حتى كتابة هذه السطور فقد وصل عدد طائرات الجسر الكويتي من أجل المساعدات لقطاع غزة إلى 27 طائرة، وهذا دليل واضح على أن الكويت تضع القضية الفلسطينية كأولوية مهمة، وهذا ما تصرح به الكويت دوما.
لاحظت كطبيب أن جزءا غير قليل من هذه المساعدات التي تذهب لأهالي غزة عبارة عن سيارات إسعاف مجهزة، وتجهيزات طبية إضافة إلى بعض الأدوية، وهذه بالطبع تعد مساعدات نوعية، في ظل ما يعانيه قطاع غزة من نقص هذه المستلزمات الضرورية، وهي كذلك تعد استكمالا لمسيرة الدعم الطبي واللوجستي.
إن الحرب التي تشنها قوات الاحتلال على قطاع غزة، هي حرب غير شريفة على الإطلاق، فقصف المستشفيات، وتعطيل النظام الصحي في القطاع جريمة حرب مكتملة الأركان، وتحدث على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الذي يقف عاجزا مشلولا عن تقديم الحلول لإيقاف قتل المدنيين.
كل المشاهد الآتية من القطاع، والتي نشاهدها عبر الفضائيات المختلفة تفت في عضدنا، وتجعلنا نتساءل أين الضمير الإنساني؟! أليس هؤلاء بشرا لهم حقوق في هذه الحياة غير العادلة؟! إن الضمير الإنساني سيتوقف كثيرا أمام هذه الحرب اللاإنسانية من جانب قوات الاحتلال، سيتوقف ليعلن أنه مات في هذه البقعة من كوكب الأرض، فعندما نشاهد عجز الطبيب عن علاج مرضاه، أو حتى تقديم خدمة طبية بسيطة لهم، أو حتى إجراء محاولة لإنقاذ حياة أي منهم، فإننا أمام مجازر مروعة.
في الواقع، فإننا نستطيع أن نقول إن العالم المتحضر الذي ظل سنوات طويلة يحاول إقناعنا بأن الناس سواسية في حقوق الحياة، هو من يفشل حاليا في إيقاف مجازر مروعة يندى لها الجبين على بقعة ضمن كوكب الأرض، هكذا سيتوقف التاريخ طويلا لينعى شهداء غزة وأبطال غزة الذين قتلوا من دون ذنب، لأنهم يواجهون بصدورهم وقوة إيمانهم عدوا تجرد من الإنسانية، وخلع رداء البشرية.