفاءة الإنفاق
تحتفل سلطنة عُمان غدا السبت بالعيد الوطني الـ 53 المجيد، وقد تحققت منجزات عدة في جميع مناحي الحياة وعلى مختلف الصعد، مستنيرة برؤية رصينة بقيادة سلطان عُمان السلطان هيثم بن طارق الذي أكد سعيه السامي على بذل كل ما هو متاح لتحقيق أهداف وتطلعات رؤية عمان 2040.
وشكل الخطاب السامي للسلطان هيثم بن طارق خلال رعايته السامية لافتتاح دور الانعقاد السنوي الأول للدورة الثامنة لمجلس عُمان مسارا مستقبليا جديدا يعزز الجهود القائمة والمبذولة من مختلف مؤسسات الدولة. وتنظر سلطنة عُمان إلى أن المجلس وتكامله مع مؤسسات الدولة يعد أحد العوامل الرئيسة لتنفيذ التوجهات الرامية لتحقيق المنجزات التي تعود بالنفع على المواطنين، حيث جاء استقبال جلالة السلطان المعظم لرئيس وأعضاء مكتب مجلس الدولة ورئيس وأعضاء مكتب مجلس الشورى كلا على حدة في ديسمبر الماضي تأكيدا على الشراكة في صناعة حاضر البلاد ومستقبلها ودعامة أساسية من دعامات العمل الوطني وتعزيزا لهذا التكامل بما يخدم التوجهات المستقبلية لها وسياساتها الرامية إلى مواصلة مسيرة التنمية الشاملة وضرورة تضافر الجهود وتغليب مصلحة الوطن العليا للحفاظ على استدامة التنمية والمكتسبات والإنجازات.
وشهدت سلطنة عُمان في أكتوبر الماضي انتخابات أعضاء مجلس الشورى للفترة العاشرة، حيث أدلى المواطنون بأصواتهم لأول مرة باستخدام التقنيات الحديثة عبر تطبيق «أنتخب» الذي استخدم أيضا في انتخابات أعضاء المجالس البلدية للفترة الثالثة وصمم وفق معايير أمنية وسرية، ويتطلب توافر هاتف ذكي معزز بخاصية اتصال المدى القريب «NFC» وبطاقة شخصية سارية المفعول، وأن يكون الناخب مقيدا في السجل الانتخابي، وقد بلغت نسبة المشاركة 65.07% لاختيار 90 عضوا.
وتجلى الاهتمام والحرص السامي في رفعة هذه الأرض الطيبة وأبنائها الكرام بما تمثل من منجزات عدة، أبرزها صدور قانون الحماية الاجتماعية الذي يكفل تنفيذ رؤية سلطنة عُمان وسياستها في التغطية التأمينية اللائقة والكافية لمختلف فئات المجتمع، آملا في الوقت ذاته «أن يكون نظام الحماية الاجتماعية، الذي أطلق شاملا مستهدفا جميع فئات المجتمع، لينعم الجميع بالعيش الكريم»، ويشرف صندوق الحماية الاجتماعية، بالإضافة إلى مهامه الأخرى على عدد من البرامج التي سيبدأ العمل بها في شهر يناير المقبل ولا يعتمد استحقاق أغلبها على البحث الاجتماعي مثل المنافع النقدية لكبار السن والطفولة والأشخاص ذوي الإعاقة والأيتام والأرامل ودعم دخل الأسر، وبرامج التأمين الاجتماعي وتتمثل في تأمين كبار السن والعجز والوفاة وإصابات العمل والأمراض المهنية والأمان الوظيفي وإجازات الأمومة والمرضية وغير الاعتيادية، كما يحقق هذا القانون الرفاه لأبناء عمان وفق ما تضمنه النظام الأساسي للدولة ومستهدفات رؤية عمان 2040 فيما يتصل بالجوانب الاجتماعية.
