- المؤتمر يأتي ضمن مساعي «المركز» لتمكين المستثمرين من اتخاذ قرارات استثمارية مبنية على المعرفة
- جدول أعمال المؤتمر تضمن عدة موضوعات اقتصادية.. أبرزها تأثير ارتفاع الفائدة على الأسواق المختلفة
اختتم المركز المالي الكويتي «المركز» مؤتمره السنوي بعنوان «النظرة المستقبلية لعام 2024: الاتجاهات والفرص الاستثمارية»، والذي عقد في 5 ديسمبر الجاري بفندق فورسيزونز الكويت، بحضور نخبة من الخبراء من «المركز» ومؤسسات محلية ودولية مرموقة، بهدف مناقشة الرؤى والتطلعات للفرص الاستثمارية الناشئة في الأسواق الإقليمية والعالمية، وذلك ضمن مساعي «المركز» الدؤوبة لدعم المستثمرين في اتخاذ القرارات الاستثمارية السليمة.
وقد شهد المؤتمر مشاركة أكثر من 250 ضيفا حضروا للتعرف على الاتجاهات القادمة في البيئة الاستثمارية في الكويت ومنطقة الخليج والعالم بشكل عام، حيث استعرض خبراء «المركز» رؤاهم حول فئات الأصول المختلفة في مجال الأسهم والعقار والدخل الثابت، وكذلك الخدمات المصرفية الاستثمارية في مجال الاكتتابات العامة وعمليات الاندماج والاستحواذ.
وبحث المشاركون في المؤتمر عبر الجلسة النقاشية والعروض التقديمية العديد من المحاور المهمة لإطلاع المستثمرين على مستجدات الأسواق، وتوجيههم نحو أفضل السبل لتعزيز وتنمية محافظهم الاستثمارية خلال 2024، كما تضمن جدول أعمال المؤتمر عدة موضوعات اقتصادية، أبرزها: تأثير ارتفاع أسعار الفائدة على الأسواق والقطاعات المختلفة، وقد افتتح المؤتمر العضو المنتدب لإدارة الثروات وتطوير الأعمال في «المركز» عبداللطيف النصف، بكلمة ترحيبية.
نظرة عامة لأداء الأسواق
وتلا ذلك، عرض تقديمي من إعداد شركة مارمور مينا إنتليجنس، الذراع البحثية لـ«المركز»، قدمه محلل أول إدارة الاستشارات الاستثمارية في «المركز» خالد الصالح، نظرة عامة على أداء الأسواق والاقتصادات العالمية والإقليمية وأهم المخاطر التي يجب التحوط منها في خمسة مجالات أساسية، هي: أسعار الفائدة المرتفعة، وقوة العملة الأميركية، والمخاطر الجيوسياسية، وارتفاع أسعار النفط، وتباطؤ نمو الاقتصاد الصيني.
وسلط العرض الضوء على 10 موضوعات رئيسية سيتم التركيز عليها خلال الأعوام المقبلة، وهي: التغير المناخي، والتغير الديموغرافي، وتحول الطاقة، وارتفاع الديون العالمية، وتراجع العولمة، والتهديدات السيبرانية، والذكاء الاصطناعي، والسمنة، وإدمان وسائل التواصل الاجتماعي، والاقتصاد المتغير.
الجلسة النقاشية
وأقيمت الجلسة النقاشية تحت عنوان «أين تكمن الفرص الاستثمارية في قطاعات الأسهم والدخل الثابت والقطاع العقاري والخدمات المصرفية الاستثمارية؟»، التي أدارتها دينا الرفاعي، نائب رئيس تنفيذي، إدارة الثروات وتطوير الأعمال في «المركز»، وتحدث فيها سامي شبشب العضو المنتدب، شركة مار-جالف، الذراع العقارية لـ«المركز» في الولايات المتحدة الأميركية.
بالإضافة إلى رشا عثمان، نائب رئيس تنفيذي، الخدمات المصرفية الاستثمارية (أسواق المال والدخل الثابت) في «المركز»، ومحمد الغنام، نائب رئيس أول، أسهم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «المركز»، وعبدالرزاق رزوقي، نائب رئيس أول، إدارة الاستشارات في «المركز»، ومعاذ العتيقي، نائب رئيس، الاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «المركز».
واستعرضت الجلسة النقاشية أهم التطورات في أداء الأسواق والقطاعات والتوقعات المستقبلية لعام 2024 وأهم الفرص المتاحة للمستثمرين في القطاعات والأسواق الإقليمية والعالمية.
وفي الجلسة، تطرق سامي شبشب في رؤيته للتأثيرات المعاكسة (Headwinds) في القطاع العقاري العالمي، والتغير في فئات القطاعات العقارية في الأسواق العالمية، واستعرض توقعاته لأفضل القطاعات أداء في أسواق الدين، والفرص المتاحة من خلال إيجاد مصادر بديلة للتمويل، والتوسع في الأسواق الأوروبية والأميركية، وتوسيع شبكة الشركاء.
