رحل أمير العفو والد الجميع سمو أمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، القلب الكبير الذي وفى بالعهد بمدة لم تتجاوز الثلاث سنوات استطاع، رحمه الله، معالجة الكثير من الملفات الشعبية التي كانت تهم الكويتيين، وها نحن ننعى سمو الشيخ نواف الأحمد وفي العين قذى وفي الحلق شجى لفقده، ولله ما أعطى ولله ما أخذ.. وبدوري أتقدم بالتعازي من صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وأسرة آل الصباح الكرام والشعب الكويتي بوفاة فقيدنا الغالي، رحمه الله، و(إنا لله وإنا اليه راجعون).
لقد تعهد والدنا الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح بالإصلاح السياسي والمحافظة على الأمن والسلم وتعزيز التنمية المستدامة في البلاد.
ومن موقعه حاكما للكويت، عرف عهده بالعهد الجديد الذي اتسم بإلزام السلطتين بمواد الدستور ومباني القانون تحت مبنى الثوابت الوطنية بالتعاون والعمل المخلص الجاد تجاه الكويت والكويتيين، وفي عهده الميمون كان هو «أمير العفو» الذي أثقل كفتي الميزان بالفرصة الوطنية من أبناء الكويت من المسجونين بقضايا أصحاب الرأي. وفي الملفات الأمنية الأخرى، وفتح ملفات الفساد ومحاسبة الفاسدين.
ومن حكمته وعدله بسط على الرعية جو الاستقرار والأمن الداخلي، ولا ننسى رعايته وتوجيهه لمؤسسات وأجهزة الدولة إلى العمل على تأهيل الشباب الكويتي بأفضل الوسائل العلمية والأكاديمية، لتصبح الكويت في المرتبة الأولى عربيا والـ 27 عالميا في مؤشر تنمية الشباب لعام 2021 من أصل 181 دولة.
وفي عهده صنفت الكويت في خانة تنمية الشباب العالية جدا، وهو التصنيف الأعلى عالميا، حسب قراءتي للأخبار الرياضية وتضم هذه القائمة 34 دولة فقط، من بينها الكويت واليابان وفرنسا.
جدير بالذكر، أن صندوق النقد الدولي عام 2022 أشار إلى تحقيق القفزة الأعلى بين دول الخليج من حيث النمو الاقتصادي الذي بلغ 8.7%، وزيادة الرصيد المالي للكويت خلال عام 2023 بنحو 29.1%، مقابل 23% في عام 2022، و16.3 في عام 2021، وفق التقارير الاقتصادية المنشورة.
هذا بالإضافة إلى غير ذلك من التقارير ومنها تقرير المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي أصدر في أواخر عام 2021 تقريرا إحصائيا يتضمن أبرز المؤشرات الإحصائية التي تعكس الإنجازات التي حققتها الكويت في مسيرتها التنموية، ونواح حياتية أخرى سارت في عهده نحو الإصلاح.
لقد رحل سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي سار على درب حكامنا الراشدين الحكماء في الحكم والقيادة وعلى درب توحيد الصف الوطني والحفاظ على الشعب الكويتي، وعمل على ذلك مناشدا وناصحا وموجها للسلطتين والشعب.
رحم الله أمير العفو الذي غادرنا إلى دار العفو، و(إنا لله وإنا اليه راجعون).
[email protected]