بيروت - زينة طبّارة
رأى عضو كتلة تجدد النائب أديب عبدالمسيح ان الهدنة بين غزة وإسرائيل، لا تعني ان الأوضاع الأمنية في لبنان وتحديدا في الجنوب، قد عادت إلى طبيعتها، إذ تبقى احتمالات الحرب قائمة في ظل افتقاد الحكومة قرار الحرب والسلم باعتراف رئيسها نجيب ميقاتي، معتبرا بالتالي انه إزاء هذا الواقع الضبابي، فإن أكثر ما هو مطلوب اليوم من القوى السياسية، هو التفافها حول الجيش، المؤسسة العسكرية الوحيدة القادرة على حماية لبنان وضمان أمنه، والتمسك بالتالي بتركيبته الحالية بقيادة العماد جوزاف عون، الى حين انجلاء الصورة وانتخاب رئيس للجمهورية. ولفت عبدالمسيح في تصريح لـ «الأنباء»، الى ان الخلاف القائم بين التيار الوطني الحر من جهة وغالبية القوى السياسية من جهة ثانية، حول التمديد للعماد جوزاف عون من عدمه، او اقله تأجيل تسريحه، قد يشهد خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مقاربات جديدة تنتهي بإيجاد قاسم مشترك يبقي قيادة الجيش على تشكيلتها الحالية، لاسيما ان تلميحات تشي بأن حزب الله بات على يقين ما بعد الهدنة، بأن المس بالجيش في الوقت الراهن سينعكس سلبا على كل لبنان، وانه قد يدخل بالتالي على خط الجهود لتقريب وجهات النظر، في محاولة لتبديد العقبة الباسيلية، وبالتالي إبقاء العماد عون على رأس المؤسسة العسكرية.
وردا على سؤال، لفت عبدالمسيح الى ان انتخاب رئيس الجمهورية، يبقى الخطوة الأهم والأساس لتفادي وقوع البلاد في مطبات دستورية اقل ما يقال فيها انها تزيد من عمودية الانقسام بين الفرقاء اللبنانيين، مشيرا على سبيل المثال، الى ان أزمة قيادة الجيش ألهت القوى النيابية عن الاستحقاق الرئاسي، فيما المطلوب واحد لا غير، انتخاب رئيس للجمهورية وعودة الانتظام العام الى المؤسسات الدستورية، إلا ان حسابات الربح والخسارة لدى النائب جبران باسيل، وحسابات الأجندة الإيرانية لدى حزب الله، حالت حتى الساعة دون إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وبالتالي الى توالي الفراغات في المواقع المارونية الأولى، إضافة الى موقع مدير عام الأمن العام.
وعليه أعرب عبدالمسيح عن اعتقاده أن تراكم الفراغات في المواقع الرئيسية قد ينتهي بسلة كاملة من التفاهمات بما فيها شكل ومضمون ورئاسة الحكومة المقبلة، وأن تحمل زيارة المبعوث الفرنسي الخاص جان ايف لودريان الى لبنان، خريطة الطريق الى تلك السلة برعاية اللجنة الخماسية، بما ينهي أزمة رئاسة الجمهورية ويعيد قطار الدولة الى سكته الطبيعية، علما ان حزب الله مازال حتى الساعة متمسكا بمواصفات الرئيس التي تتناسب وسياساته الإقليمية، ومازال جبران باسيل يرنو باتجاه عودته الى قصر بعبدا ولو عبر شخصية رئاسية تكون مقربة منه ومحسوبة عليه، لكن يبقى الأمل كبيرا بإنجاز تسوية شاملة تخرج لبنان من الفوضى عبر انتخاب رئيس مقبول من الجميع.