- محمد بن زايد: نمضي نحو الأمام بعزيمة لا تقف عند حدّ متمسكين بجذورنا رافعين رايتنا إلى السماء
- محمد بن راشد: هدفنا الثابت الوصول بدولتنا إلى مصاف دول العالم الأكثر تقدماً وازدهاراً وفاعلية
- الإمارات تدعم جهود الوساطة والديبلوماسية لحل النزاعات الدولية
- 70 ألف شخص من 198 دولة يحلّون ضيوفاً على دبي في «COP28»
52 عاما من الترابط والتعاون و«الاتحاد» تعبد الطريق لرحلة دولة الامارات العربية المتحدة نحو «غد مستدام» وهو ما تكرسه احتفالات اليوم الوطني لهذا العام.
وتستند «رحلة نحو غد مستدام» إلى رؤية الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. ويتجسد فيها الفخر والاعتزاز بالروح الوطنية والوحدة التي تحققت في هذا الوطن المزدهر.
والراهن ان الثاني من ديسمبر ليس كباقي الأيام الإماراتية المليئة بالإنجاز والتنمية والبناء، يوم وقع حكام الامارات السبع: أبو ظبي، دبي، أم القيوين، الفجيرة، الشارقة، عجمان، ورأس الخيمة، اتفاقية الاتحاد وإنشاء دولة الامارات العربية المتحدة عام 1971.
«في الاتحاد قوة، وفي التفرقة ضعف» لم يعد مثلا يقال على الالسن بل أصبح منهاجا وأسلوب حياة وواقعا تطبقه الأجيال، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وباقي حكام الامارات.
ففي زمن قياسي، نجحت دولة الإمارات في وضع حجر الأساس لأبرز القطاعات التي أسهمت بشكل كبير في رفعة الدولة، ومن بينها: القطاع التعليمي والقطاع الصحي والقطاع الاقتصادي. تأتي هذه الإنجازات في إطار استراتيجيات طموحة، تهدف إلى رفع المستوى المعيشي في الدولة وتوفير رغد العيش لأبنائها. ركزت القيادة الإماراتية، منذ بداية تأسيس الاتحاد الإماراتي، على تطوير هذه القطاعات الحيوية، إيمانا بأن الحياة الكريمة تتطلب توفير أعلى مستويات الصحة والتعليم. فقام الآباء المؤسسون ببناء نهضة الدولة، وواصل شيوخ الدولة الحاليين هذه المسيرة بإرادة قوية تعكس إنجازات دولة الإمارات الحديثة التي تشمل التميز والإبداع وتحقيق المراكز الأولى، استمرارية هذا التفاني والالتزام نحو بناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة.
وقد وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة كلمة مصورة بمناسبة عيد الاتحاد قال فيها «تتجدد عزيمتنا، نتمسك بجذورنا، ونرفع رايتنا ورؤيتنا إلى السماء».
وأضاف: «إلى الشعب الإماراتي الكريم، الى سند الوطن وقوته، إلى كل من يعتبر الإمارات وطنا وكل من يسهم في أن نخطو خطوة أخرى من أجل الوطن.. نحن محظوظون بكم.. تمضي الأعوام من عمر هذا الوطن.. عاما بعد عام ونحن نمضي نحو الأمام يدا بيد وقلبا بقلب، وعزيمة لا تقف عند حد، متمسكين بجذورنا في هذه الأرض المباركة، رافعين رايتنا ورؤيتنا إلى السماء، كل عام والوطن بكم جميعا أجمل، الحمد لله على نعمة الإمارات، الحمد لله على نعمة شعب الإمارات».
من جهته، أكد الشيخ محمد بن راشد «أن ذكرى قيام اتحادنا ودولتنا حافلة بالفضائل والمعاني النبيلة والدروس والعبر، وهي بمنزلة جسر يصل حاضرنا بماضينا، ونافذة نطل منها على مستقبل نريده أكثر إشراقا وتألقا».