دعم الشباب
وعن الدعم السامي للشباب، وجه السلطان هيثم بن طارق بالبدء في إجراءات إقامة مشروع مدينة رياضية متكاملة تستقطب استضافة البطولات والمسابقات على المستويين الإقليمي والعالمي، كما وجه بدراسة المشروعات ذات الأولوية التي يتم التوصل إليها في مختبرات الاستثمار في قطاع الرياضة وتقديم التسهيلات اللازمة للمستثمرين لكونهم شركاء في التنمية الرياضية، مؤكدا أهمية تطوير القطاع الرياضي والنهوض به، والانتهاء من الاستراتيجية الرياضية التي يتم إعدادها بما يكفل بناء وتهيئة قدرات الشباب واستكشاف مهاراتهم بدءا من المراحل الدراسية الأولى.
وأولت سلطنة عُمان توظيف وتشغيل وتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية وتهيئة بيئة العمل والأعمال أهمية بالغة، حيث أسهمت التشريعات والقوانين ومنها قانون العمل في توفير بيئة آمنة من خلال تحديد الحقوق والواجبات واستقرار العلاقة بين أطراف الإنتاج.
تطوير القيادات والكفاءات الإدارية الوطنية
وتعمل سلطنة عُمان على تطوير القيادات والكفاءات الإدارية الوطنية من القطاعين العام والخاص وإعداد الكوادر العُمانية وتدريبها، وفي هذا الصدد، تفضل صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق فشمل برعايته السامية افتتاح الأكاديمية السلطانية للإدارة التي تحظى بالرعاية الفخرية للمقامي السامي.
وعملت سلطنة عُمان في أولوية تنمية المحافظات والمدن المستدامة إحدى أولويات محور الاقتصاد والتنمية من رؤية عمان 2040 على تنفيذ الإدارة المحلية القائمة على اللامركزية ودعم هذا النهج بإصدار نظام المحافظات وقانون المجالس البلدية لتمكين أبناء سلطنة عمان في كل محافظة من الإسهام في بناء الوطن.
وأكد السلطان هيثم بن طارق على ضرورة قيام محافظات سلطنة عمان بإظهار المقومات التي تتمتع بها، والتنافس بينها لتقديم أفضل مقترح لمشروعات إنمائية يمكن تنفيذها في إحدى ولاياتها، بحيث يتم تقييم تلك المشروعات وفق ضوابط وشروط محددة وتمويل الثلاثة الأولى الفائزة منها دعما للجهود التي تبذلها المحافظات لتعزيز نشاطها الاقتصادي، حيث فازت هذا العام مشروعات محافظات ظفار ومسندم وجنوب الباطنة.
كما تسعى سلطنة عمان عبر الاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية إلى تعزيز الازدهار الاجتماعي والاقتصادي، المحرك الرئيس للقطاعات التنموية من خلال أهدافها الرئيسة السبعة التي تسعى لتحقيقها وهي مدن ومجتمعات مرنة ملائمة للعيش، ومحافظة على الهوية العمانية، والاستجابة لتغير المناخ والتكيف معه والتخفيف من آثاره، والنمو والتنوع الاقتصادي استنادا الى مقومات كل محافظة، والاستخدام المستدام للموارد، وإنتاج الطاقة ومصادرها المتجددة وكفاءة إدارة المياه والنفايات، وحماية وتعزيز البيئة بإدارة ومراقبة التأثيرات على المناطق الحساسة بيئيا.
وجاء تدشين مدينة السلطان هيثم تحت الرعاية السامية انطلاقة في هذا الحقل المهم، حيث تعد مدينة نموذجية ذكية خططت على مساحة 14 مليونا و800 ألف متر مربع، تخطيطا عمرانيا مستداما على 12 معيارا عالميا من معايير جودة الحياة ورفاهية العيش بدءا من التكلفة المناسبة والمرافق المتكاملة، وصولا إلى أسلوب الحياة الحديث والأنظمة المستدامة.
المناخ الاستثماري
وتواصل سلطنة عمان تنفيذ الخطط الاقتصادية والبرامج المالية والاستثمارية في إطار الخطة الخمسية العاشرة (2021-2025)، مسترشدة بمحاور وأولويات رؤية عُمان 2040، وأسهمت نتائجها في تعزيز نمو الناتج المحلي الإجمالي ورفع المؤشرات المالية والاقتصادية وتحسن التصنيف الائتماني وتحقيق بعض الفوائض المالية التي وجهت للأولويات الاقتصادية والاجتماعية.
