مع تجاوز العقبات التي كادت ان تودي بالهدنة الانسانية بين اسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة أمس، بفضل الجهود التي تقودها قطر بالمشاركة مع مصر والولايات المتحدة والنجاح في تمديدها ليوم سابع أمس، تجددت الدعوات لتمديد وقف اطلاق النار لفترات أطول وصولا الى الهدنة الدائمة، خصوصا مع قدوم وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن الى المنطقة ما اعطى زخما للمفاوضات.
وخلافا لليوم السادس من الهدنة والتي تأخر فيها تبادل الاسرى والمحتجزين إلى ما بعد منتصف الليل، بدأت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، تسليم الدفعة السابعة من الاسرائيليين باكرا أمس. وكان اللافت اعلانها انه جرى تسليم اثنتين من الرهائن للصليب الأحمر الدولي في ميدان فلسطين وسط مدينة غزة وفي وضح النهار، غير بعيد عن المواقع التي توغلت فيها القوات الاسرائيلية في شمال القطاع. وشملت هذه الدفعة 30 معتقلا فلسطينيا من نساء وقصر، مقابل 10 اسرائيليين. وكانت «القسام» عرضت تسليم 7 اسرائيليين و3 جثث وهو ما رفضته اسرائيل وكاد ينهي الهدنة، لولا تدخل الوسطاء كما اعلن الجيش الاسرائيلي.
إلى ذلك، طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائه بلينكن في رام الله أمس، إلزام «حكومة الاحتلال بالوقف الفوري للإجراءات والانتهاكات بحق الأسرى»، مشددا على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في غزة ووقف العدوان الإسرائيلي بشكل كامل، مجددا رفضه التهجير القسري للفلسطينيين سواء في القطاع أو الضفة الغربية بما فيها القدس.
إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير بلينكن شدد على ضرورة تهدئة التوتر في الضفة الغربية خلال اجتماعه مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ.
وأضافت الوزارة أن بلينكن حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اتخاذ خطوات فورية لمحاسبة المستوطنين على العنف بحق الفلسطينيين.
وفي وقت سابق، قال نتنياهو لبلينكن إنه تعهد بالقضاء على حركة حماس، مضيفا «ولن يوقفنا أي شيء»، في حين قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر في بيان إن بلينكن «شدد خلال اجتماعه مع نتنياهو على ضرورة مراعاة الاحتياجات الإنسانية وحماية المدنيين في جنوب القطاع قبل أي عملية عسكرية هناك».
من جهته، حث ملك الأردن عبد الله الثاني مسؤولي الإغاثة التابعين للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية على زيادة الضغط على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر حيث يتفاقم الوضع الإنساني.
ونقل المسؤولون أن الملك عبد الله قال خلال اجتماع طارئ في عمان لمسؤولين من الأمم المتحدة ورؤساء منظمات غربية غير حكومية وممثلين عن مانحين عرب بأنه من غير المقبول أن تستمر إسرائيل في عرقلة تدفق المساعدات الكافية إلى القطاع المكتظ بالسكان ويقطنه 2.3 مليون شخص.
وقال أحد المشاركين في الاجتماع الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأن المناقشات تجري في سرية بناء على طلب القصر الملكي إن «العاهل الأردني حث أسرة المساعدات الدولية على القيام بدورها وإنقاذ سكان غزة الذين عانوا من حرب وحشية حولت أرضهم إلى مكان غير صالح للعيش».
بدوره، قال مارتن غريفيث منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة وكبار مسؤولي وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الذين حضروا المؤتمر للوفود إنه من الضروري أن تعيد إسرائيل فتح معبر كرم أبو سالم الحدودي الذي كان يمر من خلاله أكثر من 60 % من حمولة الشاحنات المتجهة إلى غزة قبل الحرب.
وقال رئيس إحدى المنظمات غير الحكومية الغربية البارزة «هذا هو ما سيحدث فارقا حقيقيا»، لكنه شكك في أن إسرائيل ستوافق على هذا الإجراء قبل إنهاء حملتها للقضاء على حماس.
وذكرت جولييت توما المتحدثة باسم الأونروا «قبل الحرب كانت غزة تستقبل 500 شاحنة يوميا. ولم نقترب أبدا من هذا الرقم منذ السابع من أكتوبر».
وفي السياق، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن «علينا أن نبني جسرا يتجاوز وقف إطلاق النار في غزة إلى عملية سياسية»، مشيرة إلى أنه «لا يمكن أن تعيش إسرائيل في أمان إلا إذا عاش الفلسطينيون في أمان».