من جانبها، سلطت رشا عثمان الضوء على أبرز التحديات في سوق الدخل الثابت وأداء السوق، وأثر التحديات على سوق السندات الخليجي، وحجم الاكتتابات العامة الأولية الخليجية في عام 2023، إلى جانب البيئة التنظيمية المواتية للاكتتابات العامة والإدراجات، والفرص المتاحة للشركات العائلية لإدراج شركاتها في البورصة.
من جهته، استعرض محمد الغنام أداء أسواق المال الخليجية، وتوقعات النمو الاقتصادي في دول الخليج ونمو الأرباح خلال عام 2024، واستراتيجية الاختيار الانتقائية للأسهم.
أما عبدالرزاق رزوقي، فقد تحدث عن حجم عمليات الاندماج والاستحواذ في الخليج والكويت والتوقعات بنموها، ودور صناديق الثروة السيادية في السعودية والإمارات، والتحول الحالي في استراتيجيات المستثمرين، وتوقعات القطاعات المختلفة، وخاصة القطاع الصحي، والفرص المتاحة للشركات للدخول في قطاعات جديدة أو التوسع في القطاعات الحالية من خلال عمليات الاستحواذ، وعمليات الاندماج وخلق كيانات أقوى وأكبر.
بدوره، كشف معاذ العتيقي عن معدلات النمو المحتملة على المدى المتوسط المدعومة بالعوامل الاقتصادية، ونمو قطاع الإيجارات السكنية في فئة Class-A Buildings. وأشار إلى تزايد الفرص في السوق السعودي نظرا للدعم الحكومي.
وأوضح معاذ أن السوق الكويتي بات يحمل فرصا مهمة مع إقرار قانون المدن الإسكانية (السكن الخاص)، وفرص تطوير القطاع العقاري من ناحية القوانين، خاصة فيما يتعلق بالوساطة الإلكترونية وتطوير القطاع السكني.
وتضمنت فعاليات المؤتمر عرضا تقديميا لآرثر موكرزيكي، رئيس أسواق المال، أوروبا، باناتوني، بعنوان «نظرة حول القطاع العقاري اللوجستي في ظل أحدث التطورات»، والذي سلط الضوء فيه على أهم العوامل الرئيسية في سلاسل الإمداد والتصنيع في الأسواق الأوروبية، وأين يكمن الطلب، وأهم الفرص المتاحة في هذه الأسواق.
وتـلا ذلك عرض تقديــــمي لجيوفاني ليوناردو، رئيس إدارة الاستثمار، بنك شرودرز أند كو بعنوان «نظرة عالمية حول بناء المحافظ الاستثمارية في ظل التغيرات في الأسواق»، والذي تحدث فيه عن توقعات النمو العالمي والتضخم. وأكد أن الاقتصاد العالمي بدأ يشهد المزيد من المرونة تدريجيا، إلا أنه ما يزال عليه اجتياز بعض الخطوات الصعبة.
دروس ونجاحات ورؤى مستقبلية
اختتمت الفعاليات الرئيسية للمؤتمر بمقابلة خاصة مع الرئيس التنفيذي لشركة بورصة الكويت محمد العصيمي، تحت عنوان «دروس ونجاحات ورؤى مستقبلية»، والتي أدارها الرئيس التنفيذي في «المركز» علي خليل.
وتطرق فيها العصيمي إلى رحلته المهنية وعمله في القطاعين العام والخاص، والمراحل التي مرت بها بورصة الكويت وتجربة تخصيصها، وكيف يمكن تطبيقها على مؤسسات أخرى، وتطلعاته للتطوير في سوق المال الكويتي، كما قدم بعض النصائح للشباب لتلبية تطلعاتهم وتحقيق النجاحات في مسيرتهم المهنية.
واختتم النصف المؤتمر بشكر الحضور على ثقتهم في «المركز» وخبرائه، ومشاركتهم في المؤتمر السنوي، الأمر الذي يؤكد أن مؤتمر «النظرة المستقبلية للمركز: الاتجاهات والفرص الاستثمارية» يواصل تحقيق النجاح منذ انطلاقه عام 2021، حيث يحظى اليوم بقاعدة مشاركين ومتابعين واسعة، وبات حدثا مهما في القطاع المالي الكويتي يترقبه المستثمرون والمهتمون بالقطاع ويتطلع إليه نخبة خبراء أسواق المال والقطاعات المرتبطة بها في الكويت والمنطقة، باعتباره منصة لرصد المتغيرات وتتبع المستجدات واستشراف آفاق المستقبل في مختلف الأسواق العالمية.