وشهد اقتصاد سلطنة عُمان نموا بالأسعار الثابتة بلغت نسبته 2.1% خلال النصف الأول من العام الحالي، وتمكن حتى منتصف العام الحالي من تقليص الدين العام إلى 16 مليارا و300 مليون ريال عماني بفضل ترشيد ورفع كفاءة الإنفاق وزيادة الإيرادات العامة نتيجة لارتفاع أسعار النفط واتخاذ إجراءات مالية لزيادة الإيرادات غير النفطية بالإضافة إلى إدارة المحفظة الإقراضية من إعادة شراء بعض السندات السيادية بأقل من قيمة إصدارها وسداد قروض عالية الكلفة واستبدالها بقروض أقل وإصدار صكوك محلية للتداول في بورصة مسقط بكلفة منخفضة نسبيا.
وبلغ إسهام القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي في سلطنة عُمان مليارا و70 مليون ريال عُماني في عام 2022، ومن المؤمل أن يصل إلى 2.75% خلال السنتين المقبلتين قياسا بـ 2.4% بنهاية العام الماضي. وسجلت الاستثمارات الأجنبية المباشرة ارتفاعا بنهاية الربع الأول من العام الحالي بنسبة 23.3% ليصل إلى 21 مليارا و270 مليون ريال عُماني.
وتركز سلطنة عُمان على جلب الاستثمارات لمشروعات في مختلف المجالات من بينها الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر وخصصت لها أراض، وأبرمت اتفاقيتان في يونيو الماضي بقيمة استثمارية تقارب الـ 10 مليارات دولار أميركي، لتطوير مشروعين جديدين لإنتاج الهيدروجين الأخضر في محافظة الوسطى حيث سيبلغ إجمالي الإنتاج المتوقع 250 كيلو طن متري، بما يكافئ 6.5 غيغاواط من سعة الطاقة المتجددة. وقد أكد لقاء صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب بعدد من رؤساء مجالس الإدارات والرؤساء التنفيذيين للشركات العالمية خلال افتتاحه أعمال منتدى الدقم الاقتصادي الأول الذي أقيم بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في أكتوبر الماضي، أكد على الفرص الاستثمارية المتاحة في مجالات الطاقة المتجددة والطاقة النظيفة كالهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء تماشيا مع توجهات سلطنة عُمان لتحقيق أهداف الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050 والتسهيلات المقدمة للمستثمرين والمناخ الاستثماري لسلطنة عُمان.
الذكاء الاصطناعي
وتعتزم سلطنة عُمان جعل الاقتصاد الرقمي أولوية ورافدا للاقتصاد الوطني، ووجه السلطان هيثم بن طارق في هذا الشأن بضرورة إعداد برنامج وطني لتنفيذ تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوطينها، والإسراع في إعداد التشريعات لجعل هذه التقنيات أحد الممكنات والمحفزات الأساسية لهذه القطاعات. ويعمل البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي على بناء وتطوير اقتصاد رقمي مزدهر في سلطنة عُمان، مستندا على عدة مبادئ منها إيجاد صناعات وطنية في الاقتصاد الرقمي، وتعزيز القيمة المحلية المضافة، وإيجاد فرص مستدامة ومولدة.
وتسعى سلطنة عُمان إلى تعظيم الاستفادة من موقعها الجغرافي عبر المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة والاستفادة من ممرات النقل البحري لربط الأسواق في دول الخليج العربي وأوروبا وآسيا وأفريقيا، وعززت هذا الجانب بإنشاء مدينة اقتصادية في محافظة جنوب الباطنة هذا العام تسمى مدينة خزائن الاقتصادية وإنشاء منطقتين حرتين فيها، وتمكنت من استقطاب الاستثمارات المحلية والأجنبية بلغت قيمتها 300 مليون ريال عماني لتنضم إلى المنطقة الحرة بصحار والمناطق الصناعية (مدائن) والمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم والمنطقة الحرة بصلالة والمنطقة الحرة بالمزيونة تدعمها تشريعات وقوانين ونظم مشجعة للاستثمار وضرائب منخفضة وقوى عاملة مؤهلة وبنية أساسية متطورة واستقرار سياسي واقتصادي متين.
