مؤشرات تأثيرات الحرب الإعلامية على الاجتياح الإسرائيلي لغزة:
٭ النفي: حفاظا على صورته لجأ الكيان الصهيوني إلى النفي، وذلك كنفيه لقصف المستشفى المعمداني، وإلصاق التهمة بالمقاومة الفلسطينية.
٭ التبرير: وجد الكيان الصهيوني نفسه في حاجه إلى تبرير الجرائم التي يرتكبها أمام العالم، خاصة مع تغطية منصات وحسابات التواصل الاجتماعي.
٭ التفنيد والتحليل: كان التفنيد والتحليل حاضرا لجميع المشاهد الإعلامية من الطرفين الفلسطيني (متمثلا في المتحدث الرسمي باسم حماس: أبوعبيدة)، وفي التصريحات الصادرة عن الجانب الإسرائيلي.
٭ التخبط: ظهرت العديد من وسائل الإعلامية التقليدية الغربية في موقف متخبط – غير احترافي – في تغطيتها للأحداث، ولا أدل على ذلك من تغطية (CNN) و(Fox News) لعملية اقتحام مستشفى الشفاء بحجة أنها مركز عمليات حماس، حيث إن ما تم عرضه من صور دل بشكل واضح على سذاجة الرواية الإسرائيلية وتلفيقها، في حين لم تقدم إسرائيل دليلا ذا قيمة على وجود أنقاق تحت المستشفى أو مركز عمليات لحماس.
٭ تعطل آلة الدعاية الإسرائيلية: عمدت قوات الاحتلال على نشر العديد من الفيديوهات التي تشير إلى (أنفاق حماس – استغاثة أهل فلسطين من حماس – الطواقم الطبية وطلبها للفرار من المستشفيات) غير أن هذه الفيديوهات كان من السهل كشف زيفها، واقتطاعها من أحداث وأماكن أخرى، أو تلفيقها أو حتى تلفيق ترجمتها، وهو ما حدا بالحسابات التي روجتها إلى حذفها في نهاية الأمر.
نتيجة الحرب الإعلامية
مما لا شك فيه أن الكثير من وسائل الإعلام التقليدية الغربية قد سقطت في فخ كبير من التناقض وضبابية الرؤية وازدواجية المعايير والذي حاولت تعويضه باستضافة بعض الأسماء المعبرة عن وجهة النظر الفلسطينية - لكنها لم تتخل عن حسها الهجومي على المقاومة الفلسطينية، ووضعها في خانة المتهم، ومحاولة تصوير الأمر كأنه قد بدأ فقط منذ السابع من أكتوبر، دون النظر للتاريخ الممتد من الاحتلال الإسرائيلي.
في المقابل ساهمت منصات التواصل الاجتماعي في طرح الرواية البديلة، وفي نقل الواقع الفلسطيني المرير للملايين في العالم، وهو ما قد ظهر جليا في تغير مواقف الكثيرين تجاه القضية الفلسطينية، وتحولها إلى قضية إنسانية عالمية. وهو ما لا ينفي في الوقت ذاته خضوع عدد كبير من منصات وسائل التواصل الاجتماعي - أهمها الفيس بوك - للسيطرة الصهيونية، ومحاولة بعضها الإفلات من قبضة حارس البوابة مثل تيك توك وإكس (تويتر سابقا).
إذن ومن خلال التحليل السابق، يمكن القول إن العالم الغربي ووسائله الإعلامية التقليدية هي الخاسر الأكبر، وهو ما يؤكده تصريح كلير دايلي نائبة إيرلندية بالبرلمان الأوروبي «لا أعتقد أن الاتحاد الأوروبي يتعافى في أذهان الكثير من مواطنيه، ولكن الأهم من ذلك أن دول العالم لن تقبل المحاضرات بعد الآن من أوروبا حول سيادة القانون والديموقراطية وحقوق الإنسان والمعايير، لقد انقضى ذلك اليوم وولى، إنها مسألة فظيعة ثمنها المذابح المستمرة في غزة».