أخلاقيات الحرب
نريد أن نتعرف بشكل مفصل على أخلاقيات الحرب في الإسلام، وما الضوابط التي وضعها للتعامل في هذه الحال؟
٭ المسلمون محكومون بأخلاقيات الحرب التي وضع نظامها كتاب الله وسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فالله تبارك وتعالى يقول: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) البقرة 190، فإن الله ينهانا أن نقتل من لم يقاتل كالنساء والصبيان، والراهب والشيخ الكبير، والأعمى والمريض ونحوهم، وقد ورد في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في غزوة غزاها، وعلى مقدمته خالد بن الوليد، فمر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة مقتولة مما أصابت المقدمة، فوقف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ما كانت هذه لتقاتل»، فقال لأحدهم: «الحق خالدا فقل له: لا تقتلوا ذرية، ولا عسيفا. أحمد 17158. وأبو داود 2669. ولعل ذلك كان في غزوة حنين، ومن وصايا الخليفة أبي بكر لأمراء الجند: «لا تقتلوا امرأة، ولا صبيا، ولا كبيرا هرما، ولا تقطعوا شجرا مثمرا، ولا تخربن عامرا، ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا لمأكلة، ولا تغرقن نخلا ولا تحرقنه، ولا تغلل، ولا تجبُن»، قال ابن كثير في كتابه إرشاد الفقيه 2/320 وقد اتفق الفقهاء على فئات يحرم قتلهم وهم: النساء، والأطفال، والرهبان وكبار السن، والمرضى والعسفاء - وهم الأجراء والفلاحون - ويشترط في الجميع ألا يشتركوا في القتال، ولا يعينوا عليه بحال، بل إن الرهبان: لا يُتقلون، ولا يسترقون، بل نترك لهم ما يعيشون به من أموالهم، فقد ورد أن أبا بكر رضي الله عنه قال ليزيد: «وستجد أقواما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله، فذرهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له» وقد اتفق الفقهاء على أن من قاتل من هؤلاء بحمل السلاح أو كان يعين بخبرته وتخطيطه ونحو ذلك مما يعين على القتال، جاز قتلهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قتل يوم قريظة امرأة ألقت رحى على محمود بن سلمة، ولم يقتصر النهي عن الاعتداء النهي عن قطع الشجر، بل ورد النهي عن قتل الحيوانات، وتخريب الممتلكات لغير ضرورة الحرب.
هذه هي أخلاق الجيوش الإسلامية في آداب الحرب، وأما الذي نراه من الصهاينة من هدم البيوت على العوائل ويعلمون أن فيها النساء والأطفال، فلا غرابة فيه، لأن دينهم يحثهم على هذه الجرائم، فيبيح لهم القتل، فقد جاء في كتابهم «يا بنت بابل المخربة، طوبى لمن يجازيك جزاءك الذي جازيتنا، طوبى لمن يمسك أطفالك وتضرب بهم الصخرة». سفر المزامير (8:137 - 9) وأيضا «لا تشفق أعينكم» و«لا تعفوا، الشيخ والشاب، والعذراء والطفل والنساء، اقتلوا للهلاك» سفر حزقيال (6:9) بل قد تعدى ذلك لما هو أفظع من ذلك فيجيزون قتل الأجنة في بطون أمهاتهم، بشق تلك البطون، كما جاء في ذلك قولهم: «تُجازى السامرة: لأنها قد تمردت على الهها، بالسيف يسقطون، تُحطهم أطفالهم، والحوامل تُشق»، سفر هوشع (13:16). كما يجيزون قتل حتى الحيوانات، فمن نصوصهم «فالآن اذهب، واضرب عماليق، وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم، بل اقتل رجلا وامرأة، طفلا ورضيعا، بقرا وغنما، جـــملا وحـــمارا» سفر صموئيل الأول (3:15).