هذا الحراك الاقتصادي لسلطنة عُمان وما تبعه من نتائج إيجابية تجاه تحسين المؤشرات المالية والاقتصادية وخفض المديونية العامة للدولة جعل مؤسسات التصنيف الائتماني ترفع وتعدل نظرتها الائتمانية لسلطنة عُمان، حيث رفعت وكالة ستاندرد آند بورز التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان إلى «BB+» مع نظرة مستقبلية مستقرة، ورفعت وكالة فيتش التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان إلى «BB+» مع نظرة مستقبلية مستقرة في سبتمبر الماضي، ورفعت وكالة «موديز» التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان إلى مستوى «Ba2» مع الإبقاء على النظرة المستقبلية الإيجابية.
وأحرزت سلطنة عُمان تقدما في عدة مؤشرات عالمية، من بينها حصولها على المرتبة الـ 56 عالميا والخامسة عربيا في تقرير الأداء الصناعي التنافسي للعام الحالي، الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) بالإضافة إلى تقدمها 10 مراتب في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2023 لتحصد المرتبة الـ 69 عالميا من بين 132 دولة.
السياسة الخارجية.. أساسها الاحترام المتبادل والمصالح والمنافع المشتركة
تقدم السياسة الخارجية لسلطنة عمان بقيادة السلطان هيثم بن طارق نموذجا عالميا يحتذى، أساسه الاحترام المتبادل والمصالح والمنافع المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام المواثيق والقوانين الدولية وإعلاء مبادئ السلام والإنسانية والحوار والتسامح وهو ما أشار إليه السلطان هيثم بن طارق من أن الثوابت السياسية لسلطنة عُمان مبنية على مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، وعلى إرساء نظام عادل لتبادل المنافع والمصالح، وعلى إقامة أسس الاستقرار والسلام والإسهام فيها بإيجابية، جعلها محط ثقة وتقدير الوحدات والمنظمات الدولية للقيام بأدوار فاعلة وتحقيق الأمن والسلم والاستقرار في عدد من القضايا على المستويين الإقليمي والدولي، وأن نهج السلام والتعاون هو السبيل الأوحد والنموذج المثالي الأسلم للمنطقة والعالم.
وتنتهج سلطنة عُمان سياسة إعلامية وقائية لتحصين المجتمع من بواعث التطرف والتشدد الذي يقود إلى الإرهاب، وذلك بترسيخ قيم التسامح والوئام والوحدة والتقارب بين أفراده والبعد عن إثارة النعرات الطائفية في كل الأدوات المحلية واتباع سياسة الحياد الإيجابي في تناول الأخبار، لاسيما المتعلقة بالنزاعات الأهلية والطائفية في بعض دول المنطقة.
وقام السلطان هيثم بن طارق على صعيد العلاقات الثنائية بإجراء مباحثات عدة خلال العام الحالي مع عدد من أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول الشقيقة والصديقة منهم رؤساء أميركا وروسيا وسورية عبر الزيارات المتبادلة أو الاتصالات الهاتفية بالإضافة إلى قيامه بزيارة عدد من الدول مثل دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية والجمهورية الإسلامية الإيرانية تناولت تعزيز مجالات التعاون الثنائي وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتترأس سلطنة عمان حاليا الدورة الـ 43 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وتنظر إلى أن ما حققه المجلس من إنجازات في مختلف المجالات كان بفضل نجاح المساعي الخيرة وتوحيد الصف، وجمع الشمل، والترابط والتآخي بين دول المنطقة التي يجمعها التاريخ المشترك، والمصير الواحد، وحرص المجلس على مد جسور الصداقة مع الدول الصديقة وكل الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية، دعما للتعاون المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية. وقد استضافت سلطنة عمان هذا العام الاجتماعات الخليجية لمختلف الوزارات والهيئات واللجان المشتركة.
