بيروت - زينة طبارة
رأى النائب السابق د.مصطفى علوش أن المواقف والتصريحات الإيرانية حيال حرب غزة، تعكس ما يرنو إليه حزب الله في جنوب لبنان، وذلك انطلاقا من أن الأخير يشكل المكون العسكري الأكثر تجسيدا لطموحات ومآرب إيران في المنطقة العربية، معتبرا بالتالي أن ما تسرب عن مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، بأن إيران لن تدخل الحرب نيابة عن «حماس»، يشير وبالرغم من نفي الأخيرة له، إلى أن إمكانية توريط الحزب للبنان بحرب جديدة مع إسرائيل شبه معدومة، وأن تبادل القصف المدفعي والصاروخي بين الحزب وإسرائيل لن يتجاوز عتبة قواعد الاشتباك بين الطرفين.
ولفت علوش في تصريح لـ «الأنباء»، إلى أن إيران ما كانت بالأساس تتوقع هذا النجاح الكبير لحماس في عملية 7 أكتوبر، الأمر الذي أربك النظام الإيراني في كيفية لملمة نتائج العملية وتداعياتها إسرائيليا، معتبرا أن جل ما كانت تريده إيران من العملية الحمساوية، هو فقط التأكيد على القدرة الإيرانية في تحريك ساحات المقاومة، وذلك في سياق مساعيها لمنع السير باتجاه حل الدولتين، وتنشيط موقعها في المفاوضات مع الولايات المتحدة، مؤكدا بالتالي أن كلام خامنئي أعلاه أن أكد شيء، فعلى أن إيران لن تقاتل من أجل حماس، ولن تجازف بطفلها المدلل حزب الله في حرب تستنزف قوته العسكرية، خصوصا في ظل وجود 73 سفينة حربية لأميركا ودول الغرب مقابل شواطئ المتوسط.
وردا على سؤال، نفى علوش أن يكون حزب الله قد تمكن من استقطاب الطائفة السنية لدعمه والوقوف الى جانبه في مواجهة الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، مشيرا إلى ان بعض اللبنانيين، لاسيما من الطائفة السنية، استوهم في بداية الحرب الغزاوية أن انتصار حماس قد يكون مقدمة لتحرير فلسطين، وأن ما عزز هذا الأمل لديهم، هو شعار «الطريق الى القدس» الذي رفعه حزب الله بهدف تحريك العاطفة السنية، إلا أن خطابات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، لاسيما تأكيداته بأنه لا الحزب ولا إيران كانا على علم مسبق بعملية 7 أكتوبر، أنهت هذه الخديعة وأعادت الشارع السني إلى سابق تموضعه ضمن الخطوط السيادية والوطنية، لاسيما إلى يقينه بأن حزب الله يقاتل دفاعا عن إيران وليس دفاعا عن فلسطين.
على صعيد مختلف، وعن قراءته لأزمة قيادة الجيش، لاسيما ما تسرب عن الرئيس السابق ميشال عون بأن «التمديد لقائد الجيش جوزاف عون لن يمر إلا على جثته»، أكد علوش انه وبالرغم من نفي هذا الكلام من قبل المكتب الإعلامي لعون، يبقى الهاجس الوحيد لدى عون ووريثه السياسي النائب جبران باسيل، هو كيفية قطع الطريق أمام كل مرشح منافس للأخير في السباق الى قصر بعبدا، لاسيما أن انزلاق البلاد درجات إضافية في عمق جهنم نتيجة إقحام المؤسسة العسكرية في لعبة التجاذبات السياسية، هو من التراث العوني ومن صميم الفكر السياسي الباسيلي، علما أن التمديد لقائد الجيش قد لا يكون هو المنطق الأصح في ظل الآليات المنصوص عنها دستوريا، إلا أن المشهدية اللبنانية الراهنة تستوجب في ظل الشغور الرئاسي، التمديد ليس فقط لقائد الجيش إنما لكل القادة العسكريين على رأس الأجهزة الأمنية والعسكرية.