اضطر كثير من السوريين إلى العودة لأساليب بدائية في الإضاءة كانت على عهد الآباء والأجداد، في ظل ازدياد ساعات التقنين التي قد تصل الى 23 ساعة، وفي بعض المناطق قد يستمر قطع الكهرباء إلى أيام.
ومع ارتفاع اسعار بدائل الكهرباء كألواح الطاقة الشمسية والمولدات والبطاريات بأنواعها، عاد «اللوكس» والقنديل والشموع الى الظهور في البيوت السورية.
ونقل موقع «أثر» عن إحدى السيدات تأكيدها على العودة إلى تشغيل (اللوكس) الذي استغنت عنه لسنوات طويلة في ظل وجود (الليدات) التي تعمل على البطارية، وتقول لـ «أثر» إنه يعطي إضاءة قوية ويعمل على الغاز، فاللدة في منزلها لم تعد تعمل إلا ساعة واحدة بعد انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة لا تسمح بشحنها كاملة، لذلك لجأت إلى اللوكس.
وتضيف أم عادل: «أقوم بتعبئة الكيلو بسعر (35) ألف، واللوكس يتسع لـ 3 كيلو من الغاز بسعر 105 آلاف ليرة وهذا يرهقني ماديا، لكنني مضطرة».
ومثلها تؤكد أم محمد «أنها تعتمد على «اللوكس» فليس بإمكانها أن تركب ألواح طاقة شمسية أو «إنفرتر»، وبطارية الليدات التي تمتلكها باتت ضعيفة جدا وتحتاج إلى تبديل وليس بمقدورها حاليا.
أما ناريمان (طالبة جامعية) فذكرت «أنها تحضر الشواحن إلى مكان عملها وتشحنهم طوال الوقت نظرا لوجود مولدة حتى تتمكن من الدراسة ليلا على ضوئهم، فاللدة بحسب قولها لم تعد تعمل وتضعف بعد نصف ساعة من قطع التيار الكهربائي، والبطارية لديها بحاجة لصيانة ولا تملك المبلغ المطلوب حاليا».
بدوره، أبو فراس الذي يعمل في إصلاح أعطال البطاريات يقول لـ «أثر»: «أكثر الأعطال التي أقوم بتصليحها هي (الكبرتة) وهو العطل الأكثر انتشارا في البطاريات بسبب عدم شحنها بشكل كامل لعدة مرات أو تركها لفترة طويلة دون شحن وهذه الأعطال تصيب البطاريات لعدم توافر التيار الكهربائي، لذلك يضطر الشخص لتبديلها قبل انتهاء عمرها الافتراضي، وهناك أعطال أخرى مثل جفاف ماء البطارية أو أكسدتها أو تبديل اللدة وغير ذلك»، مضيفا: «لكل صيانة عطل ثمنه علما أن تكلفة الإصلاحات تبدأ من 50 ألف وحتى 200 ألف حسب الخلل».
يذكر أن وزير الكهرباء غسان الزامل خلال جلسة لجنة الشؤون الاقتصادية والطاقة في مجلس الشعب أمس الأول وعد بأن الواقع الكهربائي سيتحسن منتصف الشهر الجاري بعد تأمين 350 ميغاواط ستتم إضافتها للتغذية، مؤكدا أن وزارة الكهرباء تبذل كل الجهود لزيادة ساعات التغذية الكهربائية وتخفيف العبء عن الناس.