- الرئيس الروسي لنظيره الإماراتي: ننتظركم في قمة «بريكس» نهاية العام المقبل
- الرئيس الروسي لولي العهد السعودي: لدينا علاقات راسخة ولا شيء يمنع تحسينها
قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة اقليمية قادته الى كل من أبوظبي، حيث التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات، ثم الى الرياض حيث اجتمع مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي. وبحث بوتين مع الزعيمين العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك لاسيما الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة والحرب الأوكرانية، فضلا عن النفط والعلاقات التجارية.
وقال الرئيس الاماراتي في تغريدة على حسابه الرسمي في منصة «إكس»: «بحثت مع الرئيس فلاديمير بوتين في أبوظبي علاقات الإمارات وروسيا وسبل تعزيزها ودفعها إلى الأمام خاصة في المجالات التي تصب في خدمة التقدم والتنمية لمصلحة البلدين وشعبيهما».
وأضاف «الإمارات حريصة على بناء جسور التعاون التنموي مع مختلف دول العالم، ودعم كل ما يحقق الاستقرار والازدهار للجميع».
وأفادت وسائل اعلام اماراتية بأن الجانبين بحثا مختلف أوجه العلاقات بين البلدين وإمكانيات تنميتها في إطار الشراكة الإستراتيجية التي تجمع بينهما..إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وثمن الرئيس الاماراتي دور بوتين الفاعل في تنمية العلاقات الإماراتية -الروسية وازدهارها على مختلف المستويات.. فيما هنأ الرئيس فلاديمير بوتين الشيخ محمد بن زايد بمناسبة عيد الاتحاد، متمنيا لدولة الإمارات مزيدا من التقدم والنماء.
وتبادل الزعيمان وجهات النظر بشأن عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك وفي مقدمتها التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وضرورة تحرك المجتمع الدولي من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية الكافية إليهم ضمن آليات آمنة ودائمة ودون عوائق. وأكد الجانبان في هذا السياق أهمية العمل على إيجاد أفق واضح للسلام الدائم والشامل في المنطقة الذي يقوم على أساس «حل الدولتين».
كما تطرق اللقاء إلى مستجدات الأزمة الأوكرانية، حيث أكد الرئيس الإماراتي في هذا السياق أن أبوظبي تدعم تسوية مختلف النزاعات في العالم عبر الحوار والأساليب الديبلوماسية بما يعزز السلام والأمن العالميين، وذلك انطلاقا من نهج الإمارات الراسخ في دعم السلام والتعاون والاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي.
وتناول اللقاء مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» الذي يواصل فعالياته في «مدينة إكسبو دبي». وفي هذا السياق، أعرب الرئيس الروسي عن تمنياته بخروج المؤتمر بنتائج تسهم في إيجاد حلول بناءة للتحديات المناخية وتعزيز مسار العمل المناخي الدولي لمصلحة البشرية جمعاء.
وأكد الشيخ محمد بن زايد خلال اللقاء حرص دولة الإمارات على بناء جسور التعاون التنموي مع مختلف الدول في العالم ودعم كل ما يحقق الاستقرار والازدهار لجميع دول العالم وشعوبها.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية الرسمية عن الرئيس الإماراتي قوله خلال الاجتماع: «في البداية أود أن أشير إلى أن العلاقات بين دولة الإمارات وروسيا علاقة تاريخية، وشهدت خلال السنوات الماضية تطورا مستمرا في العديد من المجالات التي تخدم البلدين والشعبين الصديقين».
وأضاف: «أنتهز هذه الفرصة كي أثمن دوركم الفاعل في تقوية هذه العلاقات وحرصكم على تنميتها، وفي هذا السياق فإن الإمارات هي أكبر شريك تجاري خليجي لروسيا، وأكبر مستثمر عربي فيها». وتابع الرئيس الإماراتي: «في العالم الماضي زاد حجم التبادل التجاري غير النفطي بنحو 109%، وهذا الرقم مؤشر على النقلة الكبيرة وغير المسبوقة التي تشهدها العلاقات الثنائية».
وأضاف الشيخ محمد بن زايد: «يسعدنا التواصل معكم لتعزيز هذه العلاقات، وتوسيع مجالات التعاون في مزيد من النمو والتطور».
من جهته، دعا بوتين الرئيس الإماراتي إلى حضور قمة «بريكس» في مدينة قازان المخطط عقدها في أواخر العام المقبل.
وقال: «في عام 2024، ستترأس روسيا هذه المنظمة، وسنواصل الاتصالات على هذا المسار أيضا، وننتظركم في القمة التي ستعقد في قازان في أكتوبر من العام المقبل».
وتابع بوتين: «اليوم، وبفضل مواقفكم وصلت علاقاتنا إلى مستوى رفيع غير مسبوق. نحن على اتصال دائم معكم، وزملاؤنا يعملون معا باستمرار، وبالفعل فإن دولة الإمارات العربية المتحدة هي الشريك التجاري الرئيسي لروسيا في العالم العربي».
وأكد الرئيس الروسي «ارتفاع حجم التجارة العام الماضي بنسبة 67.7%، وأعتقد أنه سيكون أكبر هذا العام، وينطبق الشيء نفسه على النشاط الاستثماري، ويتم أيضا تعزيز التعاون الصناعي».
وأضاف: «نحن نتعاون على الساحة الدولية، ودولة الإمارات العربية المتحدة تقدم مساهمة كبيرة في استقرار الوضع في العالم كعضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وبطبيعة الحال سنبحث الأوضاع في أكثر المناطق سخونة، ولاسيما الصراع العربي الفلسطيني - الإسرائيلي، وسأطلعكم بالطبع على الوضع فيما يخص الأزمة الأوكرانية».
وفي قصر اليمامة في الرياض استقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان الرئيس الروسي بوتين، حيث اجريا جلسة مباحثات بحضور وفدي البلدين. وقال الأمير محمد بن سلمان إن «السعودية وروسيا تعملان معا لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط» وأشار إلى ان البلدين «يتعاونان بنجاح في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار»، مؤكدا ان لديهما «فرصا كبيرة لتوسيع التعاون بين البلدين».
بدوره، شكر بوتين دعوة ولي العهد السعودي، وقال: روسيا تتمتع بعلاقات جيدة مع السعودية في جميع المجالات بما في ذلك الاقتصادية ومن المهم تبادل الآراء حول الوضع في المنطقة، معتبرا أن اللقاء مع بن سلمان جاء في الوقت المناسب. وقال «لا شيء يمكنه منع تحسين علاقاتنا الودية». وأضاف أن الاجتماع القادم يجب أن يجري في موسكو. وتابع «لدينا علاقات راسخة وجيدة على صعيد السياسة والاقتصاد والمجال الإنساني».
وأضاف «على مدى السنوات السبع الماضية وصلت العلاقات بين روسيا والسعودية إلى مستوى غير مسبوق». وخاطب بوتين الأمير محمد بن سلمان قائلا «كان ذلك بفضل والدك، الملك».
وقال «السعوديون لا يخدعون ولا يغشون والعلاقة بين روسيا والمملكة مبنية على ذلك».