بعد القصف والغارات العنيفة، تتربص الأمراض والأوبئة بسكان غزة خصوصا مع دخول فصل الشتاء والحصار الخانق الذي يحرمهم من كل شيء، فيما تبقى الأنظار على مستشفى الشفاء أكبر مشافي القطاع الذي خرج عن الخدمة بعد نحو 10 أيام من الحصار، حيث أكد مدير المستشفيات في قطاع غزة محمد زقوت لوكالة فرانس برس إجلاء 31 من الأطفال الخدج الذين كانوا من ضمن المحاصرين في المستشفى، والذي كان الجيش الإسرائيلي أجبر من فيه من مرضى ونازحين وأطباء على الخروج قسريا السبت.
وقال زقوت: «تم إجلاء جميع الأطفال الخدج من مستشفى الشفاء وعددهم 31 طفلا ومعهم 3 أطباء وممرضين»، مشيرا إلى «ترتيبات لنقل الأطفال إلى مصر» عبر معبر رفح الحدودي.
من جهتها، أكدت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني نقل الأطفال بتنسيق من «منظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا».
وأضافت: «جرى نقلهم بمركبات إسعاف الهلال الأحمر إلى الجنوب» ووصلوا لاحقا إلى مستشفى الإمارات في رفح على الجانب الفلسطيني من الحدود، بحسب تقارير إعلامية.
وبعد أن طردت إسرائيل المئات من مستشفى الشفاء باستثناء قلة من المرضى لم تتمكن من الخروج، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها قادت بعثة تقييم إلى مستشفى الشفاء استمرت لمدة ساعة واحدة فقط.
وقالت إن المستشفى أصبح «منطقة موت» ويجب إخلاؤه، فيما شوهدت دبابات وناقلات جند وغيرها من الآليات المدرعة في محيط المستشفى بينما حلقت فوق المنطقة طائرات مسيرة.
وقالت البعثة إن 25 عاملا صحيا و291 مريضا بينهم 32 طفلا في حالة حرجة وجميعهم بقوا في المستشفى.
وبحسب المنظمة العالمية فإن المرضى العالقين في المستشفى يعانون من كسور معقدة وبتر أطراف وحروق ومن بينهم 29 يعانون من إصابات خطيرة في العمود الفقري ولا يستطيعون السفر دون دعم طبي.
تكدس في المستشفيات
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة إن «الاحتلال يرفع عدد الضحايا بشكل كبير بإخراج المستشفيات من الخدمة». مشيرة الى احتلال القوات الإسرائيلية «مجمع الشفاء وحوله إلى ثكنة عسكرية ودمر أجهزته الطبية».
وأضاف إنه طلب إخلاء مجمع الشفاء، حيث كان يوجد 5 آلاف نازح و650 جريحا ومريضا، وتابع: «أخرجنا من يستطيع الحركة وأجلت الأمم المتحدة من لا يستطيعون الحركة وعددهم 191. وبق ي داخل مجمع الشفاء 259 جريحا لا يستطيعون الحركة وسيتم ترتيب إخراجهم لاحقا».
وحذرت من المضاعفات الصحية للجرحى بسبب تكدسهم بالمستشفيات، ودعت «إلى تدخل سريع من الأمم المتحدة لتقديم الرعاية الصحية للنازحين».
من جهته، رأى المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أن مستوى العنف في قطاع غزة في الأيام الأخيرة لا يمكن فهمه. وقال تورك في بيان إن «الأحداث المروعة التي وقعت خلال الساعات الـ 48 الماضية في غزة تفوق التصور».
وحذر من أن «مقتل هذا العدد الكبير من الأشخاص في المدارس التي أصبحت ملاجئ، وفرار المئات للنجاة بحياتهم من مستشفى الشفاء، وسط استمرار نزوح مئات الآلاف إلى جنوب غزة، هي أفعال تتعارض مع الحماية الأساسية التي يجب توفيرها للمدنيين بموجب القانون الدولي».
ووصف تورك الصور التي أخذت بحسب التقارير بعد غارة على مدرسة الفاخورة التابعة للأمم المتحدة بأنها «مرعبة»، و«تظهر بوضوح أعدادا كبيرة من النساء والأطفال والرجال الذين أصيبوا بجروح خطيرة أو قتلوا».
زيادة في حالات سوء التغذية
من جانبه، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من زيادة في حالات الجفاف وسوء التغذية في قطاع غزة. وقال «أوتشا» في بيان إنه لم يدخل إلى غزة سوى 10% من الإمدادات الغذائية الضرورية منذ بداية حرب إسرائيل التي رافقها فرض إغلاق شامل على القطاع.
وبحسب البيان، أبلغ برنامج الأغذية العالمي عن زيادة في حالات الجفاف وسوء التغذية، وحذر من خطر المجاعة بسبب انهيار سلسلة الإمدادات الغذائية وعدم كفاية إيصال المساعدات.
من جهتها، اتهمت منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «اونروا» إسرائيل بتعمد استهداف مقراتها في غزة وقالت: «كنا نعتقد أن استهداف مقراتنا يتم بالخطأ، لكن ما يحدث على الأرض يشي بغير ذلك، وليس مقبولا».
وأعلنت ارتفاع عدد النازحين اللاجئين الى مقراتها إلى نحو 914 ألفا. وأضافت: «بالكاد نلبي 30% من الاحتياجات، وكميات الوقود التي دخلت القطاع نقطة في بحر».
وقال الهلال الأحمر إن عدد النازحين من شمال غزة يقارب 1.5 مليون معظمهم ينامون في الشارع، مؤكدا أن السوق المحلي بات جافا كليا من المواد الغذائية، وان إغاثة النازحين تزداد صعوبة، والطواقم العاملة تعمل بشكل مستمر وهي منهكة. وحذر من أن برودة الطقس والأمطار زادت الحاجة إلى مواد تعين على التكيف مع المناخ.
ميدانيا، سقط نحو 11 قتيلا بينهم نساء وأطفال في غارة إسرائيلية على منزل ببلدة جباليا شمالي قطاع غزة. ووصلت إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح أكثر من 14 جثة. كما اسفر قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.
مقتل جنود إسرائيليين
ميدانيا، بثت كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مشاهد جديدة لعناصرها وهم يهاجمون دبابات وآليات إسرائيلية في غزة. وأظهرت المشاهد ملابس عسكرية لعدد من الجنود الإسرائيليين وقلاداتهم ومعداتهم العسكرية.
وأفادت تقارير إعلامية بأن صفارات الإنذار دوت في مستوطنتي شلومي ومرغليوت في الجليل الغربي، وفي مستوطنة كيسوفيم وبلدات عدة في غلاف غزة.
في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 3 جنود في قطاع غزة لترتفع الحصيلة إلى 62 جنديا وضابطا منذ بدء العملية البرية يوم 27 أكتوبر الماضي.
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، في تدوينة عبر منصة «إكس»، قائمة بأسماء 3 من عناصر الاحتياط بالجيش الذين تم إخطار عائلاتهم بمقتلهم السبت، جراء اشتباكات شمالي القطاع «دون ان يحدد تاريخ مقتلهم.
وبهذا الإعلان، يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي إلى 383 جنديا وضابطا منذ بداية الحرب التي أطلقتها إسرائيل يوم 7 أكتوبر الماضي، ردا على عملية «طوفان الأقصى».