وفي كلمة له بمناسبة عيد الاتحاد الـ 52 أوردتها وكالة الأنباء الرسمية «وام».. توجه إلى أبناء وبنات الإمارات بالقول: «إن ذكرى قيام اتحادنا ودولتنا حافلة بالفضائل والمعاني النبيلة والدروس والعبر. وهي بمنزلة جسر يصل حاضرنا بماضينا، ونافذة نطل منها على مستقبل نريده أكثر إشراقا وتألقا. اليوم تظلل صورة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أرجاء وطننا، نراه في كل إنجاز حققناه، وفي كل تقدم أحرزناه، فالبناء لا يعلو من دون أسس متينة، وعمران البشر والحجر لا ينجح ويتحقق من دون رؤية صائبة، والنهر لا يجري من دون منبع غزير».
وأضاف «لقد أرسى الشيخ زايد وعضيده الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وإخوانهما حكام الإمارات، طيب الله ثراهم جميعا، أسس الاتحاد المتينة وقواعده الراسخة، وأطلقوا مسيرة التنمية الشاملة، وعلى نهجهم سار وارثو المجد والمسؤولية، لتتواصل المسيرة بقيادة أخي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، الأمين على حاضرها ومستقبلها، والحكيم في إدارة شؤونها، والساهر على توطيد أمنها واستقرارها وازدهارها. أسأل الله أن يحفظه ويسدد خطاه، ويحقق آماله، ويمكنه من المضي قدما بدولتنا وشعبنا إلى العلا».
وتابع: «في مستهل عامنا الاتحادي الجديد نتطلع بثقة وتفاؤل لتحقيق هدفنا الثابت، وهو الوصول بدولتنا إلى مصاف دول العالم الأكثر تقدما وازدهارا وفاعلية. ومبعث ثقتنا وتفاؤلنا هو إيماننا بأننا نستطيع، نعم نستطيع بما نملكه من قدرات وإنجازات وخبرات ذاتية وكفاءات وطنية، وبما نحققه سنويا من تقدم في كل جوانب التنمية المستدامة والتنافسية، وهو تقدم تشهد له المؤسسات الدولية ذات الاختصاص في مؤشراتها السنوية».
الأرقام تتحدث
وأكد أن الاستعداد للمستقبل بات «من ثوابت عملنا. نستعد له بالرؤى والاستراتيجيات والخطط والمؤسسات المتخصصة، ونترك لأعمالنا وإنجازاتنا التحدث نيابة عنا. وقد حرصنا منذ زمن بعيد على استشراف المتغيرات وتهيئة متطلبات التفاعل الإيجابي مع تحدياتها المنطوية دائما على مخاطر وفرص، ولم يساورنا الشك لحظة في قدرتنا على اغتنام الفرص وتحييد المخاطر، وهو ما مكننا من التكيف مع المتغيرات وهكذا كانت دولتنا سباقة في استيعاب الأبعاد المصاحبة لثورة المعلومات والاتصالات، وللصناعات الفضائية، وللطاقة النظيفة، وللثورة الصناعية الرابعة، وللذكاء الاصطناعي.وفي سياق استعدادنا للمستقبل استلهمنا من رؤية «مئوية الإمارات 2071» واستراتيجية «نحن الإمارات 2031» بأن نكون المجتمع الأكثر ازدهارا عالميا، والمركز العالمي للاقتصاد الجديد، والداعم الأبرز للتعاون الدولي، والمنظومة الحكومية الأكثر ريادة وتفوقا».
