انه الحاج المرحوم، بإذن الله تعالى، عادل محمد العلي العزيز، كل من عرفه أحبه، لدماثة أخلاقه، وهدوئه، وحبه لمساعدة الناس فيما يقدر، دقيق جدا في كلماته القليلة، ليعبر عن مواقفه وآرائه، لا يرضى بالتجاوز والظلم، هكذا عاشرناه عن قرب في السفر، نتذكره دائما بابتساماته المشرقة وبوجهه الطلق البشوش، وما سمي السفر سفرا إلا لأنه يسفر عن أخلاق الرجال، والسفر يخرج خبايا الباطن ويسفر عن أخلاق الرجال، وفيه يتبين الخلق الجميل الأصيل من الخلق المؤقت المصطنع! جاب بوسندس دول العالم، شغفه حب الاطلاع على ثقافات الشعوب، وجمال الطبيعة، حتى استقر سفره بين أحضان الريف النمساوي سنوات كثيرة، حتى أكرمته بلدية قرية زيلمسي في مقاطعة سالزبورغ، كصديق للطبيعة، وضيف دائم يربو على نحو 25 سنة في مواسم الصيف حتى كاد يكون سفيرا غير رسمي للكويت والكويتيين هناك!
مثلما كان لنا أخا ورفيقا، في جولاتنا اليومية هناك، مشيا على الاقدام، يكتشف لنا كل ما هو جميل ومدهش من روائع خلق الله في أرضه، حيث نحلق في أجواء جماعية من التدبر والتأمل في آيات القرآن الكريم، لتنفتح لنا أبواب الحكمة والعبرة والاعتبار، ونستشرف أقوال اصفياء الله تعالى وأوليائه من أهل بيت النبوة ومعدن العلم، لنعكسه على واقعنا وأحداثه اليومية.
وتلك النزهة السياحية لا تضاهيها شغفه بزيارة الائمة الطاهرين حيثما كانت العتبات المقدسة خارج البلاد، وعشقه للمجالس الحسينية داخل البلاد، فكان مسك خاتمة حياته في مشهد الامام الرضا عليه السلام، عندما باغته المرض اللعين قبل أيام، وبعد سنوات طويلة من التحدي والصراع، فارتحل راضيا مرضيا بإذن الله تعالى.
وصدق الشافعي رحمه الله تعالى عندما قال «... في الأسفار خمس فوائد: تفريج هم، واكتساب معيشة، وعلم، وآداب وصحبة ماجد».
رحم الله ماجدنا الحاج عادل العلي. الفاتحة.
[email protected]