قبيل فتح مكة، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يمكث في معسكره بين أصحابه، يعزم على ان يفاجئ أهل مكة بالغزو، وكان الأمر سرا بينه وبين أصحابه، وكانت قريشا من انتهك العهد، حيث اغار بنو بكر بمساعدة قريش على قبيلة خزاعة في السنة الثامنة للهجرة.
فماذا فعل حاطب بن أبي بلتعة؟
لم يلتزم حاطب بن أبي بلتعة بالسرية التي أضفاها النبي صلى الله عليه وسلم على الغزو، بل على العكس، أفشى سرا عسكريا، بل سرا من اسرار النبي صلى الله عليه وسلم واجه الرسول حاطب بن أبي بلتعة بما في الكتاب، فما كان تبريره إلا أن قال إنه ليس له قرابة بقريش، وكل المهاجرين مع الرسول لهم أهل وعشيرة هناك سيحتمون بهم، فأراد لكم، وفي رواية أخرى أمر النبي فيها المسلمين بألا يسيئوا إلى حاطب: صدق حاطب بن أبي بلتعة، فلا تقولوا لحاطب إلا خيرا.
وقد أعقب ذلك نزول الوحي بآيات القرآن من سورة الممتحنة يأمر الله فيه المسلمين ألا يتخذوا أعداء الله وأعداءهم أولياء، وقال الطبري في تفسيره كان حاطب بن ابي بلتعة صحابيا جليلا، وشهد مع الرسول غزوات كثيرة، وقال عنه الذهبي في «سير أعلام النبلاء» إنه كان من الرماة الموصوفين، وقد شهد احدا مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي: رضي الله عنك مرتين.