العنف قضية مقلقة وتحتاج الى دراسات وبحوث لتحديد أسبابها وحلول ناجعة بما يسهم في التقليل من معدلاتها على أن يحدث ذلك بمشاركة مجتمعية والجهات المتخصصة.
معالجة قضية العنف ليست بالأمر المعقد متى ما حددنا الأسباب ووضعنا الحلول وبما يؤدي للحد منها والتقليل من معدلاتها وحماية فلذات أكبادنا من احتمالية تورطهم في قضايا تؤثر على مستقبلهم.
وزارة الداخلية لا يمكن ان تتحمل مسؤولية مواجهة العنف منفردة فهي ليست معنية بتوجيه أولياء الأمور بتجنب إعطاء سيارتهم للأحداث حتى يستهتروا بها او يرتكبوا بها جريمة، وليس من مسؤولياتها مراقبة الأبناء ومعرفة من يصاحبون أو سلوكياتهم وسط أفراد أسرهم... الخ.
نعم «الداخلية» معنية بالحد من الجرائم عبر الأمن الوقائي وبتكثيف الانتشار الأمني وتعقب المخالفين للقانون وملاحقة المستهترين وإحالتهم للاختصاص، وتطبيق القانون على الجميع بمسطرة واحدة ودون أي مجال للتدخلات أو الواسطة.
التحقيقات غالبا ما تخلص إلى ارتباط جرائم يتخللها عنف بتعاطي المخدرات، وهو ما يتطلب بذل جهود أكبر للحد من انتشارها ووضع الاستراتيجيات لمواجهة الآفة، ورصد ميزانيات للوقاية والمكافحة والعلاج، وان نضع في الاعتبار أن الكويت تخوض حربا شرسة وجب أن نشارك جميعا في مواجهتها بكل السبل.
إحدى الوسائل المهمة للحد من جرائم العنف تتمثل في ضرورة استغلال طاقات الشباب بحيث لا يقعون فريسة للفراغ والتركيز على سلوكياتنا كآباء وأمهات، لتكون قدوة في التسامح ونبذ العنف وحث الأبناء على الابتعاد عن الألعاب الإلكترونية بما تحمله من عنف، وتقوية الوازع الديني وزرع الأخلاق الإنسانية في قلوب الأبناء كالتسامح واحترام الآخرين.
وزير التربية د.عادل المانع وضع ملف العنف في بؤرة الاهتمام بأن التقى الأسبوع الماضي برئيس «الجمعية الكويتية ضد العنف» لمناقشة أسباب انتشار العنف في المدارس بعد أيام من المشهد المروع لشاب يندفع بسيارة وسط حشد من الطلاب. الخطوة التي قام بها وزير التربية مهمة ولكن تحتاج إلى خطوات لاحقة وبشكل متسارع، حفظ الله الكويت من كل مكروه.
آخر الكلام
كل الشكر للإدارة العامة للمرور على تجاوبها مع ملاحظة الأخت الفاضلة د.غنيمة الشرهان، والتي تناولتها في «نافذتي»، بشأن تجاوزات مرورية خطيرة في شارع دمشق، وتحرير أكثر من 160 مخالفة وإحالة مركبات ودراجات نارية إلى كراج الحجز. نأمل استمرار هذه الحملات للحد من المخالفات الخطرة في جميع المناطق والطرقات وتعقب شباب يستغلون الأمطار في تعريض حياتهم وحياة الآخرين للخطر.