وتفاعلت سلطنة عمان مع عدد من الأحداث في المنطقة من بينها العدوان الإسرائيلي على غزة وانتهاك الحقوق الفلسطينية، حيث أكد السلطان هيثم بن طارق في هذا الصدد على تضامن سلطنة عمان مع الشعب الفلسطيني الشقيق ودعم كل الجهود الداعية لوقف التصعيد والهجمات على الأطفال والمدنيين الأبرياء وإطلاق سراح السجناء وفقا لمبادئ القانون الإنساني الدولي، وضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لحماية المدنيين وضمان احتياجاتهم الإنسانية ورفع الحصار غير المشروع عن غزة وباقي الأراضي الفلسطينية، واستئناف عملية السلام لتمكين الشعب الفلسطيني من استعادة كافة حقوقه المشروعة بإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفق مبدأ حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وجميع القرارات الأممية ذات الصلة.
نهضة عمانية مباركة
بمناسبة حلول الذكرى السنوية للنهضة العمانية المباركة لسلطنة عمان التي بدأت بقيادة السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - في العام 1970، يطيب لنا أن نتحدث حول هذه النهضة التي تسير اليوم تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، حفظه الله، ووفقا لرؤيته وتوجيهاته السديدة منذ العام 2020 نحو أهداف واضحة ومحددة من شأنها الارتقاء ببلادنا العامرة في مختلف المجالات، والتي تعتبر مرجعا أساسيا للعمل التخطيطي الخاص برؤية عمان (2040)، ومن أبرزها الإستراتيجية الوطنية للحياد الصفري الكربوني والتحول في الطاقة الذي تسعى الى تحقيقه سلطنة عمان بهدف تبوؤ موقع ريادي بين الدول المنتجة للهيدروجين الأخضر على مستوى العالم، اعتمادا على توفر المقومات الرئيسية لإنتاجه والمتمثلة في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والأراضي الممتدة والكوادر البشرية، وبالفعل استطاعت سلطنة عمان اتخاذ خطوات أساسية مهمة لتسريع إجراءات تنظيم قطاع الهيدروجين، ووضع الأطر القانونية والسياسات اللازمة لنموه، وتخصيص المواقع المناسبة لإنتاجه تعزيزا لجذب الاستثمارات والعمل على توطين هذه التقنية وإعداد الدراسات اللازمة لها، لمواكبة التحولات العالمية نحو الحد من انبعاثات الكربون، ولما للهيدروجين من استخدامات واسعة تسهم في تنويع مصادر الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية وتعزيز النمو الاقتصادي.
وفي هذا المقام يهمنا أن نشيد بالعلاقات الثنائية التاريخية الوثيقة والمتميزة القائمة بين سلطنة عمان ودولة الكويت الشقيقة، والتي قطعت شوطا كبيرا على مدى أكثر من نصف قرن، وشملت كل أشكال التعاون في مختلف المجالات السياسية والديبلوماسية والاقتصادية والإعلامية والثقافية والفنية، وذلك برعاية خاصة وتوجيهات سامية من قبل جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وأخيه صاحب سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح (حفظهما الله ورعاهما).
لقد كانت للزيارة الأولى التي قام بها جلالة السلطان، بعد توليه مقاليد الحكم في يناير 2020 إلى دولة الكويت إشارة لها دلالتها حول مدى الارتباط الوثيق بين قيادتي البلدين الشقيقين.
ومن بين آليات تفعيل العلاقات الثنائية اللجنة العمانية - الكويتية المشتركة التي تم إنشاؤها عام 2003 وقد عقدت
(9) دورات، آخرها في مسقط مارس الماضي برئاسة وزيري خارجية البلدين معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي، ومعالي الشيخ سالم العبدالله الصباح، وأثمرت العديد من التفاهمات التي من شأنها الإسهام في فتح آفاق التعاون بشكل موسع. وقد بلغ عدد الاتفاقيات الموقعة بين البلدين منذ العام 1974 وحتى العام الحالي32 اتفاقية.