وقال: «وقد اقتضى تحقيق هذه الأهداف إعادة هيكلة الوزارات، والهيئات المتخصصة، وتطوير التشريعات بما يوفر المرونة والسرعة في اتخاذ القرارات، ونتيجة لذلك أنجزنا هذا العام أكثر من 152 مشروعا حكوميا واتحاديا في كافة القطاعات، وقطعنا شوطا مهما على طريق تحقيق هذه الأهداف. وعلى سبيل المثال تجاوزنا في العام الماضي كل الآثار التي ترتبت على جائحة كورونا. وارتفع ناتجنا المحلي الإجمالي من 1.49 تريليون درهم سنة 2021 إلى 1.62 تريليون درهم سنة 2022. ويقدر البنك الدولي نموا في ناتجنا المحلي في العام 2023 بنسبة 3.4%، وفي الناتج غير النفطي 4.5%. أما حجم التجارة الخارجية غير النفطية فقد ارتفع إلى 2.23 تريليون درهم من 1.91 تريليون درهم العام 2021. وارتفع الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 10% مسجلا 22.73 مليار دولار». وأضاف «تعلمون أن الهدف الأول الذي يتصدر أهداف رؤية «نحن الإمارات 2031» هو أن يكون مجتمعنا الأكثر ازدهارا في العالم. والواقع أن هذا الهدف هو غاية بقية الأهداف، بل هو غاية سعى إليها آباء التأسيس وآباء التمكين. وسيظل ازدهار وطننا وسعادة شعبنا محورا لكل رؤانا واستراتيجياتنا وخططنا ومشاريعنا، كما سيظل البوصلة التي تهتدي بها ميزانيات الاتحاد، والتي تخصص النسبة الأكبر من مصروفاتها للمنافع الاجتماعية».
«COP28» تقدير عالمي للإمارات
وليس أدل على الثقة الدولية والتقدير العالمي لدور الامارات وجهودها الرائدة ومبادراتها المبتكرة على جميع الصعد ورؤيتها الاستشرافية والمستقبلية الطموحة، سوى فوزها بتنظيم الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» للعام 2023 في أبوظبي، الذي يتزامن مع احتفالاتها باليوم الوطني لهذا العام.
واستهلت دولة الإمارات عام 2023 بـ «عام للاستدامة» حاملا شعار: «اليوم للغد»، وتضع ضمن أولوياتها تعزيز الوعي بالاستدامة البيئية ومواجهة التحديات المرتبطة بتغير المناخ، حيث تتزامن احتفالات الإمارات بيوم الاتحاد مع استضافتها الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) في مدينة إكسبو دبي ويستمر حتى 12 ديسمبر الجاري، حيث يجمع المئات من قادة العالم والخبراء سعيا لاحتواء المخاطر المحدقة بعالمنا.
ولطالما نظرت دولة الإمارات إلى العمل المناخي باعتباره فرصة للمساهمة في حلول عملية لمشكلة عالمية تؤثر على جميع الدول في ظل تنويع اقتصادها وخلق المعرفة والمهارات والوظائف للأجيال القادمة. وشهد المؤتمر انطلاقة غير مسبوقة، حيث أعلن رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد إنشاء صندوق للمناخ بقيمة 30 مليار دولار يستهدف جذب استثمارات بقيمة 250 مليار دولار بحلول نهاية العقد.
وجاء في بيان صادر عن رئاسة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ أن الصندوق الذي يطلق عليه «ألتيرا»، يخصص 25 مليار دولار لاستراتيجيات المناخ وخمسة مليارات دولار تخصص تحديدا لتحفيز تدفقات الاستثمار إلى جنوب الكرة الأرضية.
كما تبنى «COP28» في يومه الأول قرار تنفيذ إنشاء صندوق «الخسائر والأضرار» المناخية للتعويض على الدول الأكثر تضررا من تغير المناخ، وقد استهلت الإمارات إعلان إطلاق الصندوق بالاعلان عن المساهمة بمبلغ 100 مليون دولار.
وعلى مدى أيامه الـ12 يشارك في المؤتمر أكثر من 70 ألف ضيف من 198 دولة، من رؤساء دول وقادة حكومات ووزراء ومسؤولي شركات ومنظمات دولية وأكاديميين وإعلاميين حطوا رحالهم في الإمارات لمناقشة الحفاظ على الكوكب للأجيال القادمة.
