وصل أكثر من 100 لاجئ من اقلية الروهينغا المسلمة بينهم نساء وأطفال إلى إقليم آتشيه بأقصى غرب إندونيسيا، لكن السكان المحليين يهددون بإعادتهم إلى البحر.
وكان أكثر من 1000 من اللاجئين «الروهينغا» وصلوا إلى هذا الإقليم الشهر الماضي، في أكبر عدد من اللاجئين الوافدين إلى إندونيسيا منذ 2015، بحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.
وهنأت المفوضية إندونيسيا على «هذا المثال في التضامن والإنسانية» ودعت البلدان الأخرى في المنطقة إلى أن تحذو حذوها.
ولكن على أرض الواقع، نادرا ما يكون الترحيب ودودا.
وقال دوفا فضلي مسؤول قرية «إي مولي» التي وصلت إليها آخر مجموعة من «الروهينغا» لوكالة فرانس برس «عندما جئت، كان لاجئو الروهينغا قد وصلوا إلى الشاطئ».
وأوضح أن «العدد الإجمالي للاجئين هو 139، بينهم أطفال ونساء ورجال بالغون. لم نجر تعدادا لهم، بانتظار أن تقوم بذلك جهات معنية أخرى».
وقال ديلوارساه، وهو فتى من الروهينغا يبلغ من العمر 19 عاما، إن المجموعة غادرت بنغلاديش في أوائل نوفمبر الفائت وأمضت أكثر من 20 يوما في البحر في ظروف «خطيرة للغاية»، مضيفا أنه «سعيد» بوصوله إلى إندونيسيا.
ولكن فضلي قال إن «أهالي قرية إي مولي نرفض بشدة وصول اللاجئين الروهينغا» مضيفا «إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء خلال المهلة التي حددناها، فسنعيد اللاجئين الروهينغا إلى قاربهم».
وأكد فيصل الرحمن، مسؤول الحماية في مفوضية اللاجئين أن أكثر من 100 لاجئ وصلوا إلى سابانغ.
وأضاف «سننسق الوضع مع الحكومة المحلية».
وأظهرت صور ولقطات اطلعت عليها وكالة فرانس برس اللاجئين جالسين في صفوف على الشاطئ، يحيط بهم عناصر أمن وسكان محليون.
ويتعرض الروهينغا المسلمون لاضطهاد شديد في بورما ويخاطر الآلاف بحياتهم كل عام في رحلات بحرية طويلة ومكلفة، غالبا في قوارب متداعية، سعيا للوصول إلى ماليزيا أو إندونيسيا.
وتستقبل بنغلاديش حوالى مليون من الروهينغا الذين فروا من بورما، وغالبا ما يقيمون في مخيمات ذات ظروف سيئة.
ووفق مراقبين، غادرت قوارب أخرى سواحل بنغلاديش باتجاه إندونيسيا رغم قيام الشرطة الإندونيسية بدوريات لثنيها عن الوصول إلى الساحل، حيث حاول السكان صد اللاجئين في البحر أيضا.
في هذه الأثناء، دعت الأمم المتحدة إلى إنقاذ حوالى 400 من الروهينغا العالقين على متن سفينتين معطلتين «تنجرفان في بحر أندامان» الذي تطل عليه سواحل بورما وإندونيسيا وتايلاند.
كذلك، دعت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية إندونيسيا وماليزيا إلى استقبال اللاجئين.
وقال بول بروكمان، المدير الإقليمي لمنظمة أطباء بلا حدود في كوالالمبور، عاصمة ماليزيا، لفرانس برس «إنه موسم القوارب، لذا سيصل المزيد».
وأضاف «هؤلاء الأشخاص لا ينطلقون في البحر للمغامرة. لقد انطلقوا في هذه الرحلات بسبب اليأس والأمل في المستقبل».
ويعتقد أن أكثر من 3500 من الروهينغا حاولوا القيام بالرحلة المحفوفة بالمخاطر إلى دول جنوب شرق آسيا في عام 2022، وفقا لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.
ولقي نحو 350 من الروهينغا حتفهم أو فقدوا العام الماضي في محاولة عبور البحر، بحسب المفوضية.