يلجأ الكثير من السوريين إلى طرق قد تكون خطيرة لتسخين المياه خصوصا في الشتاء، مع استمرار غياب الكهرباء التي لا تتجاوز ساعات وصلها الساعة الواحدة باليوم في الكثير من المناطق، فيما أصبح المازوت الخاص بالتدفئة عملة نادرة يتم الحفاظ على ما توافر منها للأيام الباردة والمثلجة.
ويعاني من مشكلة تسخين مياه الاستحمام الكثيرون، مرجعين سببها لسوء التقنين الكهربائي في ظل انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، حيث لن تصل درجة حرارة السخان العادي لأكثر من 20°، أي أنها لا تكفي للاستحمام بشكل كامل. ويقول أحد المواطنين بحسب تقرير لموقع «أثر» انه يلجأ إلى تجميع روث الحيوانات وقشر القمح والشعير وعجنهم للحصول على مادة قابلة للاشتعال، وتجنبا للرائحة المنبعثة يقوم بتسخين المياه بوعاء معدني على سطح المنزل، مضيفا أنه «يخصص يوما بالأسبوع لكل فرد من أفراد العائلة».
توافقه إحدى ربات المنازل إذ تقول انها تعاني طوال فترة الشتاء من مشكلة تسخين المياه من أجل الاستحمام، لذلك خصصت يوما بالأسبوع لكل طفل من أطفالها، لأن كمية المياه المسخنة خلال ساعات الوصل لا تكفي لأكثر من ذلك.
مواطن آخر، يشرح أنه اشترى وعاء بلاستيكيا حيث يضع فيه سلكا معدنيا موصلا بالكهرباء، ليقوم بتسخين المياه بداخله مع ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر، وبحسب تجربته هذه «تسخين هذه الكمية من المياه بهذه الطريقة تكفي ليستحم بها شخصان»، موضحا أن «هذه الطريقة تفي بالغرض لكنها تشكل خطورة إذ يجب فصلها من الكهرباء قبل البدء بالاستحمام تجنبا للصعق».
ويلجأ آخر إلى «البابور» لتسخين المياه فنظرا لطبيعة عمله (بالإنشاءات) يحتاج إلى الاستحمام كل يوم تقريبا، مضيفا أنه «يوفر مخصصاته من المازوت للاستحمام فقط، وليس للتدفئة.
وتقول ربة منزل ثانية إنها تجمع كل ما تستخدمه من مناديل ورقية وكرتون وبلاستيك وقشور الخضار والفاكهة، لتوفير التدفئة والمياه الساخنة لأطفالها، موضحة أنها «ترسل ابنها كل يوم بعد عودته من المدرسة لجمع أوراق الشجر وعيدان الحطب وأكياس النايلون لحرقها وتسخين المياه».
وتصف إحدى الشابات حمام الشتاء «بالمضحك» كونها تضطر لتسخين كمية من الماء على السخان الكهربائي وأخرى بوعاء معدني، مضيفة أن «توقيت الاستحمام كان لا يقل عن نصف ساعة بينما الآن لا يتجاوز العشر دقائق».
أما عن الطاقة الشمسية، فيلفت بعض الأهالي الذين يمتلكون منظومتها إلى أنهم يعانون من تسخين المياه بظل غياب الشمس لساعات خلال الأيام الماطرة او الغائمة والمياه المسخنة بالطاقة الشمسية في الشتاء لا تكفي لجميع أفراد العائلة، إذ يتم تخصيص يوم لكل فرد من عائلتها.