الإمارات وحقوق الإنسان
حققت دولة الإمارات إنجازات مهمة في مجال حقوق الإنسان وتواصل على مدى الخمسين عاما القادمة تعزيز جهودها للمحافظة على مكانتها كواحدة من أفضل دول العالم للعيش والعمل، بناء على نظرتها المستقبلية واهتمامها بالتنوع الاجتماعي والثقافي من خلال استثمار حكومة دولة الإمارات في دعم قدراتها لتحديث القوانين والممارسات التي تعكس التعددية مع احترامها لتراثها وتقاليدها، وقد حققت دولة الإمارات تقدما ملحوظا في عدد من القضايا.
وفي 4 أكتوبر 2023، اعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تقرير دولة الإمارات الرابع لحقوق الإنسان خلال الدورة الـ 54 للمجلس التي عقدت أعمالها في جنيف. وقد فازت دولة الإمارات بعضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للفترة 2022-2024 للمرة الثالثة في تاريخها. وجاء انتخاب الإمارات العربية المتحدة لهذا المقعد تقديرا لجهودها المستمرة في تعزيز وحماية حقوق الإنسان على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية.
وتقوم دولة الإمارات وبشكل مستمر بدراسة كافة المعاهدات والاتفاقيات الدولية ومدى انسجامها مع تشريعاتها وسياساتها الوطنية، وبما يسهم في تعزيز وحماية حقوق الإنسان. وفي هذا السياق، تعمل دولة الإمارات حاليا على إعداد الخطة الوطنية لحقوق الإنسان والتي ستركز بشكل رئيسي على تنفيذ التوصيات التي قبلتها في إطار المراجعة الدورية الرابعة.
عضوية مجلس الأمن الدولي
ولا شك أن دولة الإمارات تسعى دائما لدعم جهود الوساطة وإعلاء الحلول الديبلوماسية للنزاعــــات واستباق التحديات، وتحقيق أهداف المجلس في حماية الأمن والسلم الدوليين.
وترى دولة الإمارات أهمية الحفاظ على نظام دولي قائم على احترام سيادة الدول واستقلالها وسلامة أراضيها، تعزز فيه العلاقات الدولية بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. وخلال فترة عضويتها في مجلس الأمن التي امتدت لعامين (وتولت خلالها رئاسة المجلس مرتين) اضطلعت دولة الإمارات بدور بارز للتصدي لبعض التحديات الحاسمة في عصرنا مثل تشجيع حل النزاعات بالطرق السلمية، وإعطاء الأولوية للإغاثة الإنسانية، والحفاظ على السلام، ومعالجة الأزمات الصحية العالمية، وتسخير إمكانات الابتكار، وتطوير المنظومة الدولية لمكافحة الإرهاب، ودعم المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة وتعزيز مشاركتها المتساوية والهادفة في حل النزاعات وفي عمليات السلام، واستخدام التكنولوجيا لتعزيز السلام، ومكافحة الإرهاب، والاستجابة والتعافي منها، فضلا عن قضايا أخرى.وهنا لا بد من الإشارة إلى القرار التاريخي رقم 2686 بشأن التسامح والسلم والأمن الدوليين الذي اشتركت في صياغته دولة الإمارات - خلال رئاستها الثانية للمجلس في يونيو 2023 - مع المملكة المتحدة والذي يقر للمرة الأولى بأن خطاب الكراهية وأعمال التطرف مرتبطان ارتباطا مباشرا بانتشار النزاعات، وتفاقمها، وتكرارها.
إنجازات الإمارات في قطاع التعليم
لقد كان قطاع التعليم ومازال أحد أبرز شواهد وأسباب نهوض الدولة، حيث شهدت مراحل تطور التعليم نقلات نوعية مميزة وملحوظة من فترة لأخرى، إذ تؤمن القيادة بأهمية أن يتسلح أبناؤها بالعلم ليكونوا قادرين على الارتقاء بمستوى الإمارات في شتى المجالات، لذا وفر تعليم رفيع المستوى لكل أبناء هذا الوطن والقاطنين فيه. هذا، وأصبحت الإمارات تحتضن أشهر الجامعات العالمية، وعليه تتوافر في الوقت الحاضر خيارات لا حصر لها للراغبين في استكمال الدراسة في الإمارات، كما تعد موطنا لأشهر المدارس العالمية المرموقة التي تعتمد مناهج عالمية.
