أخرج المسلمون صدقات الفطر وأعطوها للنبي صلى الله عليه وسلم كي يوزعها على مستحقيها، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريرة رضي الله عنه ليحرس هذه الصدقات، وبينما أبوهريرة بجوار الصدقات أثناء الليل إذا به يرى رجلا يسرق من هذه الصدقات، فأمسك به، وقال له: لأذهبن بك إلى رسول الله، فشكى الحاجة وادعى الفقر ووعد بأنه لا يعود مرة ثانية.
فتركه أبوهريرة رحمة به وشفقة عليه، فلما كان في الصباح، إذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله، ما فعل أسيرك الليلة يا أبا هريرة؟ فقال: يا رسول الله، شكى الحاجة والفقر، فتركته ووعدني بأنه لن يعود، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «إنه قد كذبك وسيعود»، وعاد الرجل في الليلة الثانية ليسرق من الصدقات، فأمسكه أبوهريرة، وحدث معه مثل ما حدث في الليلة السابقة، وأكد النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة بأنه سيعود مرة أخرى، وفي الليلة الثالثة أمسك به أبوهريرة، وقال لأذهبن بك إلى رسول الله، فقال له: دعني فإني لا أعود، وأعلمك كلمات ينفعك الله بها، وكان الصحابة أحرص الناس على الخير، فقال له: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها إلى آخرها فإنه لايزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح فتركه أبوهريرة وذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وذكر له ما قاله الرجل، فقال النبي: «صدقك وهو كذوب أتدري يا أبا هريرة من تحدث منذ ثلاث؟ قال: لا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ذاك الشيطان».