إلى ذلك، اتهمت وزارة الصحة في غزة «الاحتلال بالتحكم في مسار المساعدات الطبية التي تدخل إلى غزة». وأكدت أن «حجم ما دخل من مساعدات طبية إلى المستشفيات لم يصل إلى المستوى المأمول». بحسب ما نقلت عنها قناة «الجزيرة». وأكد الحاجة لإخراج مئات الجرحى إلى خارج القطاع لإنقاذ حياتهم.
من جهتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية انها منذ السابع من أكتوبر الماضي وثقت وقوع 427 هجوما على المنشآت الصحية في قطاع غزة والضفة الغربية، منهم 203 في القطاع.
وقالت المنظمة إن الهجمات أسفرت عن مقتل 560 شخصا في غزة، و6 أشخاص في الضفة الغربية، فضلا عن إصابة 718 آخرين بغزة، و40 في الضفة.
القسام تفرج عن 8 محتجزين منهم 3 مزدوجي الجنسية.. وتل أبيب تطلق سراح 30 فلسطينياً بينهم 7 أسيرات و23 قاصراً
قطر تعلن إتمام الإفراج عن الدفعة السابعة من المحتجزين والأسرى بين "حماس" وإسرائيل
عواصم - وكالات: أتمت حركة المقاومة الفلسطينية حماس وإسرائيل الإفراج المتبادل للأسرى والمحتجزين في سابع أيام الهدنة الإنسانية المؤقتة في غزة.
واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إفراج "حماس" عن ثمانية محتجزين إسرائيليين، ثلاثة منهم يحملون أيضا جنسيات أوروغواي والمكسيك وروسيا، بالإضافة إلى المحتجزتين الروسيتين اللتين تم أطلق سراحهما الأربعاء، ليكون الإجمالي 10 أشخاص، فيما أفرجت إسرائيل عن 30 فلسطينيا من القصر والنساء.
وقال الأنصاري في بيان على منصة "إكس" إن "المفرج عنهم من الإسرائيليين المحتجزين في غزة ضمن الدفعة السابعة شملوا 2 قصر و6 نساء منهم من مزدوجي الجنسية: مكسيكية، وروسية، واوروغوانية".
وأضاف "تضمن الفلسطينيون المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية 23 قاصرا و7 نساء". وأوضح " تم احتساب المواطنتين الروسيتين اللتين تم الإفراج عنهم يوم الأربعاء ضمن هذه القائمة".
من جهتها، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها سلمت ستة إسرائيليين إلى الصليب الأحمر في قطاع غزة، وذلك عقب إطلاق امرأتين في نهار الخميس، لـ"يتم بذلك التسليم السابع للرهائن" بموجب اتفاق الهدنة.
وأعلنت إسرائيل أن المرأتين هما: ميا شيم (21 عاما) التي تحمل الجنسية الفرنسية أيضا، وأميت سوزانا (40 عاما)، وقد وصلتا الى داخل إسرائيل وتم التأكد من هويتهما وإجراء الفحص الطبي لهما.
ولاحقاً، أكد الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) في بيان مشترك تسلم قوات خاصة تابعة للجيش المحتجزين الإسرائيليين الثمانية ونقلهم إلى داخل إسرائيل، ومن ثم إخضاعهم للتقييم الطبي في مستشفيات إسرائيلية قبل لم شملهم مع أسرهم.
واعلنت وزيرة خارجية المكسيك أليسيا بارسينا عبر منصة إكس إطلاق سراح مواطنة من رهينتين مكسيكيتين محتجزتين في غزة ضمن الدفعة السابعة.
وشكرت بارسينا الحكومة القطرية على "وساطتها التي لا تقدر بثمن"، وقالت إن المكسيك لاتزال تعمل على تحرير الرهينة الثانية.
في المقابل، أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية إطلاق سراح الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين، والتي ضمت 30 فلسطينيا بينهم 7أسيرات و23 قاصراً، مشيرة إلى انه تم تجميعهم في سجن عوفر القريب من مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، حيث تسلمهم مندوبو الصليب الأحمر الدولي وتأكدوا من هوياتهم، قبل نقلهم إلى القدس المحتلة وبيتونيا في الضفة الغربية.
من جهتها، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نجاح فرقها في تسلم وتسليم المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم كدفعة سابعة ضمن تنفيذ اتفاق الهدنة المؤقتة في غزة.
وأظهرت لقطات تلفزيونية مصورة وصول الأسرى الفلسطينيين المحررين والتقاءهم بعائلاتهم وذويهم وسط تكبيرات وهتافات المئات الذين حملوا علم فلسطين رغم المضايقات التي قام بها جنود الاحتلال لمنع أي مظاهر للفرحة أو الاحتفال بالأسرى المحررين.