وفي الشأن الاقتصادي نعمل على زيادة ورفع معدلات التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين، وهناك الكثير من المؤشرات والفرص الإيجابية في هذا الشأن، إلى جانب الشراكة الاستراتيجية المتميزة في المنطقة الاقتصادية بالدقم، والتي بلغ حجم الاستثمارات فيها ما يزيد عن 15 مليار دولار اميركي في قطاع الطاقة، ويعتبر من أكبر الاستثمارات الخليجية المشتركة. وهناك تعاون واستثمارات في قطاعات أخرى متعددة، كما أن القطاع الخاص العماني والكويتي يتطلعان إلى عقد المزيد من الشراكات من خلال المشروعات المتوسطة والصغيرة، وهو ما تتفق فيه «رؤية عمان 2040» و«رؤية الكويت 2035»، كما نتطلع إلى تعزيز مكانة سلطنة عمان كوجهة سياحية جاذبة للمواطنين الكويتيين والمقيمين على أرضها لما تتمتع به سلطنة عمان من بيئات ومقومات سياحية.
وفي الشأن الثقافي والفني توجد الكثير من البرامج والفعاليات المشتركة والاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين الشقيقين في مجال التعليم العالي والتدريب وتبادل الخبرات العلمية والطلابية وكذلك المنح الدراسية.
وفي الختام، نرجو للعلاقات الثنائية العمانية الكويتية المزيد من التقدم والنماء في ظل توجيهات القيادة الرشيدة في البلدين الشقيقين، كما نسأل الله العلي القدير أن يعم السلام والرخاء كل أرجاء العالم... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نهضة تعليمية.. تحقيق النمو الشامل والمتكامل لشخصية المتعلم
آمنت سلطنة عُمان منذ انطلاق نهضتها المباركة بأن التعليم هو القاعدة التي تتحصن بها الأمم والمجتمعات حاضرها ومستقبلها، فهيأت له الأسباب التي أصبحت اليوم تنهل من خيره وتجني ثماره، ولم تقف عند هذا الحد، بل مضت إلى تطويره والأخذ بمستجدات أدواته وفروعه وأساليبه، وقد هدفت رؤية عمان 2040 في أولوية «التعليم والتعلم والبحث العلمي والقدرات الوطنية» من محورها الأول «الإنسان والمجتمع» إلى تعليم شامل وتعلم مستدام، وبحث علمي يقود إلى مجتمع معرفي وقدرات وطنية منافسة، وتقوم الفلسفة السامية على أن المؤسسات التعليمية، والمراكز البحثية والمعرفية بجميع مستوياتها أساس البناء العلمي والمعرفي، ومستند التقدم التقني والصناعي، وعلى استمرار النهج الداعي إلى تمكين هذا القطاع، وربط مناهج التعليم بمتطلبات النمو الاقتصادي، وتعزيز الفرص لأبناء عمان وبناتها، متسلحين بمناهج التفكير العلمي، والانفتاح على الآفاق الرحبة للعلوم والمعارف، وموجهين طاقاتهم المعرفية والذهنية إلى الإبداع والابتكار والتطوير، ليصبحوا أسسا للاستثمار الحقيقي وقادة للتطوير الاقتصادي. وما صدور قانون التعليم المدرسي في مايو الماضي إلا أحد البراهين الدالة على ذلك حيث أكد هذا القانون على أن «الغاية الكبرى للتعليم المدرسي في سلطنة عمان تحقيق النمو الشامل والمتكامل لشخصية المتعلم في جوانبها العقلية والعاطفية والروحية والجسدية». كما يرسخ القانون سمو ورقي مهنة التعليم ووجوب الإسهام في حفظ مكانة المعلم وتعزيزها ودوره الفاعل في تنشئة أجيال هذا الوطن وهو ما أكد عليه السلطان هيثم بن طارق خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء في فبراير الماضي، وقد أقر مجلس الوزراء تخصيص يوم المعلم العماني الذي يصادف الـ 24 من فبراير سنويا إجازة رسمية لكل المعلمين والمعلمات والوظائف المساندة المرتبطة بها في المدارس الحكومية والخاصة.