بيروت ـ عمر حبنجر ـ أحمد عز الدين
وصل ملف التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون الذي كان هائما بين مجلسي الوزراء والنواب، إلى خواتيمه، وتم إقرار التمديد له ولقادة الأجهزة الأمنية من رتبة لواء لمدة سنة من تاريخ انتهاء ولايتهم.
وبعد أن فشل مجلس الوزراء صباح الجمعة في الانعقاد لإقرار التمديد، بسبب عدم اكتمال النصاب، تمكن المجلس النيابي من ذلك في ختام جلسة تشريعية على مدى يومين ناقش خلالها المجلس 16 مشروع واقتراح قانون أقر منها 13. وعند الانتهاء من جدول الأعمال وقبل طرح اقتراح قانون التمديد لقائد الجيش انسحب نواب «حزب الله» ونواب «المردة» وآخرون، فنزل أعضاء كتلة «تجدد» وعدد من نواب التغيير الذين كانوا في مقاعد الإعلاميين اضافة الى نواب حزب الكتائب للحؤول دون فقدان النصاب.
وطرح التمديد لقائد الجيش والأجهزة الأمنية بعد دمج عدة اقتراحات من كتل مختلفة بحيث اعتمد الاقتراح المقدم من كتلة «الاعتدال».
وتحدث عدد من النواب، فأشار نائب الحزب التقدمي الاشتراكي هادي ابو الحسن، الى ان الجيش هو هيكل الوطن المتين ويجب المحافظة عليه. وتمنى نائب رئيس المجلس الياس ابو صعب على الرئيس نبيه بري الذي قام بهذه المبادرة ان يليها بمبادرة أخرى من خلال طرح الحوار مجددا لانتخاب رئيس الجمهورية، وغمز من قناة «القوات» الذين حضروا دون نقاش قائلا «خططتم ونجحتم».
وطرح اقتراح التصويت بعد رفض مقترح من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بأن يشمل كل الضباط الذين تنتهي مهمتهم قبل شهر يونيو المقبل فرفض الاقتراح وتم التصويت على التمديد بإجماع الحاضرين باستثناء النائب جهاد الصمد.
المجلس كان اقر أمس تعديل قانون الإيجارات للأماكن غير السكنية، كما أقر تعديلا على قانون أصول المحاكمات الجزائية لمنع تأخير المحاكمات.
وطرح تعديل مواد في قانون النقد والتسليف يتيح طبع اوراق نقدية من فئة الـ 500 ليرة والمليون فرد لأخذ رأي مصرف لبنان وطلب رئيس الحكومة تأجيله.
وأقر اقتراح القانون المتعلق بالصيدلة السريرية وكذلك اقتراح قانون إعطاء حقوق للمرأة العاملة وأولادها في الضمان الاجتماعي. وأقر مساعدة مالية بقيمة 650 مليار ليرة في موازنة وزارة التربية لحساب صندوق التعويضات لأفراد الهيئة التعليمية بالمدارس الخاصة وكذلك تعديل أحكام تتعلق بالهيئة التعليمية في المدارس الخاصة.
وقبل الجلسة النيابية بعد الظهر، فشل مجلس الوزراء في استكمال نصابه نتيجة اقفال المتقاعدين العسكريين مداخل السراي مطالبين بإنصافهم وشمولهم بالزيادات.
وعزت الأمانة العامة لمجلس الوزراء في بيان عدم انعقاد الجلسة، إلى «تعذر حضور العدد المطلوب من السادة الوزراء لتأمين النصاب القانوني المطلوب لانعقاد جلسة مجلس الوزراء».
وحدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الموعد المقبل لجلسة جديدة لمجلس الوزراء صباح الثلاثاء المقبل.
وكان وزراء «حزب الله» و«حركة أمل» من بين الحاضرين، بينما غاب وزراء «التيار الوطني الحر» كالعادة.
وقال عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب فادي كرم ان الدعوة لأخذ قرار التمديد لقائد الجيش في مجلس الوزراء موقف مشبوه، وغير مضمون، ومعرض للطعن، ونحن أمام مؤامرة كبيرة لإبعاد الجيش ووضعه جانبا.