خلال مسيرة الارتقاء بقطاع التعليم، حققت دولة الإمارات العديد من الإنجازات أبرزها تحقيق المركز الأول عالميا عام 2021 في 3 من المؤشرات المرتبطة بالهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة «التعليم الجيد». واحتلت الإمارات المركز الأول في كل من مؤشر الالتحاق بالتعليم الابتدائي، ومؤشر معدل الإلمام بالقراءة والكتابة ضمن تقرير الفجوة بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.
كما احتلت المرتبة الأولى في انتقال الطلبة الدوليين ضمن الكتاب السنوي للتنافسية العالمية الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية. ومن أهم إنجازات في جودة التعليم، وفقا للبوابة الرسمية، تخصيص ما يقرب من 20% من حجم الإنفاق الرئيسي للحكومة لتطوير نظام التعليم، وتوفير تعليم مجاني لمواطني دولة الإمارات في المدارس العامة حتى مرحلة التعليم العالي، ووجود مجموعة كبيرة من أفضل الجامعات المعتمدة العامة والخاصة، وتخفيض نسبة الأمية في دولة الإمارات إلى أقل من 1%.
الاقتصاد
في القطاع الاقتصادي، سعت القيادة إلى أن تكون الإمارات المركز التجاري الأول في الشرق الأوسط والعالم أجمع، وبالرؤية الثاقبة التي تتمتع بها استطاعت المضي قدما نحو التميز وتحقيق الإنجازات، مثل: تنوع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، ما جعلها تسير على خطى ومنهج متقدمين فاقا التوقعات.
لفتت الإمارات أنظار العالم إليها لتكون الوجهة الأولى للراغبين في الاستثمار، بالإضافة إلى كونها المقصد الأول للشباب الراغبين في العمل وتأسيس حياة كريمة. هذا، ولا تقتصر إنجازات الدولة الاقتصادية على المشاريع والشركات، بل تعمل أيضا على تنظيم مؤتمرات ومنتديات يتهافت عليها المشاركون من حول العالم، نذكر منها منتدى الإمارات الاقتصادي.
وفي العام 2022، واصلت التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات تحقيق أرقام قياسية غير مسبوقة بعدما تخطت لأول مرة في تاريخها حاجز التريليوني درهم مسجلة 2 تريليون و233 مليار درهم في عام 2022 بنمو نسبته 17% مقارنة مع 2021. كما تجاوزت قيمة عمليات إعادة التصدير في 2022 حاجز 600 مليار درهم لأول مرة في تاريخها، مسجلة 614.6 مليار درهم، بنمو 14% مقارنة مع 2021. وسجلت واردات دولة الامارات رقما قياسيا جديدا بتجاوزها حاجز 1250 مليار درهم في عام 2022، مسجلة 1252.4 مليار درهم لأول مرة في تاريخها أيضا، بنمو 22% مقارنة بما تم تسجيله في عام 2021 وبلغ الناتج المحلي الإجمالي للدولة في العام 2022 بالأسعار الثابتة 1.62 تريليون درهم، محققا نموا إيجابيا قدره 7.9%، بينما بلغ بالأسعار الجارية 1.86 تريليون درهم بزيادة تجاوزت 337 مليار درهم عن العام 2021 محققا نموا قدره 22.1%.
الأمن والأمان
تؤمن دولة الإمارات بمدى أهمية السلام في حياتنا، لذا لا بد علينا في يوم الاتحاد الحديث عن إنجازات الدولة في هذا المجال، وعليه لم يقتصر التلاحم والاتحاد على أبناء الإمارات فقط، بل للمقيمين فيها دور فعال أيضا، إذ يرسم كل من يقطن على أرض الدولة لوحة استثنائية تجسد التآخي وتقبل الآخر، ما أسهم بأن تصبح الإمارات الأولى عالميا في مجال التعايش السلمي بين الجنسيات.وهذا غيض من فيض الإنجازات في بعض المجالات وملامح تقدمها ونهضتها التي تميزت بها الدولة بعد قيام الاتحاد.
