بيروت ـ عمر حبنجر
استعجال عقد جلسة مجلس الوزراء امس الخميس بدلا من الاثنين المقبل وفر النصاب الذي غاب عن جلسة الثلاثاء الماضية، لكنه لم يؤمن «التفاهمات» التي اشترطها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حول المواضيع المطروحة، وأبرزها تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جوزاف عون والعسكريين والأمنيين من رتبة اللواء وأبرزهم المدير العام للأمن الداخلي اللواء عماد عثمان.
وأضيفت دراسة اعدها الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية حول إمكانية الاستغناء عن موافقة الوزير المختص، في قضايا تتصل بالامن الوطني، بموافقة مجلس الوزراء، إلى لائحة الملفات الخاضعة للتفاهمات التي اشترطها رئيس الحكومة، وقد وزعت الدراسة على الوزراء وأرجأت الجلسة ريثما يتسنى لهم دراستها لتناقش في الجلسة المقبلة.
وهكذا اقتصرت جلسة الأمس على تمديد عقد شركة «ليبان بوست» في تأمين الخدمات البريدية، بعد تعذر موافقه ديوان المحاسبة وهيئة الشراء العام على المناقصة التي اجراها وزير الاتصالات جوني القرم لصالح شركة أخرى، كما تم تأجيل البت بمشروع استجرار الإنترنت عبر شبكة «ستارلينك» الخارجة عن رقابة الدولة إلى الجلسة المقبلة.
ويبقى موضوع قيادة الجيش حيويا ومهما، والمهل باتت أضيق لضرورة بت هذا الأمر، ولكنه يحتاج إلى مزيد من التشاور لكي لا يأتي هذا القرار تحديا لأحد.
فالتوجه هو أن يكون للجيش قائد والحكومة تتوجه نحو تفادي الفراغ في قيادة الجيش ومن له أساس دستوري بين مجلسي النواب أو الوزراء سيقوم بملء الفراغ.
واستهل الرئيس ميقاتي الجلسة بمداخلة تناول فيها حرب غزة، رافضا «مشهديات الدم والقتل لن تقوى على قتل الحق».
وقال إن كل التحديات والأخطار تجعلنا نتبصر اعمق ونفكر أكثر بوضعنا الداخلي، مؤكدين دوما ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت، ليكتمل عقد المؤسسات ونعمل معا لاعادة لبنان اقوى واكثر مناعة.
واضاف «لقد تأكد لي من خلال لقاءاتي الدولية حرص الكل على لبنان، لبناننا حاجة عربية وضرورة حضارية، ومن واجبنا ان نحمي وطننا بالوحدة والابتعاد عن التشرذم».
وتابع «يحاول البعض ادخال الحكومة مجددا في نقاشات ظاهرها دستوري وسياسي وباطنها تعطيلي استئثاري، لكننا عازمون على المضي في عملنا، مبتعدين عن السجالات العقيمة التي ملها اللبنانيون، مؤكدين أن الحكومة تعمل وفق ما تراه مناسبا وليس وفق اجندات يحاول البعض فرضها على استحقاقات اساسية في هذه المرحلة المفصلية».
وختم «في مطلق الاحوال، فإن اي قرار سنتخذه بالنسبة لأي استحقاق داهم سيكون منطلقه بالدرجة الاولى مصلحة الوطن واولوية تحصين المؤسسات في هذه المرحلة الدقيقة».
الوزير جورج كلاس، وفي حديث اذاعي، قال عن موضوع تأجيل تسريح قائد الجيش ان الضرورات الوطنية توازي الضرورة الدستورية، وان هناك حديثا عن التمديد للقائد ستة اشهر أو ترك الأمر مفتوحا، شرط انتهاء ولايته فور انتخاب رئيس للجمهورية.
ميدانيا، استهدفت المدفعية الإسرائيلية صباحا، بلدات عيتا الشعب والناقورة ويارون بالقذائف الفوسفورية الحارقة، وامتد القصف المدفعي إلى تلال كفرشوبا شرقا.
وأفيد عن استهداف موقع هرمون الإسرائيلي قبالة بلدة رميش في القطاع الأوسط من جنوب لبنان، وسط دوي صفارات الإنذار في شتولا في الجليل الأعلى.