أما رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل فقد كتب على منصة «X» يقول: «يا نواب، كيف يمكن أن تضربوا مبدأ شمولية التشريع وتشرعوا لشخص؟ ويا دولة رئيس مجلس النواب كيف يمكن أن تقبل بهكذا تشريع.. وانتم كلكم بتعرفون انه بكل الأحوال لا فراغ في الجيش، ولا خوف على وحدته؟ المشكلة هي نكاية في الداخل وطاعة للخارج. فأنا أسامح الذي يريد أن يغيظني.. افعلوا ما أردتم، وأنا لا أعمل إلا وفق قناعتي وضميري».
عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب شوقي دكاش قال، ممثلا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في احتفال ببلدة قرطبا/ جبيل: «يحزنني كثيرا أن هناك فريقا مسيحيا هو من يضرب الدولة والمؤسسات، نعم انه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي يستهدف الجيش لحسابات صغيرة وضيقة ومصلحية، في زمن وجودنا كدولة وكشعب مهدد وهو نفسه يقدم الغطاء مرة جديدة للحزب في معركة الإسناد كما سماها».
أما على الصعيد الديبلوماسي فقد تكون زيارة وزير خارجية فرنسا كاترين كولونا الى بيروت للمرة الرابعة اليوم لتكرار تحذيرات الموفدين الفرنسيين الآخرين من الانزلاق الى الحرب، في حين كشف جاك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، عن حل تفاوضي يبحث عن التهدئة في الجنوب.
وأوردت صحيفة «فاينانشال تايمز» ان الولايات المتحدة تقود جهودا لإقامة منطقة عازلة بين اسرائيل و«حزب الله» في جنوب لبنان، وتبحث مع فرنسا وبريطانيا سبل اقناع «حزب الله» بالانسحاب من الحدود تنفيذا للقرار 1701، ومنح الجيش اللبناني الدور الأكبر ضمن اطار هذه المنطقة، اضافة الى تعزيز دور اليونيفيل ومحاولة ترسيم الخط الازرق.
وتضع اسرائيل شرطين لتهدئة الجبهة مع لبنان: الأول: إبعاد «حزب الله» مسافة بين 5 و7 كم من خط الحدود.
والثاني: عدم عودة «حزب الله» الى إقامة مراكز مراقبة، في حين اعلن «حزب الله»، بلسان نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، انه لا سلام قبل انتهاء حرب غزة.
في هذا الوقت، ألقت طائرات اسرائيلية مسيرة منشورات فوق بلدة كفرشوبا وجوارها تحذر سكان المنطقة الحدودية من التعاون مع «حزب الله» واستغلاله منازلهم ومحيطها لاستهداف إسرائيل.
وقال المنشور الذي حمل صورتي علم لبنان وعلم الحزب: «إلى سكان جنوب لبنان نود أن نعلمكم بأن حزب الله الإرهابي يستغل الفرصة للتسلل في بيوتكم وأراضيكم الطاهرة ومحيط عملكم ورزقكم، وذلك للعمل ضد دولة إسرائيل وليستغل ممتلكاتكم لمخططاته الإرهابية».
وأضاف: عليكم وقف هذا الإرهاب من أجل سلامتكم وذلك بتوخي الحذر في المنطقة. إن تستر عناصر حزب الله في المناطق المدنية هو الخطر الحقيقي!
بلدية كفرشوبا ردت على المنشورات التي ألقتها طائرات الاحتلال فوق البلدة، فاعتبرتها «مقدمة لتبرير أعمال عدوانية ضد اهلنا المدنيين العزل الآمنين في منازلهم والمحافظين على ممتلكاتهم والمتمسكين بوطنهم وارضهم».
وأكدت «خلو البلدة من السلاح والعناصر المسلحة والمظاهر المسلحة باستثناء الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل».
وختمت مطالبة «الحكومة اللبنانية والدول التي لديها قوات في اليونيفل بالتدخل للجم النوايا العدوانية التي يمهد لها العدو بحق كفرشوبا وأبنائها».