السياحة في الإمارات
تعد الإمارات وجهة سياحية مثلى من عدة جوانب، نظرا لما تتمتع به من مميزات منها: الاستقرار الاقتصادي والسياسي، الموقع الاستراتيجي الذي يربط بين الشرق والغرب، الربط الممتاز بشركات الطيران العالمية الكبرى. البنية التحتية القوية والداعمة للسياحة، خيارات إقامة واسعة تلائم مختلف الطلبات والميزانيات، اضافة الى باقة متنوعة من الفعاليات والأنشطة التي تلبي احتياجات جميع الفئات العمرية.
كما تحظى الامارات بتنوع بيولوجي فريد، حيث تمتاز بجمال الصحاري، والواحات، والجبال، والوديان والسهول، وأشجار المانغروف، والشواطئ، وتنوع النباتات والحيوانات البرية والبحرية. ويشكل التسامح الديني والثقافي، حيث تحتضن دولة الإمارات 200 جنسية من مختلف الخلفيات الدينية والثقافية، ويعيشون على أرضها بتناغم وسلام، وكذلك انخفاض نسبة الجريمة ميزات إضافية تجعلها وجهة سياحية للكثيرين.
وحققت المنشآت الفندقية في عام 2021 على سبيل المثال، عوائد بقيمة 28 مليار درهم إماراتي بنمو يصل إلى 70% مقارنة بالعام الذي سبق. وتم حجز 75 مليون ليلة فندقية في 2021 بزيادة 42% مقارنة بعام 2020.. وأكثر من 67% نسبة إشغال فندقي على مدار العام.
المرأة الإماراتية شريكة النجاح
تحظى المرأة الإماراتية بمكانة استثنائية في مختلف الميادين، لهذا تم تخصيص يوم للاحتفال بمربية الأجيال العظيمة التي ما زال صدى صرخاتها المليئة بالتحدي والأمل يتردد في كل بقعة من بقاع الأرض. وتحتفل دولة الإمارات في 28 أغسطس من كل عام بيوم المرأة الإماراتية، وهو نفس اليوم الذي تأسس فيه الاتحاد النسائي العام. ويأتي هذا الاحتفال إيمانا من قيادة الدولة الرشيدة بأهمية مساهمات بنات الوطن ودورهن في جهود التنمية ورفاهية البلاد، وتقديرا وتكريما لما قدمنه لدعم مسيرة الدولة داخل الوطن وخارجه. وتحتفل جميع الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص بهذا اليوم. وعلى سبيل المثال، بلغت مشاركة المرأة في مجلس الوزراء أعلى المعدلات في العالم، الأمر الذي يعكس الموقف القوي الذي وصلت إليه المرأة الإماراتية بفضل التمكين والإشراك السياسي للمرأة في الحكومة. بالنسبة لتوزيع المناصب في المؤسسات الحكومية بحسب الجنس، مثلت المرأة 46.6% من إجمالي القوى العاملة، وتشغل 66% من وظائف القطاع العام منها 30% في مراكز صنع القرار، و15% في الأدوار التقنية والأكاديمية.
