أجمعت الجهات المعنية بملف الحرب على غزة وفي أكثر من مناسبة ومكان أمس على ضرورة تمديد هدنة الأيام الأربعة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والتي بدأت الجمعة وتحويلها إلى وقف إطلاق نار مستدام.
وقد نجحت الجهود الديبلوماسية التي تقودها قطر ومصر بالاشتراك مع الولايات المتحدة، في تمديد الهدنة الإنسانية في غزة، التي كان يفترض أن تنتهي صباح اليوم.
وأعلنت وزارة الخارجية القطرية «التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة الإنسانية ليومين إضافيين في غزة».
وقالت الوزارة إن «دولة قطر تأمل أن تفضي الهدنة الإنسانية إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة».
من جهتها، أعلنت حركة «حماس» أنها اتفقت «مع الأشقاء في قطر ومصر على تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة ليومين بنفس شروط الهدنة السابقة».
الى ذلك، شدد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، لدى افتتاح اجتماع لمنتدى «الاتحاد من أجل المتوسط» في برشلونة، على أنه «يجب تمديد» هذه الهدنة التي وصفها بأنها «خطوة أولى مهمة»، وتحويلها إلى هدنة «دائمة للسماح بالعمل على حل سياسي». وأضاف «حل سياسي يمكننا من كسر دوامة العنف نهائيا»، مشيرا إلى أنه «لن يكون هناك سلام أو أمن لإسرائيل من دون دولة فلسطينية»، واعتبر أن السلام بين إسرائيل وفلسطين أصبح «ضرورة إستراتيجية» للمجتمع الأورومتوسطي برمته وخارجه. وأضاف «إذا حدث فراغ سلطة في غزة، فستكون هناك تغيرات ديموغرافية، وأوروبا أولى ضحاياها».
من جانبه، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بالاسبانية «لا يوجد حل آخر سوى وقف الحرب، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار والعمل على تمديده ليصبح دائما»، مؤكدا أنه «يجب أن نتوقف عن إحصاء الجثث».
وغابت إسرائيل عن هذا الاجتماع السنوي الذي يضم الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، والذي تتركز اعماله على الحرب بين إسرائيل و«حماس».
واعتبر المسؤول الأوروبي أن «السلام لا يزال بعيدا جدا»، ولكن «هناك دائما لحظة لا يمكن فيها لقتامة الوضع إلا أن تفضي إلى أفق للسلام».
ولدى توضيحه لـ «الأسس» الضرورية ـ بحسب قوله ـ لإرساء السلام، أشار إلى «عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة» حيث تتولى حماس السلطة منذ عام 2007، أو رفض «استعمار إسرائيل لغزة من جديد».
من جانبه، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن ما حدث في غزة يندرج ضمن نطاق التعريف القانوني للإبادة الجماعية.
وجدد الوزير الأردني، على هامش المؤتمر، الدعوة إلى تمديد الهدنة الحالية في غزة، وعبر عن أسفه لأن «بعضنا لا يزال» يرفض دعم هذه الدعوة.
وكان الوزيران المالكي والصفدي ضمن وفد اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية التي عقدت في الرياض مطلع الشهر، التي يرأسها وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، والتي عقدت اجتماعا مع وزير خارجية إسبانيا اخوسيه مانويل ألباريس في برشلونة، بعد جولتها أمس على عواصم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا. وشارك باللقاء وزيرا خارجية مصر سامح شكري، وتركيا هاكان فيدان، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط.
وجرى خلال اللقاء، بحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة ومحيطها، وما حققته الهدنة الإنسانية من الإفراج عن بعض الأسرى وعودتهم إلى ذويهم، بالإضافة إلى مناقشة الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار بشكل مستدام، وبما ينهي العنف والصراع الذي طال أمده، ويساهم في فتح الممرات الآمنة لإيصال المساعدات الإغاثية العاجلة لقطاع غزة.
وتناول الاجتماع الجهود المبذولة لإطلاق تحرك دولي فاعل لوقف الحرب والكارثة الإنسانية التي تنتجها، بالإضافة إلى الالتزام بحماية المدنيين وضمان تطبيق قواعد القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني.
وشدد أعضاء اللجنة الوزارية على أهمية اتخاذ المجتمع الدولي جميع الإجراءات الفاعلة لضمان تنفيذ القرارات الدولية حيال القضية الفلسطينية، وبما يضمن محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على الانتهاكات المتواصلة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الإسباني على ضرورة البناء على الهدنة الإنسانية وصولا لوقف كامل ومستدام لإطلاق النار في أسرع وقت، كما ذكر أن بلاده تؤكد في مختلف اتصالاتها مع مختلف الأطراف على حتمية الوقف الفوري لإطلاق النار وضمان النفاذ المستدام للمساعدات الإنسانية إلى القطاع.
الدعوة ذاتها وجهها الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، حيث قال للصحافيين في بروكسل «أدعو إلى تمديد الهدنة، هذا سيسمح بالمزيد من المساعدات التي يحتاج إليها سكان غزة وبالإفراج عن المزيد من الرهائن» المحتجزين في القطاع.