صرح رئيس لجنه المرضى طويلي المكوث في المستشفيات في وزارة الصحة د.علي المطيري عن خروج 618 حالة من هؤلاء المرضى و180 حالة لاتزال موجودة بالمستشفيات منذ فترة طويلة بعد أن انتهت فترة علاجها، ونتساءل: أين أهل هؤلاء الذين يفترض عليهم إخراج مرضاهم كالوالدين مثلا؟! وهؤلاء يحتاجون إلي دعم أسري ونفسي ولا يتحقق ذلك إلا بوجود الأبناء والأهل والرعاية الخاصة لهم. ولا شك أن الأبناء يجب أن يكونوا بارين بوالديهم، ومعنى البر أنه اسم جامع لكل الخير وأن الفرد المسلم يعطي كل ما لديه من ممتلكات في سبيل رضا الوالدين مع الانقياد لأمرهما دون الوقوع في المعصية، وبر الوالدين يعني توجيه الفرد المسلم لجميع جوارحه الداخلية والخارجية خدمة لوالديه وإرضاء وإسعادا لهما، وكما تدين تدان ولو بعد حين وقال تعالى (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا)، وقال تعالى (واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا»، وقال تعالى«ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا).
ونجد أن كل النصوص الشرعية تتجلى وتدعو الأبناء إلى رعاية الوالدين في الكبر حيث يغدو كل منهما مفتقرا الي المعونه والمؤنه ليبدي التكامل والتكافل الاجتماعي بين الأجيال، فالآباء يقدمون الدعم المادي والمعنوي للأبناء في صغرهم، وعلى الأبناء تقديم الرعاية للآباء في الكبر. ومن الممكن كذلك أن يكون عقوق الوالدين عقوبة من الله عز وجل، بمعنى أن الأب أو الأم كانا عاقين بوالديهما بالحياة ويجازيهم الله بعقوق الأبناء، ويمكن ان يكون الوالدان هما السبب في الأمر من خلال التمييز بين الأبناء بعضهم البعض وهنا يحدث الحقد والكره ويقدم الشخص على فعل كل مايغضب الوالدين.
ومن يعقّ والديه يضيق الله الأرزاق عليه وتغلق أبواب السماء عليه إذا دعا ويرد له الأمر في الأبناء والأحفاد ولا ينظر الله عز وجل له يوم القيامة. ومن الآداب التي تراعى مع الوالدين ان يخفض صوته عند الحديث مع والديه وأن يسلم عليهم عند الدخول إليهم تلبيه النداء وعدم التأخير عليهم في الرد وعدم إزعاج الوالدين بأي شكل من الأشكال وعدم تناول الطعام قبل الوالدين وعدم السير أمامهما وعدم مناداتهما بأسمائهما وكثره الدعاء للوالدين والاستغفار لهما في الحياة وبعد الممات، ولابد أن نرعاهم عند الكبر قال تعالى (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهم أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما)، ولابد للأبناء ان يتعلموا الدرس الأول وهو احترام الوالدين، فالأسرة هي المدرسة الأولى التي يجب أن تزرع البر والاحسان تجاه والديهم.
فإذا كنت قويا صحيحا اليوم فاذكر يوما ستصبح فيه ضعيفا واهنا تحتاج من يرعاك فصن لوالديك حقوقهما لتجد من يصونك ويحفظك يوم ضعفك ومرضك.
ندعو كل انسان لديه مريض لايزال مقيما في المستشفى أن يبادر في إخراج مريضه ويرعاه رعاية طيبة في المنزل، كما نشكر رئيس لجنة المرضى طويلي المكوث في المستشفيات على جهودهم الكبيرة في التعامل مع هؤلاء المرضى.
[email protected]