العلم والتكنولوجيا
كرست الإمارات ريادتها في مجال العلم والتكنولوجيا، وأطلق سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، شركة الذكاء الاصطناعي «AI71» التابعة لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة والمتخصصة في إدارة البيانات الحيوية. وتوفر شركة «AI71» خيارات التحكم اللامركزي في البيانات الخاصة بالجهات والمؤسسات المحلية والدولية لتعزيز مستوى خصوصية وأمن بياناتها الحيوية. وتستند الشركة الجديدة إلى نماذج الذكاء الاصطناعي المبتكرة «فالكون» التي طورها معهد الابتكار التكنولوجي، وتعتزم التركيز على مجالات متعددة لتقديم حلول وخيارات غير مسبوقة للشركات والمؤسسات العالمية في مجال التحكم في البيانات عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز مستوى الخصوصية وأمن البيانات. ويأتي إطلاق الشركة بعد نجاح معهد الابتكار التكنولوجي في تطوير النموذج اللغوي الكبير «فالكون»، بإصداراته «7 بي» و«40 بي» و«180 بي»، والذي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي لأغراض دعم البحث والتطبيقات التجارية. وستتولى «فينتشر ون»، ذراع المجلس المعنية بأنشطة التسويق التجاري، مسؤولية نقل الشركة الجديدة إلى السوق وإطلاق أعمالها في مجالات متعددة بدءا بالقطاعات الطبية والتعليمية والقانونية. كما نظم «منتدى دبي للمستقبل 2023» جلسات حول علاقة الإنسان والآلة، حيث اكد الخبراء في قطاعات الذكاء الاصطناعي والأتمتة والتعلم الآلي خلال مشاركتهم في أكبر تجمع عالمي لخبراء ومصممي المستقبل، أن العمل ضمن إطار مبتكر من التعاون سيمكن البشر من الاستفادة المثلى من الذكاء الاصطناعي والتحكم الآلي للمضي نحو المستقبل بخطى ثابتة وواثقة، وتحقيق هدف إعادة تصميم أشكال وأنظمة وأطر التعاون بين البشر في الجيل الواحد أو بين الأجيال المختلفة، وبين البشر والآلات، وبين الآلات نفسها.
ريادة دولية على مستوى الصحة
واصل قطاع الصحة في دولة الإمارات في عام 2023 حضوره المتميز وريادته الإقليمية والدولية على مستوى الخدمات الطبية والإنجازات العلمية ليؤكد مجددا جاهزيته وقدرته على مواجهة التحديات الصحية كافة وفق أفضل المعايير والأنظمة العالمية المعتمدة. وتضم دولة الإمارات عددا من المستشفيات، والعيادات، ومراكز الرعاية الأولية لتوفير الرعاية الصحية، بالإضافة إلى مدن الرعاية الصحية مثل مدينة الشيخ خليفة الطبية، ومدينة دبي الطبية، ومدينة الشارقة للرعاية الصحية، وتتوفر بالدولة خدمة البحث عن طبيب والبحث عن صيدلية.وجاءت الإمارات في المركز الأول في 3 مؤشرات تنافسية عالمية رئيسية بقطاع الصحة وهي وجود برامج وطنية للكشف المبكر ومؤشر مدى تغطية الرعاية الصحية ومؤشر تغطية الرعاية السابقة للولادة وفقا لتقرير مؤشر الازدهار الصادر عن معهد ليجاتيم. وحلت الدولة بالمركز الثاني عالميا والأولى إقليميا في مؤشر النتائج الصحية الصادر عن منظمة البيانات المفتوحة بتقرير مخزون البيانات المفتوحة 2022، والمركز الثالث عالميا والأول إقليميا في مؤشر قلة المشاكل الصحية الصادر عن معهد ليجاتيم في تقرير مؤشر الازدهار فيما جاءت في المرتبة السابعة عالميا والأولى إقليميا في مؤشر مستوى الرضا عن الرعاية الصحية الصادر عن المؤسسة ذاتها. وفي سياق متصل، تصدرت الإمارات قائمة مجموعة الدول في الشرق الأوسط وأفريقيا في مجال عدد الأدوية المبتكرة التي تحتوي على مادة فعالة جديدة وكذلك على صعيد سرعة دراسة واعتماد الملفات التنظيمية للأدوية. وتحقق الإمارات معدلات مرتفعة لنمو الإنفاق على الرعاية الصحية، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 7.4% ليصل إلى 30.7 مليار دولار بحلول عام 2027، حسب تقرير ألبن كابيتال التي أرجعت هذا النمو إلى النمو السكاني السريع بمعدل سنوي مركب 1.6% بين 2022 و2027، وزيادة تطبيق وتغطية التأمين الصحي الإلزامي، وازدهار قطاع السياحة العلاجية.